الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الملا عمر توفي قبل سنتين والبيت الأبيض: المعلومات الأفغانية تتصف بالصدقية

المصدر: ا ف ب
الملا عمر توفي قبل سنتين والبيت الأبيض: المعلومات الأفغانية تتصف بالصدقية
الملا عمر توفي قبل سنتين والبيت الأبيض: المعلومات الأفغانية تتصف بالصدقية
A+ A-

أعلنت السلطات الافغانية ان زعيم حركة طالبان الافغانية الملا عمر توفي قبل نحو سنتين، ما قد يزيد من الانقسامات داخل هذه الحركة ازاء المفاوضات مع حكومة كابول.


وقال المتحدث باسم الاستخبارات الافغانية حسيب صديقي لوكالة فرانس برس اثر تزايد الشائعات عن وفاة زعيم حركة طالبان "الملا عمر مات. لقد توفي في مستشفى في كراتشي (جنوب باكستان) في نيسان 2013 في ظروف غامضة". ولم تؤكد حركة طالبان كما لم تنف وفاة الملا عمر الذي لم يشاهد علنا منذ العام 2001.


واعتبر البيت الابيض ان المعلومات التي اعلنتها السلطات الافغانية عن وفاة الملا عمر تتصف بـ"الصدقية".


وقال اريك شولتز مساعد المتحدث باسم البيت الابيض في مؤتمره الصحافي اليومي "اطلعنا على المعلومات عن وفاة الملا عمر، ومن دون التعليق تحديدا على هذه المعلومات، نعتقد ان هذه المعلومات عن وفاته تتصف بالصدقية".


واضاف شولتز ان "وكالات الاستخبارات تدرس هذه المعلومات وتواصل درس الظروف المحيطة بوفاته، ولكن في ما يتجاوز ذلك لست في موقع الحديث صراحة عما نعلم به في هذه المرحلة".


وتفيد مصادر متطابقة ان الملا عمر لجأ الى باكستان بعد سقوط نظام طالبان عام 2001.


وتزايدت الشائعات حول وفاته الاربعاء قبل يومين من بدء جولة ثانية من المحادثات المقررة بين كابول وحركة طالبان. وكانت الجولة الاولى جرت قرب العاصمة الباكستانية اسلام اباد مطلع تموز.


وكانت الحكومة الافغانية اعلنت في وقت سابق الاربعاء انها تحقق في معلومات تفيد عن وفاة الملا محمد عمر.


وصدر الاعلان على لسان المتحدث باسم الرئاسة سيد ظفر الهاشمي بعدما تحدثت عدة مصادر لم تكشف هويتها في الحكومة والمتمردين لوسائل اعلام بينها وكالة فرانس برس عن وفاة زعيم حركة طالبان.


وقال مسؤول في الحكومة الافغانية لفرانس برس "يمكننا ان نؤكد ان الملا عمر توفي قبل سنتين بسبب اصابته بمرض". واضاف هذا المسؤول الكبير نقلا عن مصادر في الاستخبارات الافغانية "لقد دفن في زابل" جنوب افغانستان.


وقال مسؤول في طالبان لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف اسمه "بناء على معلوماتي، فهو توفي" مشيرا الى انه لا يملك تفاصيل دقيقة حول اسباب الوفاة وتاريخها.


وقال الهاشمي في مؤتمر صحافي في كابول "قرأنا معلومات في وسائل الاعلام تتحدث عن وفاة الملا عمر". واضاف "نحقق في هذه المعلومات (...) وسنعلق عليها بعد التثبت من صحتها".


ومع تأكيد وفاة زعيم طالبان، فان هذه الحركة باتت مهددة اكثر بانقسامات كبيرة وصعود تنظيم الدولة الاسلامية في جنوب آسيا.
ففي نيسان، نشرت حركة طالبان سيرة للقائد الاعلى للحركة في خطوة مفاجئة كان الهدف منها على ما يبدو الحد من تأثير تنظيم الدولة الاسلامية في صفوفها.


وتصف هذه السيرة التي نشرت على الموقع الالكتروني للحركة بمناسبة مرور 19 عاما على توليه قيادتها، الملا عمر بانه يشارك فعليا في "النشاطات الجهادية" ربما في محاولة لنفي الشائعات عن وفاته.


وتعود آخر رسالة نسبت للملا محمد عمر الى منتصف تموز بمناسبة عيد الفطر عندما عبر عن دعمه لمحادثات السلام التي تجري بين الحركة والحكومة الافغانية، معتبرا انها "شرعية".


وقال الملا عمر الذي يلقبه اعضاء طالبان ب"امير المؤمنين" انه "بموازاة الجهاد المسلح، تشكل الجهود السياسية والطرق السلمية (...) مبدأ اسلاميا شرعيا".


وصرح المسؤول في طالبان لفرانس برس ان "الشائعات عن وفاته بدأت تنتشر الاسبوع الماضي في صفوف طالبان عندما تسلمنا رسالته بمناسبة عيد الفطر مكتوبة فقط للمرة الاولى".


وقد تعيد وفاة الملا عمر خلط الاوراق في صفوف طالبان، بينما يفترض ان تستأنف هذه المفاوضات بين كابول والمتمردين بعد يومين في باكستان.
ويشترط المتمردون الافغان قبل اي مفاوضات سلام انسحاب جميع الجنود الاجانب الذين قاموا بطردهم من السلطة في 2001 ويدعمون الحكومة الموالية للغرب في كابول، من افغانستان.


ومتمردو طالبان منقسمون بين جيل جديد من القياديين الذين يواصلون القتال على الارض، والقادة القدامى الذين فروا الى الخارج في نهاية 2001 والمنقسمين في ما بينهم ايضا.


لذلك كشفت الاتصالات الاولى الخلافات العميقة بين كوادر حركة طالبان المقيمين في باكستان واعضاء "المكتب السياسي" المنفيين في قطر. ويتهم هؤلاء الكوادر المقيمين في باكستان بانهم يخضعون لاملاءات حكومة اسلام اباد.


وحتى الآن لا تأثير لهذه المفاوضات على الارض حيث كثف مقاتلو طالبان عملياتهم هذه السنة.


واخيرا ساهم غياب وصمت الملا محمد عمر في دفع بعض مقاتلي طالبان الى اعلان ولائهم لتنظيم الدولة الاسلامية. ومع انهم ما زالوا قلة في الحركة، فهم يثيرون قلق الكوادر القيادية لحركة التمرد الافغانية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم