السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

Inside Out... مغامرة في رأس مراهقة

المصدر: "دليل النهار"
جوزفين حبشي
Inside Out... مغامرة في رأس مراهقة
Inside Out... مغامرة في رأس مراهقة
A+ A-

لطالما عودتنا شركتا بيكسار وديزني على تقديم اجمل #افلام الانيمايشن من ناحية الشكل والمضمون، لكنهما تفوقتا هذه المرة على نفسيهما مع شريط الانيمايشن الجديد Inside Out، الذي شارك في مهرجان كانّ هذه السنة (خارج المسابقة الرسمية) ويرتكز على فكرة مبتكرة وليست تكملة لفيلم سابق كما عودتنا بيكسار اخيرا مع اجزاء مثل Cars وToys.
Inside Out تحفة فنية بكل ما للكلمة من معاني الابتكار والسحر والعمق الانساني في تحليل الطفولة، والوقت الذي يمر، وتركيبة شخصية الأولاد وانفعالاتهم المتغيّرة بسرعة البرق بين الفرح والحزن والغضب واللامبالاة. هذه الفكرة ولدت في رأس المخرج بيت دوكتر (مخرج الفيلمين الجيدين UP وMonsters Inc.) نتيجة خبرة حياة، فهو راقب ابنته تكبر ولاحظ كيف اصبحت انفعالاتها ومشاعرها تغلي في بداية المراهقة. لقد قرر تقديم شريط يجيب عن سؤال لا يكف الأهل عن طرحه "ماذا يدور في رأس اولادنا عندما يكبرون؟". علمياً المشاعر التي يشعر بها الانسان تصل الى حدود 30 انفعالاً مختلفاً، وبغية تبسيط الشريط المعد للصغار والكبار على حد سواء، ركّز السيناريو على خمسة مشاعر فقط هي التي تسيطر على شخصية بطلتنا الصغيرة رايلي، وكلها مجسّدة من خلال شخصيات ظريفة تشبه عمّال المراقبة، تقيم كلها في مركز القيادة العامة الموجود في رأس رايلي.
تجسيد المشاعر من خلال شخصيات مرئية وملموسة هو بحد ذاته انجاز مبتكر يقدمه الفيلم، وخصوصاً أن الرسامين نجحوا في جمع مميزات المشاعر وقدموها في شخصيات ملائمة باللون والصوت والدلالة. "فرح" مثلاً هي الشخصية الاولى وتشبه نجمة مضيئة، و"حزن" تشبه دمعة و"غضب" يشبه قرميدة حمراء و"خوف" مجسّد كعصب متوتر و"قرف" كثمرة بروكولي. لكن "فرح" هي التي تسيطر في البداية فرايلي فتاة سعيدة تقيم مع والدين يحبانها في بنسلفانيا حيث لديها اصدقاء تمارس معهم التزلج على الجليد. لكن عندما يقرر والدا رايلي الانتقال الى مدينة كبيرة ومخيفة لابنة الـ 11 عاماً المسلوخة عن عالمها الجميل والبسيط، تبدأ رايلي باختبار مشاعر جديدة، كالحزن والغضب والخوف والقرف. مهمة "فرح" ابقاء رايلي سعيدة، لكن عندما تضيع "فرح" مع "حزن" بعيداً عن مركز القيادة في زوايا بعيدة من رأس رايلي حيث مركز الاحلام واللاوعي، تتعرّض الصغيرة لأزمات نفسية، فتصبح باردة لا تشعر بالفرح او بالحزن، وتنتابها مشاعر الخوف والغضب والقرف، مما يدفعها الى التخطيط للهرب والعودة الى بلدتها.
مغامرة "فرح" و"حزن" في متاهات رأس رايلي تنطلق، ومعاً بمساعدة بيغ بونغ صديق رايلي الوهمي، تحاولان ايجاد طريق سريع يعيدهما الى مركز القيادة لانقاذ رايلي. اما الجميل فعلاً في المعالجة، فهو اعطاء الاهمية للذكريات، السعيدة والحزينة على حد سواء، لأنها ضرورية في تركيب اية شخصية. رايلي السعيدة بطبيعتها، تتغيّر وتنتابها مشاعر الحزن والحنين عندما تكبر وتقترب من المراهقة، وهذا امر طبيعي لأنها بدأت ترى الامور بشكل جدي واكثر عمقا.
رسالة الفيلم قوية ومؤثرة، فالحياة ليست وقفا على لحظات الفرح والضحك فقط، الحياة مزيج من كل شيء وكي تتابع سيرها، علينا ان نتابع نحن ايضاً مشوارنا ونختبر المشاعر كافة. قوة الشريط لا ترتكز فقط على معانيه، فهذا الشريط لن يجعلنا نضحك ونبكي تأثراً فقط، بل هو يحملنا في مغامرة داخل رأس فتاة صغيرة، مغامرة لن نشاهد فيها اي مظهر فيزيولوجي مثل الشرايين والدم، بل عالماً سحرياً غنياً مشهدياً بألوانه وافكاره وابتكاراته.
الفيلم ابتداء من 6 آب في صالات ابراج وڤوكس وامپير وغراند.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم