السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

كيف ستردّ السعودية وتركيا على التدخّل الروسي؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
كيف ستردّ السعودية وتركيا على التدخّل الروسي؟
كيف ستردّ السعودية وتركيا على التدخّل الروسي؟
A+ A-

عندما دخل التحالف الدولي الأجواء السورية، لم يخشَ النظام السوري على نفسه، ولم نسمع بأي غارة أخطأت أهدافها، إلا قلّة سقط فيها مدنيون، لكن مواقع النظام السوري كانت في أمان. واقتصرت أهداف التحالف على مواقع تنظيم "الدولة الاسلامية" و"#جبهة_النصرة" وربما عملية قيل انها استهدفت تنظيم "خرسان" ولم نعد نسمع بهذا الاسم من وقتها، في المقابل استهل الدب الروسي عملياته بقصف "الجيش السوري الحر" و"جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الاسلامية" وذلك بالتنسيق مع النظام السوري وحلفائه، فقلب الطاولة على الجميع وتحولت الأنظار نحو السعودية وتركيا وبات السؤال: كيف سيكون شكل الردّ على روسيا؟ وهل ستكون المواجهة مباشرة؟


ولم نشهد حتى الساعة سوى الخطابات والتصاريح الاعلامية واتصالات ديبلوماسية، من دون ملاحظة أي فعل على الأرض يؤشر إلى إمكانية كبح التدخّل الروسي، وكانت تركيا وشركاؤها في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "#داعش"، قد دعوا روسيا إلى وقف هجماتها على المعارضة السورية، والتركيز على قتال التنظيم. وعبّرت تركيا عن "قلقها العميق" من الضربات الروسية على مواقع المعارضة في سوريا. وفي بيان مشترك مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وحلفاء من دول الخليج العربية، قالت تركيا إن "التحركات العسكرية الروسية في #سوريا تمثل تصعيدًا جديداً للصراع، ولن تُسفر إلا عن تأجيج التطرف".



البحث عن انتصار
موقف السعودية واضح "لن تسمح لايران وروسيا بالانتصار في سوريا"، ويوضح الكاتب والمحلّل السياسي السعودي جمال خاشقجي لـ"النهار" أن "الروس يريدون انتصاراً ساحقاً لبشار الأسد يتحوّل نقطة تفرض ضرورة التفاوض معه، ويسقطون بذلك فكرة إسقاط النظام، لكن تكلفة هذا الأمر سيدفعها الشعب السوري لأن الروس قبيحون جداً في حروبهم فهم لا يقيمون أي وزن للمدنيين والجميع يعلم ان ليس كل الضربات تستهدف المقاتلين كما في حمص مثلا".
ويعتبر أن "ما حصل قلب الطاولة على الجميع وهو نتيجة للتردد في القرار في وجهة النظام، إذ كان من الضروري أن يحصل تدخل في سوريا منذ سنتين أو أكثر، لكن الطرف الأميركي أطال من أمد الصراع واليوم أيضا التدخل الروسي سيطيل من أمد الصراع".



لا انتصار لأحد
وخاشقجي على يقين بأن اتصالات واسعة النطاق، بين عواصم عدة تجري في هذه الأثناء لترتيب وضع المنطقة وخصوصاً سوريا، مشدداً على أن "السعودية لن تقبل بأي حال من الأحوال بانتصار ايراني في سوريا، وهذا الدعم الروسي هو لترتيب سورياً ايرانياً وطائفياً ليحكم الجمهورية العربية السورية، فيما السعودية وتركيا لا تتحملان ذلك استرتيجياً، وأنا متأكد ان هناك اتصالات هائلة بين العواصم لتبحث في ما يمكن أن تفعله إزاء ما يجري، وسننتظر ونرى".
ويلفت إلى أن "السعودية رفضت التدخل الروسي رسمياً ولن تقبل به. وكما قال وزير خارجيتها عادل الجبير في نيويورك رداً على سؤال في شأن الرد السعودي: حتشوف (سترون)". ويضيف: "لا نعرف ما الخطوات الذي ستقدم عليها لكن الأكيد حاليا ان السعودية ترفض بشدة أن ينتصر بشار وإيران في سوريا أكان بدعم روسي أو بغيره".



تدخل سعودي عسكري؟
هل ستخطو السعودية خطوة عسكرية في سوريا؟ "يبدو أن ذلك صعباً"، يجيب خاشقجي مضيفاً " لكن أنا متأكد من أن السعودية لن تعدم افكاراً وضعتها، والموقف السعودي واضح أنها ترفض انتصاراً ايرانياً في سوريا وهي تستطيع ان تستمر بدعم المعارضة وترفع من هذا الدعم وربما لن يستطيع الروس سوى اطالة أمد الصراع، ما يعني أن السعودية لن تسمح لهم بالانتصار".
وفي شأن مشاركة قوات إيرانية و"حزب الله" في عمليات برية تتزامن والقصف الجوي الروسي، يقول: "هذا أمر متوقّع، لأن الروس يريدون انتصارًا والآن هناك تحالف طائفي روسي، وهو أشبه بالخيال العلمي، الروس يوفّرون القصف الجوي والايرانيون يوفّرون القوات على الأرض، والقصف الروسي اليوم يشبه إعلان حرب للقضاء على الثورة السورية، فهل سيسمح الشعب السوري بذلك؟". ويُذكّر بأن "الشعب الأفغاني جاهدَ ضدّ الروس 9 سنوات وأعتقد أن الشعب السوري سيجاهد أيضاً"، وأعاد سبب التدخل الروسي إلى التردد الذي استمر 4 سنوات في التدخل في سوريا.



التحالف الدولي
وعما إذا كان في امكان التحالف الدولي الرد على روسيا بقصف مواقع النظام، يوضح خاشقجي: "لا يمكنه أن يستهدف النظام لأن هناك مسألة قانونية وليس هناك من صيغة تسمح له بذلك، فالنظام استدعى الروس وحكومة الأسد لا تزال ممثلة في الأمم المتحدة، وكي تقوم دول التحالف باستهداف النظام يحتاجون إلى قرار أممي أو اعلان الحرب وربما هذا ما يتم التشاور في شأنه حالياً". ولفت إلى موقف سياسيين أميركيين من رئيس بلادهم باراك أوباما، ويقول خاشقجي: "إنهم يقولون ان أوباما أضعف أميركا في أوكرانيا والقرم والآن في سوريا".



ونفى خاشقجي أي "علاقة تربط التدخل الروسي بزيارة اللواء علي المملوك إلى السعودية"، ويشدد على "عدم وجود أيّ تنسيق أو علاقة أو قبول سعودي بهذا التدخل، ومن يحاول ان يروي ان التدخل الروسي هو لإتمام صفقة يتيح بمقتضاها فرض مرحلة انتقالية فهذا غير صحيح، بل حاولت السعودية ان تدفع الروس إلى موقف عقلاني ومن الواضح أنها فشلت في ذلك فتدخل الروس لإنقاذ النظام"، ويختم: "قال خبراء ألمان انها حرب بالوكالة بين السعوديين والايرانيين ومنهم قال إنها حرب بين سوريا العلمانية وسوريا الاسلامية، كل هذا غير مهم، لأن الشعب السوري ثار من أجل حريته وليس من أجل السعودية أو من أجل أمر آخر، فهو صاحب القرار في النهاية والتاريخ يشهد أن الشعوب لا تقبل بالظلم والشعب السوري سيصمد لكنه سيعاني".


 


تركيا منشغلة والدعم للمعارضة
الوضع التركي الداخلي لا يسمح بأيّ تدخل عسكريّ رداً على الروس، خصوصا أن أنقرة تستعد لانتخابات تشريعية في تشرين الأول المقبل، لكن على الرغم من ذلك لن تسمح أيضاً بانتصار ايراني أو روسي في سوريا، ويرجح المحلل السياسي التركي محمد زاهد غول أن "تكون الفترة المقبلة حافلة بالتطورات على الصعيد الميداني السوري الداخلي، وسيتم دعم المعارضة أكثر لمواجهة داعش والنظام وروسيا".



هل ستحصل المعارضة على مضاد للطائرات لمواجهة روسيا؟ يجيب: "من المبكر الحديث عن هذا الامر، وفي هذه المرحلة استبعد حصول المعارضة السورية على هذا النوع من السلاح لكن الاكيد سيحصل تصعيد عسكري من ناحية المعارضة ميدانياً"، وأضاف: "لا اظن ان تركيا ستقدم على أي رد عسكري خصوصا انها تستعد لانتخابات الشهر المقبل". وسأل: "إلى أي مدى سيكون التدخل الروسي وماذا تريد موسكو؟ إذا كانت تريد حسم المعركة لصالح الأسد فهذا أمر غير ممكن، خصوصاً ان الأسد يسيطر على أقل من 20% من الأرض، وعلينا ان نتذكر ما يحصل في أوكرانيا وفي القرم"، ويعتبر أن "السكوت الأميركي يثير القلق حالياً".
ويبدو أن الخيار الوحيد الذي سيلجأ إليه أصدقاء الشعب السوري هو دعم المعارضة السورية ودفعها نحو فتح معارك ميدانية على الأرض، وتحريك الفصائل والألوية النائمة، وفي الوقت نفسه تحريك العجلات الديبلوماسية كي يوقف الروس ضرباتهم "الجيش الحر" واقتصار الغارات على "داعش".



[email protected]
Twitter: @mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم