الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"الشاورما الدمشقية" في الشوارع السعودية

المصدر: "النهار"
هادي الفقيه- كاتب وصحافي سعودي- واشنطن
"الشاورما الدمشقية" في الشوارع السعودية
"الشاورما الدمشقية" في الشوارع السعودية
A+ A-

سأعيد عليكم بعض الحقائق التي تتكرر في كثير من وسائل الإعلام: تستضيف #السعودية 2.5 مليون سوري منحوا حقوق: الإقامة، العمل والتعليم بأمر ملكي.


قدمت السعودية 700 مليون دولار مساعدات إنسانية. ينخرط في المدارس والجامعات السعودية 124.8 ألف طالب وطالبة سوريين بينهم 6755 في المرحلة الجامعية. ولا ينسى السعوديون حملة نصرة الأشقاء السوريين عام 2012، ومساعدات إنسانية لا تهدأ ترسل إلى الفارين من "وطنهم" في لبنان والأردن.


لو كنت مسؤولاً سعودياً لما أضعت وقتي في الردّ على الصراخ في شأن عدم استضافة الدولة السعودية "الغنية"، للأشقاء السوريين.
كنت أتمنى أن يكون هناك الكثيرون من المسؤولين الشجعان مثل المبعوث السابق للأمين العام للأمم المتحدة السعودي عبد العزيز الركبان الذي وجّه سؤالاً قبل ستة أشهر، ما لبث أن اختفى إذ سأل عن "30 ألف تاجر سوري يقيمون في السعودية وماذا قدموا لحملات التبرعات أو منظمات #الأمم_المتحدة".
السوري في السعودية يعرف إلى أي حد يلقى احتراماً وتقديراً وحصل على تمكين بأمر ملكي على الصعيدين التعليمي والتجاري جعله ينشغل حتى عن الرد على الأصوات التي تتهم السعودية بعدم الإنسانية، وأنها لم تفتح البحر والجو لاستقبال اللاجئين.


 


17 ألف مطعم جديد
خلال زياتي الأخيرة للسعودية، لاحظتُ ظاهرة لم تستوقفني لأني كنت أعتقدها عادية، إذ انتشرت في الحيْ الذي كنت أسكنه مطاعم شامية بصورة غير اعتيادية مثل "الشاورما الدمشقية" و"المذاق الشامي..إلخ". وفي نظرة سريعة على تقرير "الجزيرة كابيتل" مطلع العام الجاري فقد أكد أن السعودية شهدت افتتاح 17 ألف مطعم جديد.
تلك المطاعم وغيرها من محلات مواد البناء، شركات المقاولات وحتى عيادات طب الأسنان التي يعتبر السوريون اللاعبين الأهم فيها اليوم في السوق السعودية، هي سلوك طبيعي في الشارع السعودي الذي يعرف الإنسان السوري لأكثر من 70 عاماً إما معلماً أو مهندساً وحتى تاجراً.


ناقشتُ واحداً من أشهر أطباء الأسنان في منطقة واشنطن دي سي من المهاجرين السوريين، وهو مقيم منذ أكثر من 25 عاماً، إذ أبلغني أن صديقه الموجود في الرياض والذي كان يحلم بالسفر إلى الولايات المتحدة قال له "أحصل على ما يقارب 40 ألف دولار في أقل من شهرين من دون ضرائب، وأحوّل ما أريد دون قيود، فلماذا آتي إلى أميركا".


من السذاجة تجاهل الوضع الانساني الذي وصل إليه الاشقاء السوريون، ومن قلة المروءة وعدم الانسانية أن نتراجع عن دعمهم، إلا أن السؤال الأهم: ليس لماذا لا يستقبلون؟ بل لماذا وصلوا إلى هذا الوضع المأسوي؟


أين الدول الغربية وهي المتحكمة في مجلس الأمن وقرارات الحرب الدولية، خصوصاً دول #الفيتو، من حل المشكلة في الأساس حتى أصبح خبر قتل عشرات الآلاف من السوريين عادياً لدرجة أنه لا يأخذ مكاناً في الصفحة الأولى.



لماذا لم تتخذ الولايات المتحدة الدولة القوية قرار الغارة الجوية في ربيع 2012؟ والتي أجمع المراقبون أنها لو نُفذت لكانت نقطة التحول في إنهاء الأزمة. هل كان العالم بحاجة إلى ظهور "داعش" ومسرحيات النحر والحرق النتنة ومناظر القتل الجماعي السادية.
هل الضمير العالمي استيقظ أخيراً حينما شاهد مئات الأطفال والنساء يموتون في شاحنات نقل الأطعمة على حدود دول الاتحاد الأوروبي، ويغرقون في البحر ويُعتقلون على الحدود ولم يكن حياً ذلك الضمير عندما كانت أشلاء وجثث عشرات الآلاف من السوريين الأبرياء تتناثر في نشرات الأخبار وكأنها العاب القتل الالكترونية، وليست لبشر أبسط أحلامهم العيش دون قهر.


لا تعتقد، عزيزي العربي، أن المهاجرين عندما يأتون إلى الغرب ويرسلون ابتساماتهم عبر الصور يعيشون حياة من دون مضايقات، تلامس مشاعرهم بالجرح والإهانة في أحيان كثيرة وإن كانت الحكومات تخاف وتقدم التسهيلات فإن المجتمعات لا ترحم.


 


خروج رجل واحد...
قد لا نحترم المجر حكومة وشعباً على المعاملة المقززة تجاه السوريين المهاجرين ولكن يبقى ما فعلوه شجاعة لحقيقة يخفيها السياسي ويظهرها رجل الشارع في أوروبا وأميركا التي أعيش فيها كزائر وأسمع تعليقاتهم بأن "السفينة قد تغرق إن كثُر الركاب، بسبب المهاجرين العرب" الذين إن صنع طفل منهم ساعة اعتقدوا أنها قنبلة.
جعجعة بلا طحين، هذا ما يلخص واقع التفاعل الدولي مع سوريا حتى اللحظة، وأكثر ما قاله الرئيس الأميركي باراك #أوباما:" أنا مسكون بالمصاعب والموت الذي يدمر تلك البلد". إذ يرى المجتمع الدولي من الضروري دخول مئات الآلاف من السوريين إلى الدول الغنية، ومن الصعب لأربعة أعوام خروج رجل واحد فقط من القصر الرئاسي في ريف #اللاذقية.


 


@Hadi_Alfakeeh

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم