الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لم يكن يعرف قزحيا أن رحلته مع صديقه جاد ستكون دراماتيكيّة

المصدر: "النهار"
فيفيان عقيقي
لم يكن يعرف قزحيا أن رحلته مع صديقه جاد ستكون دراماتيكيّة
لم يكن يعرف قزحيا أن رحلته مع صديقه جاد ستكون دراماتيكيّة
A+ A-

بعد أشهر من الانتظار، بدأ أمس تطبيق قانون السير الجديد، الذي يؤمل منه الحدّ من المآسي وتخفيف حوادث السير التي تحصد ضحاياها على غفلة إمّا بسبب السرعة أو التهوّر أو الإهمال، فتحرم الأهالي من أولادهم، وتفصل بين الأحباء. حوادث لم توفّر لا صغير ولا كبير، حتى باتت طرقات لبنان أشبه بجحيم متنقل، لا أحد يعلم متى تقطف الأرواح وتخطفها.


ليس دفاعاً عن الدولة المقصّرة في عملها الإنمائي في أغلب المناطق اللبنانيّة، ولكننا لم نسمع حتى اليوم عن وفاة أو إصابة شخص بسبب حفرة في الأرض، بل تنوّعت الأسباب بين القيادة بسرعة، أو تحت تأثير الكحول، أو استعمال الهاتف، إضافة إلى التراخي في تطبيق القانون وضبط المخالفات.


كيف تغيّرت حياتهما
جاد بطيش (18 عاماً) من فاريا، وقزحيا خليل (18 عاماً) من حراجل، هما أوّلُ اسمَين على سجلّ ضحايا الطرقات، مع بدء تطبيق قانون السير الجديد. شابان في مقتبل العمر، لم يتخطّيا عقدهما الثاني يمكثان راهناً في العناية الفائقة.


وقع الحادث مساء الاثنين الفائت على طريق ميروبا. كان جاد وقزحيا في طريقهما إلى فاريا عائدين من عجلتون حيث كانا مع أصدقاء المدرسة. فرحة جاد لم تسعه قبل أن يقع الحادث، فارتطمت سيارته من نوع "ميني كوبر" بعمود كهرباء على الطريق. 


إنّه قدرهما، إنها مشيئة الله ربّما. نُقل الشابان إلى مستشفى سان جورج في عجلتون في حال خطرة، ووُضعا في العناية الفائقة منذ مساء الاثنين. وضعُهما مذرٍ بحسب ما يؤكّد مختار فاريا شربل سلامة لـ"النهار": "أصيبا في رأسيهما، وضعهما حرج، قلبهما ينبضان بخفوت فيما ينتظر الأهل تقارير الأطباء للاطمئنان إلى وضعهما وإمكان تحسّنهما".


مأساة كلّ البيوت
يجلس عسّاف والد جاد ووالدته نوال أمام غرفة العناية الفائقة، ينتظران بصيص أمل يطمئن قلبيهما على صغيرهما، فيستفيق من غيبوبته ويعود معهما إلى المنزل، فتعود الضحكة إليه وإلى ثغري شقيقته وشقيقه اللذين يكبراه بسنوات قليلة.


أمّا الياس والد قزحيا فيجلس منتظراً، ينظر إلى السماء إلى ماري والدة قزحيا التي رحلت منذ سنوات، يسألها أن تتشفع لابنها فيفتح عينيه، يبكي الوالد على بكره فيما يحضن ابنه الأصغر بين ذراعيه.


إنها المأساة اللبنانيّة، "الشباب والقيادة والطرقات"، مآساة تكسر ظهر الوالد مهما تجابر، وتجمّد قلب الأم من دون أن يتأثر بسيلان حنانها. مأساة لن تتوقف بردم حفرة أو إنارة شارع أو وضع إشارات فقط، وإنّما بالملاحقة والتوعية. أمّا كلّ ما يحتاجه جاد وقزحيا الآن فهو الصلاة! 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم