الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل يفعلها الرئيس تمام سلام؟

المصدر: النهار
مي عبود ابي عقل
هل يفعلها الرئيس تمام سلام؟
هل يفعلها الرئيس تمام سلام؟
A+ A-

استعادت #ساحة_الشهداء اصحابها الحقيقيين، وعادت لتكون ساحة الحرية وملتقى اللبنانيين من مختلف المناطق والمشارب الذين خرجوا من طوائفهم وانعتقوا من احزابهم، بعدما جمعتهم المصائب التي سببها فساد السياسيين أجمعين الذين وضعوا مصالحهم المادية والشخصية فوق كل اعتبار.


لم تعد تنفع شعارات #التغيير والاصلاح الموعودة، ولا الدعوات الى جلسات حوار عقيمة، ولا ذرائع المقاومة والدفاع عن شرف الأمة، ولا اعلانات النوايا الكاذبة ... سقطت كلها امام وعي الشعب لحقيقة الزعماء المخادعين.


الآلاف نزلوا، لم تردعهم شمس آب اللهاب، فقد ألهبتهم نار الجوع والبطالة والأقساط والرشوات وانقطاع #الماء والكهرباء وسمسرات اهل السلطة متكافلين متضامنين، وروائح صفقاتهم وفسادهم. لم يعد بالامكان احتمال هذا الاهتراء، فملأوا الساحات شبانا وشابات، عائلات وافرادا، جمعيات وهيئات من المجتمع المدني، يطالبونهم بالرحيل. لكل هدفه ومطلبه وحلمه لكن قضية واحدة تجمعهم: دولة مدنية حديثة يتساوى فيها الجميع امام القانون. وحراك "#29_آب" أكد ان الشعب واع وواحد وموحد، وأنه يوجد بالفعل شريحة اصبحت هي الأكبرفي المجتمع اللبناني، لا تنتمي ولا تؤيد ولا تريد أيا من فريقي " 8 او 14 آذار "، بعكس ما كانوا يصورونه ويدعونه.


تعددت الدوافع والمطلب واحد: وطن نعيش فيه بكرامة وحرية. وهذا الوطن تبنيه دولة قوية ونظام عادل وطبقة سياسية نظيفة. والبداية بانتخاب رئيس للجمهورية وفاقي توافقي لا ينتمي حتما الى اي من هذين الفريقين، قوي بمساندة شعبه ودعمه له ووقوفه وراءه، فيعود الانتظام الى الحياة السياسية اولا، ويكون للسلطات والبلاد رأس واحد، فلا يبتدع حيتان السلطة والمال طرقا ملتوية للالتفاف على الدستور تحمي نفوذهم، ولا يخترعون حججا لتخطي القانون، ولا يستنبطون مقولات جديدة تعرقل المسار التشريعي وتعطل الحياة السياسية مثل تواقيع ال24 وزيرا والتوافق او الاكثرية او تشريع الضرورة لذر الرماد في العيون ولتغطية سمسراتهم وصفقاتهم الخفية.


رئيس يتكىء على حكومة تكنوقراط تضم خيرة رجال وسيدات العلم والاختصاص واصحاب الخبرات والكف النظيف، والبلد غني بأمثالهم وأمثالهن ، فيقيمون المشاريع الحيوية ويعيدون الحياةوالانتظام الى المؤسسات العامة، والأهم تضع الحكومة قانون انتخاب عصري وحديث على اساس النسبية وتحيله الى مجلس النواب لاقراره ويوقعه رئيس الجمهورية، وعلى هذا الاساس تجرى الانتخابات النيابية، ويأتي مجلس جديد يضم ممثلين عن كل فئات المجتمع اللبناني من احزاب سياسية ومؤسسات المجتمع المدني.


ولأن انتخاب رئيس للجمهورية هو الاساس، ولأنه لا يكفي الرئيس #تمام_سلام ان يبدأ جلسات مجلس الوزراء بالتذكير بأهمية هذا الاستحقاق وضرورته، ولأنه ليس مضطرا ان يتحمل عبء فساد هذه الطبقة السياسية المستشري على مدى العقود الفائتة ونتائج افعالها وموبقاتها ، ولأنه لم يعد بامكان لبنان ان يستمرعلى هذه الحال وهذاالمنوال ولا قدرة لشعبه ان يتحمل المزيد من الانهيار الاقتصادي والمعيشي والاجتماعي والبيئي والسياسي، اقترحت مجموعة من الناشطين والمثقفين والمناضلين، مدركة الاوضاع والظروف الاقليمية والدولية، ان يقوم الرئيس سلام بخطوة عملية وفاعلة تضع الجميع امام مسؤولياتهم ، فيعتصم مع النواب داخل المجلس، يسانده الشعب باعتصام مماثل في ساحة النجمة والساحات المجاورة، حتى انتخاب رئيس للجمهورية، فيلاقي بهذا الموقف المطلب الأولللشعب اللبناني، ويضع الجميع امام الامر الوالقع، يظهر عندها من يريد فعلا الدولة ومن لا يريدها، ومن يعرقل قيامها ويربطه بحسابات ومصالح خارجية، ويكون عندها حديث آخر وحساب آخر عند الشعب اللبناني.


فهل يفعلها الرئيس تمام سلام؟!


[email protected]
Twitter: @mayabiakl

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم