الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

10 أعوام على انسحاب الجيش السوري... وأبواب الوصاية لم تُغلق

المصدر: "النهار"
محمد نمر
10 أعوام على انسحاب الجيش السوري... وأبواب الوصاية لم تُغلق
10 أعوام على انسحاب الجيش السوري... وأبواب الوصاية لم تُغلق
A+ A-

لن ينسى اللبنانيون اليوم الذي خرج فيه آخر جندي سوري في لبنان، حاملاً  أسلحته ووصايته وأعماله القمعية في حق اللبنانيين، عائداً بها إلى سوريا .وبات 26 نيسان ذكرى  تزيد من سيادة في لبنان. لكن رغم ذلك يرى فريق لبناني ان الوصاية لا تزال حاضرة، واتخذت شكلاً جديداً مع اطلالة الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في 8 آذار 2005 والقول: "شكراً سوريا"، إذ يعتبر عضو كتلة "المستقبل" النائب أحمد فتفت ان "حزب الله" حل مكان النظام السوري "وجرّنا إلى وصاية جديدة إيرانية"، أما النائب السابق سمير فرنجية فيؤكد ان النظام "يحاول منذ العام 2005 ابقاء الوضع كما هو عليه قبل انسحابه"... إذًا ماذا تغير؟


وصاية جديدة


يؤكّد فتفت لـ"النهار" حصول "تغيير جذري بعد 26 نيسان، فالنظام السوري العسكري المباشر لم يعد موجوداً في لبنان"، لكنه يأسف لأن "وجود النظام الأمني في لبنان حلّ مكانه وفي شكل معلن وتبنٍّ كامل "حزب الله" بسلاحه"، ورغم ذلك يعتبر فتفت أنه "على الأقل نحن امام فريق لبناني وليس خارجياً، لكن "حزب الله" بطريقته جرنا إلى موقع وصاية جديدة هي الإيرانية، التي يرفضها اليوم الشعب اللبناني"، مستنداً إلى أن "الموقف الأخير الذي أدى إلى عزل "حزب الله" بالمواقف السياسية تجاه القوى اللبنانية حتى حلفائه من موضوع "عاصفة الحزم"، يبين أن هذه الوصاية الإيرانية مرفوضة من الاكثرية الساحقة من الشعب اللبناني".


رغم الانسحاب فإن ذيول الوصاية السورية لم تنته في لبنان، لأن برأي فتفت "حزب الله احد الذيول"، ويلفت إلى أن "الوصاية لم تكن مشروعاً سورياً فحسب، بل اقليمياً وتبيّن أنه مشروع إيراني كبير، كان النظام السوري أداته الاولى، وعندما انسحب بات حزب الله أداته الثانية".


الباب لا يزال مفتوحاً


فرنجية ايضاً على يقين أن 25 نيسان لم ينهِ التدخّل، ويقول لـ"النهار": "الانسحاب السوري لم يغلق باب التدخّل في لبنان، ومنذ 10 سنوات إلى اليوم ما زلنا نعاني  هذا التدخل"، لكن يعتبر أن الذي تغيّر هو "انتقال النظام من وضع إلى آخر، ربما الانسحاب من لبنان هو احد أسبابه، إذ كنا بنظام يفرض وصايته على لبنان وانتقلنا إلى نظام يفرض ارهابه على سوريا، في وقت هناك محاولات مستمرة منه ومن حلفائه منذ خروجه لإبقاء الوضع كما لو لم ينسحب، وما يحصل هو التعطيل الذي يأخذ أحيانا البعد العسكري الأمني كما شاهدنا في"7 أيار" او الطابع السياسي الدستوري كما هو حاصل في تعطيل انتخاب رئاسة الجمهورية".


انتفاضة ثالثة؟


تُعتبر "ثورة الأرز" في لبنان من ركائز طرد السوري، فهل يحتاج لبنان إلى انتفاضة أخرى لشل عمل ذيول النظام؟ يجيب فتفت: "انا اكيد اننا  في حاجة إلى انتفاضة ثالثة، لكن ظروفها غير ملائمة، لأن حزب الله لعب على الوتر الطائفي - المذهبي كثيراً حتى يحمي نفسه، لكن هذه الانتفاضة  مقبلة بالتأكيد"، مشيراً إلى "نوع من التململ ضمن الطائفة الشيعية حتى إن كان مقموعاً وسيأتي يوم يدرك فيه "حزب الله" انه مرفوض رفضاً تاماً من كل الاطراف اللبنانية، إذ لم يعد حزباً لبنانياً يلعب دوره كحزب مدني لبناني وليس كقوى عسكرية تحاول فرض سيطرتها كميليشيا داخلية أو اقليمية"، ولا يتوقف الامر عند ذلك، بل يقولها فتفت صراحة: "الأمر يتطلب ايضاً التغيير في ميزان القوى الاقليمية، فاليوم طالما ان إيران تشعر انها في مركز قوة بالتأكيد سيشعر حزب الله بالاستقواء على اللبنانيين".


التخلّص من الوصاية في شكل نهائي يحتاج  في رأي فرنجية إلى "مبادرة كبيرة تؤمّن لنا ما يشبه انتفاضة الاستقلال، فالوضع لا يحتمل والدولة في حال تساقط، كما أن الفريق الذي يعطّل هو ايضا في ازمة جديدة، فلا بد من مبادرة يغتنمها اللبنانيون"، مذكراً بأن "أساس الحرب اللبنانية هو حلم النظام السوري بسوريا الكبرى، وعندما يقول هذا النظام إن سوريا ولبنان شعب واحد في بلدين، فيعني أن هذا الشعب الواحد يجب ان يكون له بلد واحد، وما شهدناه ونشهده بعد خروج السوري هو استمرار لهذه السياسة".


النظام في حال سقوط


ويقول فرنجية: "عملياً منذ لحظة 8 آذار 2005، أطلّ السيد نصر الله ليقول "الامر لي"، بعدما شكر سوريا على كل ما فعلته، لكن مع النهاية المتوقعة للنظام فإن "حزب الله" قد اصبح في أزمة، وما نريد قوله هو فلنطوِ الصفحة"، موضحاً أنه "مع سقوط النظام السوري يمكن القول ان الوصاية ستنتهي، وأن هذه النهاية ليست ببعيدة، لهذا فليوفر حزب الله على نفسه انتظار السقوط كي نبحث عن تسوية لما بعد ذلك. لأن إبقاء الاوضاع كما هي باتت شبه مستحيلة، وحزب الله وضع ناساً ومالاً ورجالاً لإبقاء الوضع على ما هو عليه، لكن ألم يحن الوقت لنوفر هذه المتاعب ونطوي الصفحة؟"، مشدّداً على أن "النظام بات في حال سقوط، وإيران والعراق وحزب الله يبقونه على قيد الحياة، لكن الأمر أشبه بإبقاء المريض حياً".


[email protected]
Twitter: mohamad_nimer

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم