الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

سيلفي الرأس المقطوع أرسلت الى يونس: أنا السبب يا أمّي !

جورج عيسى
سيلفي الرأس المقطوع أرسلت الى يونس: أنا السبب يا أمّي !
سيلفي الرأس المقطوع أرسلت الى يونس: أنا السبب يا أمّي !
A+ A-

 


ياسين صالحي إرهابيّ سيتذكّر الفرنسيّون اسمه طويلاً، لكونه قتل صاحب عمله في المصنع الكيميائي الذي يعمل فيه ضمن منطقة إيزير الفرنسيّة، ثمّ قطع رأسه والتقط صورتي سيلفي معه وأرسل أحدها، بحسب "الانديبندت"، عبر الواتساب الى رقم كندي قبل أن يحاول عبثاً تفجير نفسه في ذاك المصنع.
صالحي (35 عاماً ) المتزوّج والأبٌ لثلاثة أولاد تحوّل الى الإسلام الراديكالي في بدايات القرن الحادي والعشرين على يد سلفيّ فرنسيّ هو فريديريك جان-سالفي . أستاذه في الفنون القتاليّة الذي أشرف على تدريبه منذ حوالي الاربع سنوات، أبلغ الى صحيفة "الباريزيان" أنّ صالحي والذي كان يصفه ب"القنبلة المؤجّلة الانفجار"، إنسان مزدوج الشخصيّة. فقد كان يترك نفسه يتعرّض للضرب بشدّة بدون أن يحمي وجهه حتى، ثمّ ينفجر غضباً فيضرب زملاءه بطريقة مؤذية. وأضاف:"لم يكن يقاتل، بل كان يحارب". وروى أنّ تلميذه الذي كان يتمحور كلّ حديثه حول الاسلام، غاب من الانظار بعدما اتّبع النادي أسساً علمانيّة صارمة.
فريديريك-جان سالفي (36عاماً) عُرف بـ "علي الكبير" بعد اعتناقه الاسلام. مواطن فرنسي ألقي القبض عليه بتهمة الاتجار بالمخدّرات وأدخل الى السجن حيث اظهر ميولا الى التطرّف قبل أن يطلق عام 2001 بحسب صحيفة "ليبراسيون" الفرنسيّة. بعدها التقى إسلاميّين في منطقة بونتاليي، بمن فيهم صالحي ثمّ غادر فرنسا نهائيّاً عام 2008 متوجّهاً الى مصر ثم الى اندونيسيا حيث اتّهم بارتكاب اعتداءات إرهابيّة مع تنظيم القاعدة في آب 2010. في هذا الوقت كان صالحي لا يزال يقطن في مدينة بيزنسون الفرنسيّة التي تركها في 2014 لينتقل الى احدى ضواحي "ليون".



سيباستيان صار يونس


أمّا "الجهاديّ" الفرنسيّ الآخر الذي ساهم في "أدلجة" صالحي فله قصّة أخرى أكثر إثارة للدهشة من قصّة القاتل نفسه.


بيّنت التحقيقات الأوّليّة أنّ الرقم الكنديّ الذي أرسلت إليه صورة السيلفي يعود الى يونس الذي قدّرت الجهات الامنيّة وجوده في الرقّة مع ما يقارب 500 فرنسيّ آخرين يقاتلون ضمن صفوف تنظيم "الدولة الاسلاميّة".


يونس (سيباستيان قبل اعتناقه الاسلام) تعرّف الى صالحي في دوبس الفرنسيّة. كما تزوّج من امرأة فرنسيّة تعرف عليها على الانترنت، قبل أن يعودا فينفصلا بعدما وصفته زوجته بال"معتدل كثيراً". وفي وقت لاحق من سنة 2012 تعرّف الى امرأة أخرى وتزوّجها زواجاً دينيّاً واستقرّا في أحد أحياء بيزنسون. وقد رزقا طفلة بعد سنة ليغادروا جميعاً الى الرقّة في خريف ال 2014. ويرجّح أنّ صالح ويونس تعرّفا على بعضهما أواسط العقد الاوّل من القرن الحادي والعشرين داخل مسجد سنّي في مدينة ببزنسون الفرنسيّة.



"يونس" لأمّه :"الارهابيّون لا يمثّلون الاسلام الحقيقي"!


في حديث الى إذاعة "اوروبا 1" قالت والدة يونس أنّ ابنها لم يخبرها عن نيّته الالتحاق بالتنظيم للقتال في صفوفه، بل إنّ ازوجته هي التي أبلغتها في كانون الاوّل من العام الماضي أنّهما ذهبا للعيش في سوريا تحت كنف الحكم الاسلامي وقد اصطحبا طفلتهما الى هناك. وأضافت انّ ابنها اعتنق الاسلام عام 2003 وبدت عليه مظاهر الالتزام، لكنّها حين كانت تلفت نظره الى الاعمال البربريّة التي ينفّذها إسلاميّون متطرّفون ضد الصحافيّين كان يجيبها:"نعم إنّهم برابرة ! هذا ليس الاسلام الحقيقي".


" ارتكب فعلته من أجلي"


بعد معرفتها بانتقال ابنها الى الرقّة، دأبت والدته على الاتصال به عبر "الواتساب". وحين سمعت بالجريمة في إيزير سألته عبر الخدمة عينها، عمّا إذا كان على علم ب"ياسين صالحي" المتّهم بالجريمة أجابها: "نعم إنّه أخٌ صالحٌ لي ... وانا أحد أسباب فعلته هذه!"
وتضيف الوالدة: "كأنّني ربّيت وحشاً". لكنّها كما اعلنت لراديو "اوروبا 1"، لا تهتمّ حالياً إلاَ بحفيدتها الصغيرة التي لم تختر ما يحصل لها والتي حرمها منها كما أكّدت متحسّرة وباكية ...

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم