السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

ما هي نتائج سيطرة "داعش" على تدمر ولماذا يخشاها "جيش الفتح"؟

المصدر: "النهار"
مصطفى العويك
ما هي نتائج سيطرة "داعش" على تدمر ولماذا يخشاها "جيش الفتح"؟
ما هي نتائج سيطرة "داعش" على تدمر ولماذا يخشاها "جيش الفتح"؟
A+ A-

في 13 من الشهر الجاري بدأ تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" هجومه المحكم على مدينة "تدمر" التاريخية، وبعد اسبوع من المعارك الطاحنة استخدمت فيها كل أنواع الاسلحة المتوسطة والثقيلة، تمكّن التنظيم من بسط سيطرته الكاملة على المدينة في ظل تراجع قوات النظام وانسحابه الى مناطق آمنة، مع تسجيل اكثر من 50 قتيلاً من عناصرها العسكرية.
وتعتبر "تدمر" مدينة أثرية بامتياز، وهي من أهم المدن الاثرية في العالم، ولِسيطرة تنظيم الدولة عليها بعدان: الاول عسكري محض، والثاني يختلط فيه الاعلامي بالسياسي.
فمن الناحية الاعلامية والسياسية يرى متابعون ان انتقاء داعش لمدينة تدمر لفتح معركة كبيرة فيها، بعد خسارته لبعض المواقع في سوريا والعراق، والحديث عن الضياع في قيادة الدولة بعد إصابة الخليفة البغدادي ومقتل من كان يرجّح ان يكون خليفته ابو علاء العفري، وايضا مقتل القيادي ابو سفيان بإنزال اميركي مطلع الاسبوع الحالي، وقع الاختبار على تدمر لأهميتها التاريخية والتراثية، لأنها محط انظار العالم كونها مدرجة على لائحة التراث العالمي، ما يؤمن له تغطية اعلامية كبيرة في الوسائل الاعلامية العالمية، ويوجه من خلال ذلك رسائل بالغة الاهمية مفادها "اني لا زلت موجودًا بقوة وقادرًا على التحرّك في اي اتجاه أريد، وإن دولتي باقية وتتمدّد" وهو الشعار الذي رفع منذ اليوم الاول لظهور التنظيم.
اما من الناحية العسكرية وهي الاشد خطورة فتعتبر "تدمر" ذات موقع جغرافي استراتيجي
بالنسبة لداعش، فهي تتوسط البادية السورية، وتشكل نقطة انطلاق نحو العديد من المواقع المهمة التي يسيطر عليها النظام السوري، وتضمّ مواقع عسكرية كثيرة ومنشأت نفطية، وبسيطرته عليها يفتح داعش لنفسه الطريق نحو البادية المتصلة بمحافظة الانبار العراقية، ونحو مدينة حمص السورية مركز المحافظة، ويؤمّن خطوط إمداد أساسية بين المناطق التي يسيطر عليها في ريف حمص الشرقي، وبين مركزه الاساس في الرقّة، وهو بذلك يقطع طرق التواصل بين المحافظات في الجنوب والشمال والشرق، والاهم من ذلك ان سيطرة داعش على المدينة تعني انه بات على مشارف مدينة حمص، وان بإمكانه تأمين خطوط امداد اضافية لمقاتليه في جبال القلمون والغوطة الشرقية بريف دمشق.
وعبّر الشيخ ابو عبد الرحمن الحموي المقرب من جيش الفتح لـ"النهار" عن خشيته من ان تكون وجهة داعش التالية بعد تدمر هي الشمال الغربي لتفكيك جيش الفتح في ريف ادلب، وقال: "الحقيقة أن سيطرة داعش على تدمر أخطر بكثير مما قد يتخيّله البعض"، وأضاف: "بالإضافة إلى المستودعات الهائلة من السلاح والذخيرة التي استولى عليها داعش، فإن تدمر تعتبر عقدة مواصلات تفتح أمام التنظيم عدة خيارات مرعبة :
1- التوجه ناحية الشمال الغربي لتفكيك جيش الفتح في ريف إدلب والذي أضحى رقماً صعباً في معادلة الثورة السورية.
2- التوجه غرباً باتجاه السلمية ثم حماة التي تحوي مخازن هائلة للسلاح والذخيرة.
3- التوجه باتجاه مطار التيفور ومنه إلى حمص.
4- التوجه إلى الجنوب الغربي إلى القلمون وهو ما سيضع جيش الفتح هناك بين فكّي كماشة.
5- امكانية توجهه جنوبًا تجاه السويداء ومنها إلى حوران لتفكيك تجمع الجبهة الجنوبية، الذي أضحى أيضاً رقماً صعباً في الجنوب السوري.
ويرى الحموي ان الاخطر من ذلك ايضا هو ان "استيلاء داعش على تدمر يعني قطع أي اتصال قد يحصل مستقبلاً بين جيش الفتح في ريف ادلب وبين جيش الفتح في القلمون".
فهل ينجح داعش في إحداث هزة في المعادلة العسكرية في سوريا، والتي تميل كفتها صوب تحالف الفصائل الاسلامية من جبة النصرة واحرار الشام وجيش الاسلام وغيره بشكل يعود معها الى الساحة بقوة ترافقًا مع انتصاراته في العراق؟ ام ان التحالف الدولي سيكون له رأي آخر من خلال غارات محكمة تشلّ قدرة التنظيم على الحركة بعد "تدمر"؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم