السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"لا أحد يقرأ... إما نُقفل دكاكيننا وإما نتصرّف كبنات الهوى"

"لا أحد يقرأ... إما نُقفل دكاكيننا وإما نتصرّف كبنات الهوى"
"لا أحد يقرأ... إما نُقفل دكاكيننا وإما نتصرّف كبنات الهوى"
A+ A-

في عزّ صيف لاهب استبدّ بمدينة بيروت، كان يمكن رؤية شاب أعقف الحاجبَين المقوَّسين الى أعلى كأنه يومئ دائماً بقول لا، ينزل من باص للنقل المشترك حاملاً الى جهة قلبه دفتراً سميكاً ذا غلاف أحمر، كمَن يحمل يداً مصابة. يندفع ضارباً الرصيف بكعبه الجديد. بدا المارة البطيئو المسير وأشجار الأرصفة عوائق تقف في وجه مقاصده الملحّة. يدخل عمارة تزيّن واجهتها منحوتة فنية من البازلت الداكن أصابتها يوماً قذيفة مدفعية ضاعفت من طابعها التجريدي. يرتّب ربطة عنقه الحمراء الفاقعة أمام مرآة المصعد ثم يدسّ أنفه في إبطه الأيمن ليشتمّ رائحة عرقه قبل أن يدخل على رجل يصعب التكهن بعمره زيّن جدار مكتبه بملصق باللغة الالمانية لمسرحية "أوبرا القروش الأربعة". كان الرجل يتحايل على ضجره منذ الصباح ويمتحن ذاكرته الخرافية المشهود لها بين أصدقائه بطباعة معلّقة زهير بن أبي سلمى عن ظهر قلب وبإصبع واحدة. يحرّكها كاملةً. يختار لكلّ بيت حرفاً مطبعياً مختلفاً حتى يستنفد القائمة المتوفرة لدى "ويندوز". كان وسط البيت الشهير يصفّه بالحرف "الأندلسيّ المعدّل":

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم