السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

بين دهرٍ وشهر!

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

لا حرب اليمن المضافة إلى حروب المنطقة العربيّة تستوجب الاستمرار في تعطيل وتأجيل الانتخابات الرئاسيّة في لبنان، ولا انتصارات "داعش" المثيرة للريبة في العراق وسوريا تبرر مثل هذا الفراغ الرئاسي الذي لا يملك مرجع لبناني جواباً عن أسبابه، وغاياته، ومَنْ هي الجهة أو الدولة أو القوة التي تفرضه على لبنان. ومنذ سنة إلا القليل من الساعات.


لقد سبق لانتخاب الرئيس في لبنان أن أُرجئ لفترة محدودة، إنما كانت هناك أسباب وعوامل ساهمت في تدخّل دول عربيّة شقيقة للتوفيق بين المختلفين، وفتح الطريق أمام الموكب الرئاسي.
أما بالنسبة إلى التعطيل أو التأجيل الحالي المستمر منذ سنة كما يُدرك القاصي والداني، فإن أحداً من الأشقاء أو الأصدقاء ما تبرّع باقتراح ما، أو بالدعوة إلى مؤتمر ما، أو بالسعي إلى جمع القيادات والمرجعيّات الرئيسيّة في محاولة لمعالجة هذا الفراغ الذي يثير الريبة في نفوس كثيرين من اللبنانيّين وحتى الفرنسيّين.
البعض يقول إن إيران هي من يقف خلف هذه المعضلة التي تكاد تشرّع أبواب لبنان ونوافذه للعواصف الخطيرة، فيما يعتقد فريق آخر أن إصرار الجنرال المدعوم من "حزب الله" على شعار "أنا الرئيس أو لا رئيس" هو السبب، وهو العقدة التي يقف عندها قطار الاستحقاق الرئاسي.
هنا، عند هذه "النقطة" يتبرّع عدد من المحلّلين والقريبين من المرجعيّات للتأكيد أن موقف الجنرال هو "الحجّة" أو "الوسيلة" التي تمكّن طهران من استغلال ورقة الفراغ الرئاسي في لبنان لمصلحة مشروعها النووي خلال المفاوضات مع واشنطن ومجموعة الخمسة زائد واحد.
إلا أن مثل هذه الاحتمالات والتحليلات لا تمنع فريقاً كبيراً من اللبنانيّين من إعلان القلق والتخوّف من أن يكون خلف الأكمة أكثر وأبعد وأخطر مما يُقال.
والرئيس أمين الجميّل بقّ البحصة لهذه الناحية، وشهَر ارتيابه من أن يؤدّي التمادي في تأجيل انتخاب رئيس للجمهورية إلى ما يقارب خانة أبغض الحلال، أو فتح الشهيّة بصورة أوضح على الدعوة إلى مؤتمر تأسيسي كَثُر اللغط حوله في الفترة الأخيرة.
وثمة مَنْ يذهب إلى أبعد من ذلك في التخوّف، إلا إذا ظهر الدليل الذي يحمل الجواب الشافي مع أواخر حزيران وبدايات تموز... ومستجدّات الاتفاق النووي.
والمثل يقول من صبر دهراً يتحمّل صبر شهر إضافي. والشهر خلف الباب.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم