الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بعد سنة من الغارات ضدّ "داعش" ... تشكيك بالحملة وآفاقها

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
بعد سنة من الغارات ضدّ "داعش" ... تشكيك بالحملة وآفاقها
بعد سنة من الغارات ضدّ "داعش" ... تشكيك بالحملة وآفاقها
A+ A-

باستثناء المرشّح للانتخابات التمهيديّة عن الحزب الجمهوري، السيناتور #تيد_كروز المتفائل بامكانيّة القضاء على #تنظيم_الدولة_الاسلاميّة "#داعش" خلال 90 يوماً يبدأ عدّها التنازلي ابتداء من لحظة استلامه الرئاسة الاميركيّة، فإنّ الاجواء في #الولايات_المتّحدة ليست متفائلة الى هذا الحدّ. لا بل يمكن اعتبار أنّ الاجواء المتشائمة هي التي تسيطر على آراء الجنرالات الكبار في بلاد "العم سام".


"جينيرايشونال كونفليكت" أو الصراع على مدى الاجيال، مصطلح بداً التداول به داخل أروقة #البنتاغون لتوصيف الصراع المقبل مع "#داعش". تنقل مجلّة "فورين بوليسي" عن لسان رئيس هيئة الاركان المشتركة الجنرال #مارتن_ديمبسي إشارات حول هذا الموضوع. وتنقل أيضاً عن الادميرال السابق في البحريّة الاميكريّة #ساندي_وينفيلد تشبيهه الصراع مع التنظيم بالحرب الباردة، كما أنّ سياسيّين من كلا الحزبين يتوقّعون امتداد هذا الصراع الى نحو عشرين سنة. وهذا الرقم هو ما أعلنه أيضاً رئيس الاركان الاميركي المنتهية ولايته الجنرال #ريموند_أودييرنو.


والمشكلة الكبرى تلوح في أفق جردة حساب يطلبها مسؤولون كثر عمّا آلت إليه الحرب على التنظيم خلال سنة مرّت على انطلاقها. أكثر من ثلاثة مليارات ونصف امليار دولار صرفت، من اجل شنّ أكثر من ستّة آلاف ضربة جوّيّة لتقتل حوالي عشرة آلاف مقاتل. مناطق كثيرة حرّرت في شمال #سوريا، كما تمّ تحرير مدن مهمّة في #العراق مثل #تكريت وتقليص نفوذه في جبال #سنجار. لكنّ هذه الارقام لا تستطيع وحدها أنّ تلخّص الحقيقة المطلوبة عن تلك الحرب.


ليس هذا فحسب، بل هي لا تستطيع أيضاً أن تغطّي فشل غارات الائتلاف في حصر قوّات التنظيم ودفعها الى الانكفاء والاعتماد على الدفاع بدلا من الهجوم. فمقاتلو "#داعش" ما زالوا يحتفظون بمدن مهمّة في #العراق ك#الرمادي و#الموصل، كما أنّهم اجتاحوا مدناً ذات معالم تاريخيّة في #سوريا وعلى رأسها #تدمر بالاضافة الى استمرارهم في ارتكاب جرائم مروّعة في أيّ مكان آهل يبسطون سيطرتهم عليه.


الرئيس الاميركي #باراك_اوباما اعترف الشهر الماضي بطول المعركة مع التنظيم. وكان سابقاً في حزيران، أقرّ بفقدان استراتيجيّة متكاملة لأنّ هذا الامر يتطلّب التزامات من الجانب العراقي. واكتفى بتوصيف مقاتلي "داعش" بأّنهم "ماهرون وعدائيّون وانتهازيّون". وهنا تبرز المشكلة الثانية في اكتفاء المسؤولين الاميركيّين بتسليط الضوء على سبب المشكلة بدون معالجته. فالوصف الذي ألقاه أوباما على التنظيم، قابله اعتراف من مختلف الاجهزة الاستخباراتيّة الاميركيّة بأنّ التنظيم فقد حوالي عشرة آلاف مسلّح، لكنّه "يستطيع استبدال قتلاه بطريقة سريعة" بحسب ما أوردته وكالة "أسوشيتيد برس". الوكالة نفسها نقلت عن هذه الاجهزة إجماعها على أنّ التنظيم ليس أضعف ممّا كان عليه عند بداية ضربات التحالف.


النائب الجمهوري #جايسن_شافيتز أخبر قناة "سي أن أن" أنّ أوباما لا يملك استراتيجيّة ليهزم "#داعش" قائلاً:"هو يفتقر الى استراتيجيّة واضحة، ليس فقط في العراق بل حول العالم بأسره". وفي تمّوز الماضي، اتّهم السيناتور الجمهوري #جون_ماكين إدارة أوباما بالفشل في مواجهة "#داعش" وقال على مسامع وزير الدفاع الاميركي #أشتون_كارتر:"نحن الآن لا نربح، وفي الحرب عندما لا تربح فإنّك تخسر"، معتبراً أنّ الاستمرار على هذا النهج سيترك الرئيس المقبل في "كارثة".


وردّ عليه آشتون مشدّداً على أنّ استراتيجيّة أوباما صحيحة لكن يجب أن تتمّ تقويتها خصوصاً لجهة التنفيذ على الارض. إلّا أنّه وبحسب مجلّة "فورين بوليسي" فإنّ الجمهوريّين أيضاً غير مندفعين لارسال قوّات برّيّة على الارض. فهي تشير إلى أنّ المرشّح #ليندسي_غراهام هو فقط من أبدى استعداده لارسال 10000 عسكريّ أميركيّ على الارض، ونقلت عن الناطق باسمه #كيفين_بيشوب قوله إنّه مستعدّ، حتى في حال التصعيد، لمواجهة التنظيم بما تتطلّبه من جنود وعلى قدر ما تتطلّبه من فترة زمنيّة.
وتلقي صحيفة "الغارديان" البريطانيّة الضوء على خطّة التدريبات الاميركيّة للمقاتلين على الارض. فمع أنّ أشتون يصف الاكراد بالقوّة البرّيّة المقتدرة، إلّا أنّ الاميركيّين لا يعوّلون على توسيع تلك القوى لجعلها تضمّ مروحة أوسع من الأطياف المقاتلة. فبالنسبة الى تدريب الفصائل المعتدلة من السوريّين، تصف الصحيفة نفسها العمليّة بال"كارثة المطلقة" لأنّ مديري تلك الحملة كانوا يعلمون بأنّها ستفشل، مستشهدة بتشكيك صادر عن وكالة الاستخبارات المركزيّة الاميركيّة "سي آي أي " بين سنتي 2012 و2013 وبتشكيك من أوباما نفسه قبل أن يعدل عن رأيه في نيسان 2013.


ولكن يبدو أنّ طرحاً ما قد يُعلن عنه خلال الشهرين المقبلين من أجل مراجعة الاستراتيجيّة العسكريّة ضد "داعش" على مستوى الكونغرس. فبحسب أحد الرسميّين، سيكون من الممكن له أن يناقش مسألة الشرق الاوسط فقط بعد الانتهاء من مناقشة الاتفاق النووي مع #الجمهوريّة_الاسلاميّة في #إيران، بحسب ما نقلته عنه "الفورين بوليسي".


فإذا صحّت فعلاً التقديرات بإعادة هيكلة خطّة ضرب "#داعش" داخل الكونغرس والتزمتها إدارة أوباما، هل سيكون بإمكان العالم رؤية مسار جديد في الحرب على الارهاب؟ أم سيكون واقع الحال مردّداً لما كتبه تريفور تيم في "الغارديان" واصفاً هذه الحرب بأنّها "إضاعة مأسويّة للجهود، بلا هدف واضح ، وبلا نهاية في الأفق.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم