الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

سلام يطمئن عرسال: أنتم في حمى الدولة المشنوق لـ"النهار": لا تطوّرات دراماتيكية الاثنين

سلام يطمئن عرسال: أنتم في حمى الدولة المشنوق لـ"النهار": لا تطوّرات دراماتيكية الاثنين
سلام يطمئن عرسال: أنتم في حمى الدولة المشنوق لـ"النهار": لا تطوّرات دراماتيكية الاثنين
A+ A-

تُسابق الاتصالات والمساعي السياسية التي ارتفعت وتيرتها عقب الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء، أجواء التهويل بتصعيد من شأنه ان يهز وضع الحكومة او يشل عملها على خلفية ملفّي جرود عرسال والتعيينات الامنية والعسكرية اللذين سيطرحان للنقاش في الجلسة الاستثنائية التي سيعقدها مجلس الوزراء بعد ظهر الاثنين المقبل. وبدا من الصعوبة أمس رسم سيناريوات مسبقة لما يمكن ان تفضي اليه الجلسة المقبلة في انتظار ما ستتكشف عنه المساعي الجارية بحثا عن مخارج، وخصوصا لملف التعيينات الذي يظهر الفريق العوني اندفاعا قويا لبته ضمن رزمة كاملة لا يفصل فيها استحقاق تعيين المدير العام للامن الداخلي عن موضوع قيادة الجيش، على خلفية الضغط لتعيين قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز قائدا للجيش مكان العماد جان قهوجي وقبل بلوغ الاستحقاق الاخير موعده في ايلول المقبل.
وعلمت "النهار" من مصادر مواكبة للتحضيرات لجلسة مجلس الوزراء الاثنين أن هناك تسعة وزراء على لائحة طالبي الكلام سيدلون بمواقفهم في شأن تطورات عرسال وسط توقعات أن تكون أجواء الجلسة هادئة. ورأت أن كل الاثارة التي رافقت هذه التطورات كانت بمثابة قنبلة دخانية لطرح موضوع التعيينات التي تدور في شأنها اتصالات بعيدة من الاضواء.
وبرز في هذا السياق تأكيد رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط امس عدم ممانعته في تعيين العميد شامل روكز قائدا للجيش، علما ان أوساطا وزارية أفادت ان المشكلة لم تكن يوما في شخص العميد روكز الذي يحظى باعتراف واسع بأهليته، وانما بظروف الحملة الضاغطة التي تتّبع لفرض تعيين قائد للجيش قبل أوانه، كما في ملابسات تتصل بموضوع أولوية انتخاب رئيس الجمهورية قبل تعيين قائد جديد للجيش وخصوصا في الظروف الامنية الراهنة. وصرح جنبلاط في هذا الصدد لصحيفة "المدن" الالكترونية بأنه اذا كان دعم العميد شامل روكز قائدا للجيش يؤدي الغرض من الحفاظ على الاستقرار والالتفاف حول الجيش والمؤسسة العسكرية وحمايتها "فلا مانع آخذين في الاعتبار الاداء الممتاز الذي قام به العماد جان قهوجي وذلك لحماية الجيش من أي ارتدادات".


المشنوق
وسألت "النهار" وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق عن توقعاته في شأن جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية فأجاب: "لن تكون هناك تطورات دراماتيكية، كما لن تكون هناك تعيينات. إن الجلسة ستكون مناسبة سياسية وستأخذ الامور مجراها الطبيعي وكل الناس ستتحمل مسؤولياتها".


عرسال
في غضون ذلك، علمت "النهار" أن رئيس الوزراء تمام سلام أبلغ وفد بلدة عرسال الذي زاره أمس "أن البلدة وأهلها في حمى الدولة والجيش الذي سيقوم بواجبه تجاههم كما يفعل في كل المناطق اللبنانية". وقال: "إنكم مواطنون أعزاء وكرام ولن تترككم الدولة، فأنتم في كنفها مثل سائر لبنان". وقد أبدى أعضاء الوفد ارتياحهم الى ما سمعوه من الرئيس سلام والتطمينات التي عبّر عنها في شأن بلدتهم.
وزار الوفد أيضا وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي خاطب الوفد كما علمت "النهار" بقوله: "إن عرسال صاحبة فضل في وطنيتها اللبنانية وعروبتها الصادقة وشجاعة أهلها ونخوتهم، ولن يستطيع أحد أن يدخل اليها غير الدولة والجيش، عليكم ألا تصدّقوا الكلام الذي يقال والذي يؤدي الى فتنة مذهبية وألا تنجرّوا اليها. وما اللافتات التي ترفع بإسم العشائر إلا تكرار لتجربة "الحشد الشعبي" العراقية المرفوضة من الدولة ومن أهالي عرسال". وكان المشنوق يشير بذلك الى حركة رفع لافتات حصلت امس في عدد من بلدات بعلبك والهرمل وقضاء زحلة تضمنت دعوات من "حزب الله" الى "العشائر والعائلات" لعقد لقاءات عامة محددة بأمكنتها ومواعيدها تحت عنوان "مواجهة الارهاب على حدود عرسال وفي الداخل". وبدأ عقد هذه اللقاءات امس على ان تتواصل اليوم وغدا.


مامبرتي
في غضون ذلك، وصل امس الى بيروت محافظ المحكمة العليا للتوقيع الرسولي في الفاتيكان الكاردينال دومينيك مامبرتي في زيارة تستمر بضعة ايام، وكانت مقررة قبل شهر إلا أنها أرجئت بسبب انشغالات المسؤول الفاتيكاني الذي كان سابقا وزير خارجية الفاتيكان. ولعل الاهم في زيارة مامبرتي، الى جانب مشاركته في لقاء المحاكم الروحية بعد ظهر الاثنين في بكركي، انها تحمل تحركا فاتيكانيا في شأن أزمة الفراغ الرئاسي علمت "النهار" انه منسّق مع فرنسا. وسيجري في هذا السياق اتصالات ويعقد لقاءات عدة مع مسؤولين رسميين وسياسيين يبدأها الاثنين المقبل للبحث في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية. وقالت مصادر معنية بالزيارة لـ"النهار" ان الشغور الرئاسي هو همّ مقيم لدى الفاتيكان ولذلك سينقل مامبرتي الى المسؤولين وخصوصا الى القيادات المسيحية التي سيلتقيها الاسبوع المقبل وجهة نظر الفاتيكان في هذا الموضوع من خلال التشديد على ضرورة انهاء أزمة الفراغ في أسرع وقت نظرا الى أهميته بالنسبة الى الوجود المسيحي في لبنان والمنطقة.


لقاء سيدة الجبل
الى ذلك، يعقد "لقاء سيدة الجبل" خلوته السنوية الـ11 قبل ظهر غد في دار سيدة الجبل في فتقا تحت عنوان "دور المسيحيين في مواجهة الاستحقاقات الداخلية والتطورات الاقليمية". ويشارك فيه حشد من الشخصيات السياسية والدينية والاعلامية والثقافية. وأجمل عضو اللقاء الامين العام لقوى 14 آذار فارس سعيد لـ"النهار" اهتمامات الخلوة فأوضح انها تتطلع أساسا الى "نظرة وطنية شاملة الى ما يجري في المنطقة وانعكاساته على لبنان، فلا يبقى كل مكوّن طائفي لبناني ينظر بعيونه الطائفية. وستعالج الخلوة كيفية الوصول الى مساحة وطنية مشتركة للجميع، اذ لا معالجة لخوف المسيحيين او كسر احتكار حزب الله للشيعة او لمأزق الاعتدال السني مع التطرف من دون امتدادات وطنية تحمي الجميع وتوحيد القراءة الوطنية". كما أشار الى أن موضوع رئاسة الجمهورية ستعالجه الخلوة "بمقاربة مختلفة عن السابق، إذ يجب العمل على مبادرة وطنية في الداخل لتصبح المقاربة وطنية لا مسيحية فحسب، لان الرئاسة مكسب وطني وليس مسيحيا، فلبنان لم يفرط اسوة ببلدان عدة في المنطقة لان الدولة فيه لم تفرط كما لان الوجود المسيحي فيه هو حائل دون صدام سني - شيعي ويجب ان يشعر المسلمون كما المسيحيين انهم من يجب ان يأتوا برئيس الجمهورية وفق مقاربة وطنية".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم