الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الشاحنات المفخّخة السلاح الفتاك لـ"داعش"

المصدر: (أ ف ب)
الشاحنات المفخّخة السلاح الفتاك لـ"داعش"
الشاحنات المفخّخة السلاح الفتاك لـ"داعش"
A+ A-

تعيد الشاحنات المفخّخة التي يسهل قيادتها ويصعب وقفها ويستخدمها انتحاريو تنظيم "الدولة الاسلامية"، ميدان المعركة. وقد نفّذ الجهاديون حوالي 30 هجوماً بآليات مفخّخة في مدينة الرمادي غرب بغداد، ضد المقار الحكومية والقوّات المساندة لعناصر الأمن التي تمكّنت من الصمود نحو سنة كاملة.


واستخدم الجهاديون ناقلات الطواقم والشاحنات التي تم الاستيلاء عليها خلال الهجمات التي نفّذوها، محملة بأطنان من المواد المتفجّرة وثبّتوا على جانبيها صفائح حديدية لحمايتها من أي سلاح مضاد يعرقل تقدّمها.


وعندما يكون هناك موقع شديد التحصين، يعتمد الجهاديون هجمات انتحارية مباشرة عبر آليات مفخّخة تحصّن من جوانبها لمنع استهدافها بنيران مباشرة.


وقال خبير عسكري عراقي ان "هذه (الآليات) محصنة من الاسلحة الرشاشة الثقيلة من عيار 12,7 ملم وحتى من القذائف المضادة للدروع، ومحمّلة بكميات كبيرة من المواد المتفجّرة التي تبقى فعّالة على مسافة 50 مترا".


وتظهر مقاطع فيديو لهذه الهجمات التي استخدمها تنظيم "داعش" في كوباني (شمال سوريا) ومواقع أخرى، قوّة الإنفجار من على بعد أميال عدّة.
كما يقول خبير غربي ان "الأضرار الناجمة أكبر من تلك التي تحدّثها قنبلة تزن نصف طن تلقيها طائرة حربية" وتابع ان "الشاحنات المفخّخة تمثّل قوّتهم الجوية".


وفي هذا الاطار، قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رداً على الاتهامات الموجهة الى القوّات الاميركية بالتهرّب من معركة الرمادي، ان تاثير انفجار الشاحنات المفخّخة مشابه لـ"قنبلة نووية صغيرة".


وتنظيم "الدولة الاسلامية" ليس من اخترع أسلوب زرع عبوات ناسفة داخل العربات. فقد استخدمت عربات محمّلة بالقنابل منذ أكثر من 200 سنة، في المحاولة الفاشلة التي استهدفت نابليون بونابرت عام 1800 في باريس.


وقال مايك ديفيس مؤلف كتاب "عربة بودا: تاريخ مختصر للسيارات المفخّخة" ان امكانية استخدام الآلية التي تحمل قنبلة سلاحاً ظهرت في 1920 في استهداف وول ستريت من قبل الفوضوي الايطالي ماريو بودا.


واعتمد تنظيم "الدولة الاسلامية" في بغداد الأسلوب نفسه عبر سيارات مفخّخة يقودها انتحاريون، للغرض عينه وهو زرع الرعب بين المدنيين واظهار السلطات الحكومية على انها عاجزة وغير قادرة على الحكم.
وكانت التنظيمات الجهادية التي انبثق عنها تنظيم "داعش" الحالي فجّرت 18 شاحنة مفخّخة خلال الوجود العسكري الأميركي في العراق. لكن قادة التنظيم الحالي ينقلون استخدام هذا الأسلوب الى مستوى آخر.


كما يقول اندرو تيريل الاستاذ في المعهد العسكري للدراسات الاستراتيجية ان "هجمات تنظيم "الدولة الاسلامية" في العراق قد تكون الأولى باستخدام هذه التفجيرات كجزء من المعركة من قبل قوّة هجومية كبيرة في الحرب في الشرق الاوسط".


متمرّدو نمور التاميل اعتمدوها قبل "داعش"


وكان متمردو نمور التاميل اعتمدوا السيارات المفخخة الانتحارية قبل تنظيم "داعش". لكن ديفيس اشار الى انها كانت غالباً "هجمات فردية" لافتعال معارك. وأكّد ان "الهجوم على الرمادي كان صدمة على مستوى شامل مختلف".


وقال مصدر في وزارة الدفاع الاميركية ان عشرات الآليات المفخّخة التي استخدمت في الهجوم على الرمادي كانت محملة بمتفجّرات تسبّب تفجيراً بحجم التفجير الذي حدث في 1995 في مدينة اوكلاهوما.


وقال ديفيس ان شاحنة مفخّخة مثل تلك التي استخدمت في اوكلاهوما تحمل "متفجّرات تعادل القنبلة التي كانت تنقلها طائرة "بي-24" في الحرب العالمية الثانية وهذا سلاح جوي صغير".


واضاف ان "الشاحنات المفخّخة في الرمادي، كانت بشكل واضح اقوى بكثير وتعادل هجوماً جوياً بنقابل تزن الف رطل".


وبعد سقوط الرمادي، قامت واشنطن بتجهيز القوّات العراقية بـ2,000 دبابة من طراز "ايه تي-4" تتمتّع بقوة نارية قادرة على نسف الآليات المفخّخة التي يعتمدها الجهاديون.


وقال هذا الخبير العسكري في هذا السلاح المضاد للدبابات الذي طوّرته السويد أنّها "جيدة في الأرض المكشوفة لكنها غير موجّهة. فإذا كانت (الشاحنة) متوجّهة نحوك عليك الوقوف بمواجهتها".


وأضاف: "عندما تكون الشاحنة على بعد نحو 100 متر، يكون الأوان قد فات أصلاً"، مشيراً الى انه "داخل المدينة، في الرمادي مثلاً، غالباً ما يكون من المستحيل تجنّب الشاحنات المفخّخة".


ويحاول آلاف من عناصر القوّات الأمنية العراقية وأخرى موالية لها، إحكام السيطرة على الرمادي كجزء من عملية تهدف الى استعادة الرمادي. لكن العبادي ذكر بان اقتحام المدينة محفوف بالمخاطر.


وقال خلال مقابلة مع الـ"بي بي سي" الاثنين: "قرّرنا عدم القتال داخل المدن، بسبب هذه الشاحنات المتفجّرة التي لا يمكنها التواجد داخل المدينة لان الشوارع صغيرة".


وباعتماده الشاحنات الانتحارية المفخّخة التي تحمل كميات كبيرة من المتفجرات في هجمات برية، أجبر تنظيم "داعش" الحكومة العراقية وحلفائها على إعادة النظر تكتيكية.
وقال ديفيس ان "اكبر اسطورة عسكرية خلال القرن الماضي كانت ان القوة الجوية وحدها قادرة على دحر العدو"، مشدداً على ان استخدام الشاحنات المفخّخة ساعد تنظيم "الدولة الاسلامية" في صنع "نموذج جديد".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم