الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ما هي الدروس الإسرائيلية للانسحاب من لبنان؟

المصدر: خاص- النهار
ما هي الدروس الإسرائيلية للانسحاب من لبنان؟
ما هي الدروس الإسرائيلية للانسحاب من لبنان؟
A+ A-

بعد مرور 15 عاماً على الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في أيار 2000، تبرز قراءة مختلفة لهذا الانسحاب الذي اثار انتقادات إسرائيلية كثيرة ضد القيادتين السياسية والعسكرية، واعتبره كثيرون دليلاً على هزيمة مذلة للجيش الإسرائيلي وانتصاراً كبيراً لـ "حزب الله". لكن المراجعة الإسرائيلية الاخيرة لهذا الانسحاب اعتبرته خطوة ناجحة لكنها افتقرت الى سياسة صحيحة من بعده. واستغل الإسرائيليون المناسبة للتهويل من حرب جديدة ضد لبنان.
الحاجة الى غطاء دولي
اعاد الصحافي عاموس غلبواع في صحيفة "معاريف" (26/5/2015) تصوير الساعات الاولى لهذا الانسحاب فكتب: "قبل 15 سنة وفي الليلة ما بين 23-24 أيار سنة 2000، جلس قائد المنطقة الشمالية غابي أشكينازي في غرفته يتابع انسحاب جنوده من لبنان. وحوالي الساعة 6,48 صباحاً ابلغ أشكينازي رئيس الأركان شاوول موفاز عن مغادرة آخر جندي لبنان من دون وقوع اي اصابات والكل كان مسروراً" ويتابع الكاتب: "لقد كان من المفترض أن يكون قرار رئيس الحكومة إيهود باراك الانسحاب من جنوب لبنان جزءاً من اتفاق سياسي مع سوريا يمكن أن يؤدي الى اتفاق مع لبنان. لكن عندما فشلت المفاوضات مع سوريا، كان من الواضح أن الانسحاب سيكون من دون اتفاق ومليئاً بالمخاطر العسكرية والسياسية. وحاول باراك الحصول على موافقة دولية على هذا الانسحاب من خلال استصدار قرار من مجلس الأمن، وجنّد من اجل هذه الفكرة الرئيس الأميركي بيل كلينتون الإتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة. وبالفعل فقد قامت الأمم المتحدة بترسيم خط الحدود، ووضعت سوراً في وجه ارهاب حزب الله ضد إسرائيل من الأراضي اللبنانية. لكن الأمور لم تجر كما تشتهي إسرائيل، فقد تمركز حزب الله في مزارع شبعا." ويخلص الكاتب الى الاستنتاج ان الانحسابات الإسرائيلية من طرف واحد كي تكون ناجحة يجب ان تترافق باتفاق دولي كغطاء لها.


السياسة المغلوطة لما بعد الانسحاب
من جهة اخرى اعتبر غيورا أيلاند الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية ان قرار الانسحاب كان صحيحاً لكن هناك اخطاء ارتكبت بعد الانسحاب مثل أن إسرائيل لم توضح بصورة قاطعة حقها المشروع في الرد على اي هجوم يشنه "حزب الله" عليها وكتب في "يديعوت أحرونوت": "قبل 15 سنة خرج الجيش الإسرائيلي من جانب واحد من لبنان. لقد كان القرار خطوة شجاعة وصحيحة ، لكن الخطأ كان السياسة المغلوطة التي جرى تبنيها بعد الانسحاب، وفي الواقع لم تعد هناك اي منفعة من البقاء هناك ودفع ثمن 25 قتيلاً سنوياً." وفي راي أيلاند الخطأ يكمن في السياسة التي انتهجتها إسرائيل بعد الانحساب، وفي طريقة ردها على هجمات "حزب الله"، وكذلك في سماحها للدولة اللبنانية بالتهرب من تحمل مسؤولية هذه الهجمات التي كان تُشن من اراضيها. ويضيف: "كما اننا اخطأنا جدا في ادارة حرب لبنان الثانية حرب تموز 2006".


ماذا سيحصل في "حرب لبنان الثالثة"؟
يجيب أيلاند على السؤال فيقول: "اذا اندلعت غداً حرب لبنان الثالثة وخضناها مثل ما خضنا الحرب التي سبقتها فاننا سنجد انفسنا امام مشكلة كبيرة. ظاهرياً تحسن اداء الجيش الإسرائيلي كثيراً من حرب تموز 2006، لكن اداء حزب الله تحسن اكثر. والحرب المقبلة ستكون اشد بكثير. ويجب الاعتراف ان الجيش الإسرائيلي لن يستطيع الانتصار على حزب الله الا بدفع ثمن باهظ على الجبهة الداخلية."
ويضيف: "الحرب المقبلة لن تكون ضد حزب الله فقط بل ضد الجيش اللبناني والبنى التحتية ومؤسسات الدولة اللبنانية. ونظراً لعدم استعداد اي طرف في المنطقة لا سوريا ولا إيران ولا السعودية والدول الغربية ولا حتى حزب الله، لتحمل مسؤولية تدمير دولة لبنان، فان الهجوم الإسرائيلي المقبل على لبنان سيؤدي الى دعوة عاجلة الى وقف اطلاق النار من جانب جميع الأطراف بعد مرور 3 أيام على بدء المعارك وليس 33 يوماً، وبذلك تستطيع إسرائيل أن تخلق ردعاً ناجعاً في الحرب المقبلة."
ويتابع: "هناك من يقول ان المجتمع الدولي لن يقبل بذلك. هذا صحيح من هنا فالسبيل الاكثر نجاعة للحؤول دون وقوع حرب لبنان الثالثة هو ان نوضح مسبقاً كيف ستكون هذه الحرب وضد من. هذا هو الدرس الاساسي لذكرى مرور 15 سنة على الانسحاب من طرف واحد من لبنان."


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم