الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هل يكون لتظاهرة بكركي النيايبة غدا جدوى عملية؟

المصدر: "النهار"
خليل فليحان
هل يكون لتظاهرة بكركي النيايبة غدا جدوى عملية؟
هل يكون لتظاهرة بكركي النيايبة غدا جدوى عملية؟
A+ A-

يتزامن اليوم العام الاول للفراغ الرئاسي في قصر بعبدا مع اليوم نفسه الذي تحرّر فيه الجنوب من معظم المناطق التي كانت تحتلها اسرائيل منذ ما قبل 25 أيار 2000. وما يؤسف له ان كل الدعوات التي أطلقت سواء كانت لبنانية او اقليمية او دولية لانتخاب رئيس للجمهورية ، بقيت من دون نتيجة وحتى الان ليس ما يلوح في الأفق من موعد للانتهاء من هذا الاستحقاق الذي بات يشكل أزمة دستورية وسياسية وعجز من القيادات السياسية على إتمام هذا الاستحقاق والاتكال على الخارج وتحديداً على قوى اقليمية وليس على الدولية منها ،لاسيما ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لا يزال يبذل الجهود في اكثر من اتجاه من اجل إنقاذ لبنان من هذا الفراغ الذي ، في حال استمراره، يعني ان مخططا خبيثا ينتظر البلاد من اجل احداث تغيير في تركيبة النظام والمرشحين لهذا المنصب مسؤولون في شكل مباشر عن استمرار الفراغ الرئاسي وعن معرفة مسبقة او عن جهل.
صحيح ان تظاهرة نيابية مسيحية ستحصل غدا في بكركي حيث سيكون البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في استقبالها للمطالبة بانتخاب رئيس للجمهورية في اقرب وقت ممكن ومن دون اي تباطؤ. غير انها ووفقا لزعيم كتلة نيابية من غير الطائفة المارونية يعتبر انها ستبقى من الناحية العملية من دون نتيجة ، اذا لم يسم النواب المتحلقون حول البطريرك الراعي ، المرشح الذي يعرقل اكتمال النصاب او انسحاب المرشحين الحاليين من اجل الافساح في المجال للاتفاق على مرشح تسوية . وهو كان يفضّل ان تضم التظاهرة نوابا من باقي الطوائف التي تحضر الى مجلس النواب كلما عيّن الرئيس نبيه بري جلسة انتخابية لارتدت تظاهرة بكركي ثوبا وطنيا وخصوصا ان مسؤولية الفراغ الرئاسي يتحمله المرشح الماروني الذي يعتبر نفسه بان له وزنه النيابي والشعبي وانه هو الذي يجب ان ينتخب للرئاسة ولذلك يأمر نواب كتلته التغيب عن الجلسة ويدعمهم نواب "حزب الله "والحلفاء الآخرين .
وبالعودة الى التخلف عن انتخابات رئيس للجمهورية يعد الفراغ الحالي هو الرابع من نوعه منذ ان استقل لبنان في العام 1943. حدث الاول في العام 1952 عندما انتخب الرئيس كميل شمعون في 23 أيلول 1952 بعد مرور خمسة ايام على استقالة الرئيس بشاره الخوري . الفراغ الأطول هو الذي تلا انتهاء ولاية الرئيس امين الجميل في 23 أيلول من العام 1988عندما عيّن الجمّيل قائد الجيش الجنرال ميشال عون رئيسا للحكومة لإدارة شؤون البلاد في وقت رفض فيه رئيس الحكومة سليم الحص الاستقالة انذاك. بقيت البلاد من دون رئيس 409 ايام الى حين انتخاب الرئيس رينه معوض في الخامس من تشرين الثاني 1989 في القاعدة الجوية في مطار القليعات . اغتيل بعد 17 يوما في بيروت ثم انتخب الرئيس الياس الهراوي خلفا له . ثم تلا ذلك انتخاب الرئيس أميل لحود ومع انتهاء ولايته الممدة شغرت الكرسي الرئاسية 184 يوما الى حين انتخاب الرئيس ميشال سليمان الذي ترك قصر بعبدا في 25 أيار الماضي ورفضان يبقى يوما اضافيا واحدا .
عرض هذا الإيجاز للشغور الرئاسي يذكر بان هناك سوابق له لكن يجب الاسراع في اتمام هذا الاستحقاق في هذاالظرف الخطير الذي يحيط بالبلاد ومنعا لامتداد الحرائق الى ديارنا .


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم