La French القاضي الجريء في مواجهة مافيا المخدرات

عندما كان المخرج سيدريك جيمينيز طفلاُ، كان والده يملك مطعماً في مرسيليا بالقرب من بار يملكه شقيق غايتان زامبا، زعيم الـ"فرانش كونكشن" اكبر عصابة تهريب هيرويين من فرنسا إلى الولايات المتحدة من الخمسينات حتى الثمانينات. منذ طفولته عايش المخرج سيدريك جيمينيز عالم مافيا مرسيليا الشهيرة التي شغلت حتى عالم السينما وأدت الى اقتباسات فنية عديدة مثل French Connection (1971) قُدمت، بمعظمها، من وجهة نظر المحققين الاميركيين. وكان من الطبيعي أن يتمنى جيمينيز ان يقدم بدوره تلك القصة عندما يكبر، لكن هذه المرة من وجهة نظر القاضي الفرنسي بيار ميشال الرجل الاستثنائي صاحب الضمير الحي الذي يحاول ابتداءَ من عام 1975 الايقاع بغايتان زامبا وعصابته والشرطة المتورطة معه وانقاذ المراهقين من الموت بجرعات زائدة، غير أنه ينتهي مقتولا عام 1981. وحقق جيمينيز حلمه مع ثاني افلامه الطويلة بعد Aux Yeux De Tous، فقدم La French الذي يعرض من خلاله مباراة في الاداء الشائق بين النجمين الكبيرين جان دوجاردان وجيل لولوش، رغم ان المشاهد التي تجمعهما معاً قليلة.
يعيدنا الفيلم الى مرسيليا عام 1975 التي يستعيدها المخرج بنجاح كبير بالديكورات والازياء والاكسسوارات والمناخ، ليقدم مواجهة طاحنة بين شخصيتين آسرتين: القاضي بيار ميشال (جان دوجاردان) الطموح والمصمم على وضع حد لإجرام عراب الفرانش كونكشن وزامبا (جيل لولوش) موزع الهيرويين من فرنسا الى اميركا. معركة طاحنة يشنها بيار ميشال، قد تكلفه خسارة زوجته جاكلين (سيلين ساليت) واستقراره وحتى حياته.
هذه المواجهة هي المحرك الاساسي للشريط المعروفة حبكته المقتبسة من وقائع حقيقية يصعب تغييرها، وبطلاها هما الوقود الذي يشعل كل مشهد بكمية كبيرة من التشويق والاستمتاع. مواجهة تذكرنا بتلك التي جمعت روبرت دينيرو وآل باتشينو في شريط Heat (وخصوصاً ان الفيلم يمزج الاكشن بالدراما العائلية)، لأنها جاءت مغناطيسية بين رجلين مختلفين تماماً لكنهما متشابهان في قوتهما وصلابتهما ومأسوية قدرهما. من جهة جيل لولوش البارع في شخصية بطل من عالم جريمة المخرج سكورسيزي، يجسّد بشكل متقن شخصية عراب الفرانش كونكشن المتربع على عرش امبراطورية وحاشية يحكمها بمزيج من المكر والعنف والقدرة الهائلة على التحكم في زمام الامور. ومن جهة اخرى يتألق جان دوجاردان في دور القاضي المهووس بمهمته والمصمم على تحقيق العدالة مهما يكلف الامر من تضحيات.
الفيلم ابتداء من الخميس 2 تموز في صالات غراند وامپير وڤوكس.