السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الدروز ليسوا بحاجة الى رجال... ما جرى مع "النصرة": صراع أم جريمة؟

المصدر: "النهار"
محمد نمر
الدروز ليسوا بحاجة الى رجال... ما جرى مع "النصرة": صراع أم جريمة؟
الدروز ليسوا بحاجة الى رجال... ما جرى مع "النصرة": صراع أم جريمة؟
A+ A-

دفعت أحداث متسارعة في سوريا  الساحة اللبنانية إلى البحث عن مصير الدروز في سوريا، أولها: الاشكال في قرية قلب لوزة في ريف ادلب ومقتل نحو 23 درزياً على يد "جبهة النصرة"، وثانيها اعلان المعارضة السورية وصولها الى مطار الثعلة العسكري في محافظة السويداء بعد تحرير اللواء 52 في درعا، أما ثالثها: اقدام بعض الدروز بقيادة الشيخ وحيد البلعوس على منع النظام السوري من إفراغ السويداء من الأسلحة الثقيلة، واعتراض قافلة له كانت متوجّهة إلى دمشق، خصوصاً في ظلّ التخوّف من تقدّم "داعش" من الحدود الشرقية للسويداء.


الدروز و"النصرة"


باتت الطائفة الدرزية اليوم تتصدر المشهد السوري. وفي تفاصيل الأحداث فإن "عناصر من النصرة حاولوا مصادرة منزل احد الدروز في قلب لوزة، بحجّة أن صاحب المنزل من شبيحة النظام، فرفض صاحب المنزل وحصل تلاسن تطوّر إلى اطلاق نار، وقتل اثر ذلك نحو 23 شخصاً"، بحسب مصادر سورية معارضة، مشيرة إلى أن "المسؤول عن هذه الجريمة ابو عبد الله التونسي المقلب بـ"سفينة". وفور حصول الأمر تدخّلت حركة "احرار الشام" لتهدئة الوضع، وسحبت "النصرة" التونسي إلى قيادتها المركزية، واستبدلت طاقم العناصر الموجود في هذه القرية"، ونفت أن "يكون هناك قرار من "النصرة" بمعركة مع الدروز"، لكنها في الوقت نفسه لا تنكر أن "ما حصل جريمة ويجب محاسبة فاعلها". ولفتت إلى ان "المشكلة تكمن في شخص التونسي الذي يكره الدروز ويعاملهم بقسوة". ونفت أن يكون قد "تم ذبح اي شخص بل حصل اطلاق نار كثيف أدى الى وقوع ضحايا". بالتأكيد هي جريمة ويجب أن يتوقف عندها أمير "النصرة" ابو محمد الجولاني، الذي طمأن الدروز في مقابلته الأخيرة وأكد أن عناصره سيحمونهم.
وكتب أحد مؤسّسي "النصرة" في سوريا أبو ماريا القحطاني على "تويتر": "ما حصل في قلب لوزة... يجب محاسبة الفاعل والتحقق من الدوافع وراء ذلك الفعل، ونقول لو كان هوﻻء غنمًا لما قتلها صاحبها بهذا الشكل، ويجب أن يردع ويحاسب من يقوم بأفعال كهذه، لأن الجهاد ليس ملك شخص أو جماعة بل فريضة وشعيرة من شعائر المسلمين، ومن الجرم أن يترك العابث. ونصيحتي للجماعات أن لا تبقي في صفوفها غلاة، والكلام عام للجميع فلا يحلّ لهم إيواء المحدثين وعليه يجب تطهير الصفوف من كلاب أهل النار".



الدروز والنظام
أما في السويداء، فلاحظ البعض اقدام النظام على إفراغ المحافظة من الاسلحة الثقيلة، ووفق مصادر سورية تتابع الوضع هناك: "شعر الدروز بخوف من تسليم مناطقهم إلى داعش، وتركهم من دون حماية، إذ باتت معروفة سياسة النظام في الهروب، أكان في تدمر أو جسر الشغور أو اللواء 52، وبالتالي سارع الشيخ وحيد البلعوس إلى دفع الدروز إلى توقيف قوافل النظام المتّجهة إلى دمشق ومصادرة الاسلحة والآليات التي سحبها من الفرقة 15". وتداول ناشطون مجموعة من الصور والفيديوات تظهر الدروز يقودون آليات عسكرية تحمل الصواريخ والأسلحة. وكان الشيخ البلعوس قد رفض ارسال شباب القرى إلى التجنيد، واعترض على دخول قوات النظام لاقتياد المجندين.


"لا صراع مع النصرة"
في لبنان كان صدى الأحداث كبيراً، وسارع الفريق المؤيّد للنظام السوري إلى اغتنام ما حصل في ادلب لتسجيل النقاط لصالحه، إذ أطل الوزير السابق وئام وهاب معلنًا استعداده لإنشاء جيش من 200 الف مقاتل للدفاع عن الدروز، أما رئيس "مؤسسة العرفان التوحيدية" الشيخ علي عزّ الدين رفض في حديث لـ"النهار" وضع ما حصل في إدلب في اطار الصراع أو التوتر بين "النصرة" والدروز، ويقول: "لا شك أن الجبهة لديها بعض المطالب غير المريحة، لكنهم يعتمدون الأخذ والرد مع جماعتنا هناك"، مشدداً على أن "الاشكال هناك بدأ فردياً وتوسع وهو ليس عملاً مدروساً من النصرة ولم تحصل أيّ مجازر، وفي الوقت نفسه الدروز لا يعيشون براحة هناك، لكن لا خطر عليهم ولا صراع مع النصرة".



التكيّف الدرزي
وحصل عز الدين على معلومات بأن "حركة أحرار الشام دخلت أمس إلى قلب لوزة وحلت الاشكال"، معتبراً أن "وضع الدروز في ادلب يختلف عن وضعهم في مكان آخر، عددهم قليل واعتادوا على الوضع، وهناك بعض المطالب تزعجهم، لكنهم يتكيفون معها".
ولاحظ أنه "في حال وجود موالين للنظام في إدلب، فربما يؤيّدونه بقلوبهم، لأنهم منذ ثلاث سنوات إلى اليوم دخل قراهم تنظيم "داعش" وبعدها الجيش الحر ويعيشون مع جيرانهم بلا مشاكل، لكن أتاهم اليوم التونسي وأربكهم، خصوصاً أن مطالبه غير مقبولة وأتوقع أن يتمّ إبعاده بعد ما جرى". وأضاف: "قد يكون هناك مجموعة توالي النظام لكن: هل ستقاتل عنه في ادلب او حلب؟ فلينشغل بحماية اللاذقية أولاً".



"ليس بمقدورهم المواجهة"
ودعا الدروز إلى "التعاطي مع الواقع الذي يعيشون فيه بعقل وروية وهدوء وليتكيّفوا مع الواقع لأنه ليس بمقدورهم هناك المواجهة، فوضعهم يختلف عن جبل الدروز حيث إذا اعتدى عليهم احد سيواجهونه".
عز الدين على علم بتعطيل سحب أسحلة النظام من السويداء، يوضح: "كان النظام يحاول سحب أسلحة وبعض الدبابات، فعطّل الدروز هذا الامر، بسبب عدم ارتياحهم لهذه العملية واعتبروها مؤشراً سلبياً، خصوصا ًان النظام في حال ارباك وبات خائفاً، أما الدروز فليسوا خائفين حتى لو كانوا محاصرين من ثلاثة أماكن، ومستعدّون لمواجهة من سيأتيهم وهم لن يتّجهون لمواجهة أحد".


"ليسوا بحاجة لنا"
يعتبر الامين العام المساعد لـ"الحزب الديموقراطي اللبناني" الدكتور وسام شروف أن "هناك خطراً على كل الدروز في سوريا وليس في ادلب فحسب، بل في كل مكان يتواجد فيه الارهابيون والتكفيريون، فهؤلاء لا يرحمون أحدًا، وينسفون طوائف "بأمها وابيها"، كالايزيدين، وقد دمروا التراث والكنائس"، مذكراً بأن "دروز ادلب هم من استقبلوا النازحين بداية الازمة السورية، ولا نستطيع ان نقول ان ما حصل جرى بالصدفة، بل نتحدث عن عدد كبير من الدروز اعدموا في ساحة قرية".
وعن موقف الوزير وهاب واستعداده لإنشاء جيش؟ يقول شروف: "بصرف النظر عن موقفه، فإن أهالي السويداء يعتبرون الكتلة الدرزية الاكبر في الشرق الاوسط والعالم من حيث العدد، وبالتالي فهم لا يعانون نقصاً في العديد بل لديهم من الرجال والابطال، واثبتوا عبر التاريخ الذي مضى أنهم قدوة للدفاع عن أنفسهم وهم ليسوا بحاجة لنا لنتّجه الى السويداء لمساعدتهم".
ورفض "ما يشاع" عن مصادرة أسلحة من النظام، معتبراً انه "كلام المغرضين والمشككين الذين يحاولون "دقّ اسفين" بين الدروز والنظام، فالاخير لم يبخل في اي يوم من الايام على الدروز من ناحية السلاح الخفيف او المتوسط او الثقيل، وما يشاع هدفه إيجاد شرخ مع الموحدين الدروز"، أضاف: "نحن على تواصل مع الدروز ونقول لهم: اصمدوا ولم نعتدِ يوماً، وسنثبت في أراضينا ونحافظ على كرامتنا ولن نستسلم للهمجيين ولا نريد حماية أحد بل حماية انفسنا".


اشكال وليس مجزرة
الحزب التقدمي الاشتراكي كان واضحا ًفي موقفه، واعتبره اشكالاً وليس "مجزرة" كما يدعي البعض، وسارع إلى اصدار بيانه سبق فيه المستغلين للحدث لشن معركة إعلامية على النائب وليد جنبلاط، ويقول مفوض الاعلام في الحزب رامي الريس لـ"النهار": "لم نخفف من حجم الذي حصل في ادلب بل استنكرناه وقدمنا التعازي وعندما قلنا انه اشكال وليس مجزرة، لأن الحادثة ليست عملية ذبح كما تناقلتها بعض المواقع، ولم نخفّف من فداحة هذا الامر".
"الاشتراكي" نظر إلى الحدث كجزء من الاحداث المأساوية التي تشهدها كل المناطق السورية بفعل الحرب الطاحنة التي يعيشها الشعب السوري بمختلف مكوناته وفي كل المناطق، نتيجة عنف تولد بفعل سياسة النظام السوري الذي رفض المطالب المشروعة للشعب وهو ما أوصلنا إلى الفوضى" بحسب الريّس.
هل الدروز في سوريا بخطر؟ يجيب الريّس: "ليسوا في جزيرة معزولة عن الخارج، بل هم جزء من الشعب السوري الذي يُعتبر بأكمله في خطر وقتل منه مئات الآلاف وهجر منه الملايين داخل وخارج سوريا، وما يحصل للشعب السوري يصل للدروز أيضًا".


موقف متهوّر
أما في شأن حال الدروز في السويداء، فقال: "لا بدّ من مصالحة مع محيط السويداء وهو درعا وحوران للتنسيق للمرحلة المقبلة، وهذا هو العمق العربي الطبيعي والسياسي الاجتماعي لأبناء الدروز في السويداء".
أما في شأن موقف وهّاب، قال الريّس: "في حال كان لديه جحافل من الجيوش فليرسلها"، معتبراً أن "الظروف السورية والتطورات تدفع إلى العمل بأكبر قدر ممكن من العقلانية والتروي وليس اللجوء إلى مواقف متهوّرة يمكن ان تنعكس على لبنان".



[email protected]
Twitter: @Mohamad_nimer

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم