الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تلامذة الهند: الغش في الإمتحانات في مواجهة الضغوط

المصدر: "أ ف ب"
تلامذة الهند: الغش في الإمتحانات في مواجهة الضغوط
تلامذة الهند: الغش في الإمتحانات في مواجهة الضغوط
A+ A-

علمت التلميذة بايالي (15 سنة) أنها ترتكب مخالفة بتدوينها بعض الكتابات على يديها للإستعانة بها بهدف الغش قبيل دخولها واحدة من آلاف قاعات الإمتحان في الهند.


لكن كما الحال مع تلامذة آخرين كثيرين، كان الضغط النفسي الناجم عن خضوعها لامتحاناتها المدرسية السنوية كبيراً جداً، ما دفعها للإستعانة بمحفّزات للذاكرة بغية الغش، إذ ان الرسوب في المدرسة سينسف حظوظها في تخطي حال الفقر الذي لطالما رزحت تحت وطأته عائلتها.


وقالت بايالي، التي طلبت عدم كشف كامل هويتها لدى خروجها من المدرسة في نيودلهي: "ثمة أمور كثيرة يتعيّن حفظها غيباً، إضافة الى ضغط الأهل والأساتذة وحتى المنافسة مع الأصدقاء"، مضيفةً: "في حال عدم النجاح في التعامل مع هذا الوضع كله، يرسب المرء".


وسواء حصل ذلك بواسطة وسائل قديمة كالوريقات الصغيرة أو بكاميرات التجسّس المتطوّرة، يعتبر الغش في الإمتحانات من المسائل المنتشرة في الهند، حيث تركّز المدارس الحكوميّة بشكل كبير على الإمتحانات في كل المراحل الدراسية وفق الخبراء.


وأظهرت مشاهد تلفزيونية الشهر الماضي عشرات الاشخاص من أقارب التلامذة يتسلقون جدران مدرسة لمساعدة هؤلاء التلاميذ على الغش في الامتحانات في ولاية بيهار شمال الهند، وهي إحدى افقر مناطق البلاد.


وقد بدا في المشاهد أفراد من طواقم المدرسة وعناصر شرطة يتجاهلون هذه الارتكابات من الأقارب الذين أعطوا التلامذة عبر نوافذ قاعات الامتحانات اوراقاً لاستخدامها في الغش. وحقق هذا التسجيل المصور شهرة عالمية، مسبباً احراجاً للسلطات، ما دفعها للتحرك وفرض عقوبات على الاهالي المخالفين، الا ان الخبراء التربويين في البلاد لم يستغربوا هذه الحادثة.


ويسلّط تفشي الغش الضوء على الحالة السيئة للكثير من مدارس الهند، التي تعاني اكتظاظاً كبيراً لناحية عدد التلاميذ ونقصاً في التمويل، ما يحوّل الصفوف الى قاعات مكتظة بأطفال يتعلمون بشكل أساسي بطريقة ببغائية.


واعتبر الرئيس السابق لهيئة حكومية معنية بالتخطيط للمدارس وتشجيعها أرجون ديف أن "التركيز المفرط الدائم على امتحانات لاختبار الذاكرة" يقضي على الإبداع والتفكير المنطقي"، مضيفاً: "النظام أدى الى فشل الطلاب، هو لا يزوّدهم بالمؤهلات اللازمة كما أنه يبالغ في الأهمية المعطاة للامتحانات مع تصوير الشهادة على أنها السبيل الأول والأخير للنجاح".
وأضاف "إلى أن يتغير النظام، سيبقى الغش سمة مشتركة خلال الامتحانات. الأمر بهذه البساطة".


وترتفع مستويات القلق في الأشهر التي تسبق موسم الامتحانات، الذي انتهى اخيرا هذا العام الدراسي- مع تعليق التلاميذ الآمال على تحقيق علامات عالية لأنه السبيل الوحيد للحصول على وظيفة لائقة أو لحجز مكان في الجامعة.


ومع شعورهم بتخاذل الجهات الرسمية عن مساعدتهم، يضطر الكثير من الأسر الفقيرة للقيام بكل ما في وسعها لمساعدة ابنائها على التحضير لحياة افضل. وقد ساعد هذا الوضع مرفقاً بعقلية الفساد المتجذرة في الثقافة الهندية، في تفشي ظاهرة الغش.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم