الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

The walk سير موتّر على الحبال والأعصاب

المصدر: "دليل النهار"
جوزفين حبشي
The walk سير موتّر على الحبال والأعصاب
The walk سير موتّر على الحبال والأعصاب
A+ A-

بثوان معدودة قام السعودي الارهابي #اسامة_بن_لادن بتدمير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في 11 ايلول 2001، ولم يلقَ القبض عليه ويقتل الا بعد عشر سنوات من المطاردات. اما البهلوان الفرنسي فيليب بيتي فقد تمكن خلال ساعة واحدة من الانتقال من قمة البرج الاول الى قمة البرج الثاني من مركز التجارة العالمي في نيويورك عبر سيره على سلك معدني مشدود ومعلق في الهواء كما اعتاد دائماً ان يفعل ومن دون اذن مسبق طبعاً. وطبعا لم يتطلب القاء القبض عليه اعواماً بل أقل من ثانية، اي ما إن وطئت قدمه طرف البرج الثاني في 7 آب 1974.


هذه التجربة الفريدة التي سبق وقدمتها السينما في شريط Man On Wire الفائز باوسكار افضل فيلم وثائقي عام 2009، تستعاد مجدداً من خلال شريط روائي طويل مبهر بعنوان The walk من اخراج الكبير روبرت زيميكس الذي قال لطوم هانكس run Forrest run في شريطه الشهير Forrest Gump، وها هو يطلب من البارع جوزف غوردون ليفت أن يهرب بعد ان ينجز سيره على حبل معلق في الهواء. جوزف غوردون ليفت هو فيليب بيتي الذي يقف على احد المباني الشاهقة في نيويورك ويروي لنا بنفسه احداث الشريط وقصة حياته التي اوصلته الى انجاز عمره. انها قصة فتى فرنسي عشق السير على الحبال منذ صغره، وأصرّ على اللحاق بأحلامه المعلقة في الهواء وسلاحه عزيمة تشبه المثل القائل "يا جبل ما يهزك ريح". جاهد وتمرن وثابر وانطلق وحيداً واستفاد من تجربة ونصائح قائد السيرك المجري بابا رودي (بن كينغسلي)، ومن دعم حبيبته آني (شارلوت لو بون) ومجموعة اصدقائه الذين وافقوا على مساعدته في اتمام مغامرته المجنونة وغير الشرعية في 7 آب 1974. شريط روبرت زيميكس الجديد مقتبس من السيرة الذاتية التي كتبها فيليب بيتي بنفسه بعنوان To reach the Clouds، وقد جاء استثنائياً ومبهراً منذ اول مشاهده التي شهدت سيراً متوازياً على حبلي الماضي والحاضر، ماضي فيليب بيتي وبداياته وحاضر التخطيط الطريف والايقاعي لمغامرة اقتحام فضاء مركز التجارة العالمي كأننا في صدد اعداد خطة وفريق عمل عصابة Ocean Eleven. اما الابهار الحقيقي فيصل الى ذروته في النصف ساعة الأخير من الشريط، حيث نعيش ونختبر رحلة العبور في الهواء من برج الى اخر بكافة التفاصيل والاحاسيس والشحن والانفعالات والضغط والتوتر والطرافة في الوقت عينه. النصف الاخير من الساعة يرمينا مع جوزف غوردون ليفت في المجهول، يعلقنا على سلك معدني على علو 417 متراً عن سطح الارض، يتأرجح بنا وبانفعالاتنا، يتلاعب بأعصابنا، "يقشّط" ضغطنا، يجمّد الدم في عروقنا ويجعلنا نختبر تجربة لا مثيل لها رغم معرفتنا سلفا بالنتيجة. تجربة زادها ابهاراً التصوير بتقنية البعد الثالث 3Dالذي منحنا الاحساس الفعلي بالعلو والعمق والابعاد على اكمل وجه، فشعرنا (من المرات القليلة جداً) بجدوى اهمية هذه التقنية لهدف اخر لا علاقة له بالتجارة. في اية حال احسن روبرت زيميكس عندما أصرّ على تصوير فيلمه بواسطة تقنية الـ 3Dفقط لا غير لمنح المشاهدين الاحساس بالدوار الى درجة الغثيان. قمتا البرجين استعادهما زيميكس داخل الستوديو وعلى خلفية خضراء بعدما علق سلكا معدنيا بينهما على علو امتار قليلة جداً طبعاً، حتى يتمكن جوزف غوردون ليفت من انجاز ما تعلمه (من حفظ توازنه والمشي على الحبال والعاب البهلوانية) بشكل مكثف لمدة 8 ايام على يد خبراء في المجال. وابرز هؤلاء فيليب بيتي شخصياً الذي حضر الى ستوديو التصوير وقدم لجوزف مجموعة نصائح ساعدته في تركيب الشخصية وفي اكتساب مهارة في الحركة. في اية حال يبدو جلياً ان اداء جوزف الجسدي ليس وحده الممتع، فاليه تضاف استعادته لشخصية بيتي وشغفه وجنونه وطرافته وهوسه ولغته الانكليزية مع لكنة فرنسية مقنعة جداً وخصوصاً ان جوزف سبق ودرس الفرنسية في جامعة كولومبيا. ومعه مجموعة من الممثلين في ادوار ثانية ولافتة، معظمها طريف ويخفف من توتر المغامرة الخطيرة التي ستصيبنا بالدوار، دوار المرتفعات العالية والاعجاب على حد سواء.
فيلم The Walk حالياً في صالات امپير وغراند وڤوكس.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم