الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

ما الذي ستكشفه التحقيقات في مقتل الطفل مايكل كاسوحة؟

المصدر: "النهار"
اسكندر خشاشو
اسكندر خشاشو AlexKhachachou
ما الذي ستكشفه التحقيقات في مقتل الطفل مايكل كاسوحة؟
ما الذي ستكشفه التحقيقات في مقتل الطفل مايكل كاسوحة؟
A+ A-

لا تزال قضية مقتل الطفل مايكل داني كاسوحة في زحلة، بِعضَّة كلب تتفاعل. فقد أحال وزير الصحة وائل ابو فاعور هذه القضية الى النيابة العامة الاستئنافية اليوم، ليُحيلها النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود بدوره الى قسم المباحث الجنائية المركزية لاستكمال التحقيق في هذا الموضوع.
وفي هذا السياق لفتت مصادر زحلية لـ"النهار"، الى انه ما تم تداوله حول خطأ بسيط ناتج عن "قلة انتباه" الوالد فأودى بحياة ابنه يعتبر بمثابة قشور للمشكلة وليس المشكلة، مشيرة الى ان والد الطفل الضحية ما هو الّا عامل عند احد المتنفّذين في زحلة، وله سوابق في اقتناء الكلاب وتربيتها بهدف المصارعة".
وقالت المصادر ان مكان تربية الكلاب الذي عرضته وسائل الاعلام ليس بمزرعة، فهو لا يتجاوز قطعة ارض مستأجرة، توضع فيها بيوت الكلاب بعيداً عن الناس ليتمّ تدريبها بطريقة غير محترفة ووحشية، وتتعرض فيها لانتهاكات قاسية، من تجويع وعزل إضافة الى حقنها بأدوية كيميائية محظورة تقوي البنية بشكل كبير، لتصبح ذات عدائية كبيرة تجاه كلّ من تراه، فيتمّ استعمالها في "مصارعة الكلاب" في لبنان او تسفيرها الى الخارج حيث يبلغ أحيانًا سعر الكلب المدرب لهذا النوع من المصارعة الـ 10 الاف دولار".
وسألت المصادر عن هدف السيد كاسوحة من تربية هذا العدد من الكلاب، وهو ليس بالشخص المترف مادياً لاقتناء عدد مماثل، واذا كان الهدف هو التجارة، ففي منطقة زحلة لا تجني هذه التجارة اموالاً وفيرة مقابل تكلفتها الكبيرة وخصوصاً ان الارض الموجودة فيها ايضاً مؤجّرة.
واعتبرت المصادر ان من يرى البنية الجسدية للكلاب الموجودة في المزرعة، يعلم انها ليست البنية الطبيعية لها كما ان جميعها من النوع الشرس، مشدّدة على نوع "البيتبول" هو من الانواع الشرسة، لكنها من الانواع الذكية وهي موجودة في العديد من المنازل مع الاطفال، وليست بالعدائية التي ظهرت بها الكلبة التي يرجح انها معرّضة لأبشع انواع التجويع والتعذيب حتى اصبحت بهذه العدائية".
وكشفت المصادر عن علاقة معروفة ومتينة بين السيد كاسوحة ورجل الاعمال الزحلي، وهي بدت واضحة في الاهتمام الذي تلقّاه منه أثناء جنازة الطفل الضحية عبر الورود والحضور وحضور المقربين وغيرها.
وغمزت المصادر من قناة شقيقة داني التي ظهرت في احدى المقابلات التلفزيونية التي أخفت اسم الكلبة وغيّرته، فظهر تضارب مع ضيفة أخرى بنفس البرنامج كانت قد صعدت الى زحلة وحقّقت بالموضوع، إضافة الى إخفاء اسم المالك السابق للكلبة، والمزايدة في الحب والحنان تجاه "حيوان" قتل ابن شقيقها.



وزارة الصحة
الى ذلك، كشفت مصادر في وزارة الصحة ان التحقيقات التي وصلت الى الوزير وائل ابو فاعور في هذه القضية، تؤكد ان مهاجمة الكلبة للطفل بطريقة وحشية هي نتيجة المعاملة القاسية والوحشية التي تعرّضت لها، لتصبح مهيأة لمصارعة الكلاب، وذلك محرّم دولياً ومحلياً، مشيرة الى ان وجود هكذا حيوانات شرسة بين الناس هي خطر على حياتهم وممنوعة قانوناً، فضلاً عن ممارسة التعذيب بهذا الشكل مع الحيوان يعاقب عليه القانون".
وعن صلاحيات الوزارة في إحالة ملف كهذا الى النيابة العامة، أكدت ان هذا الموضوع هو من صلب مهمّاتها لأن استمرار تربية الحيوانات وتحويلها الى وحوش، هو اكثر ما يضر بصحة الناس"، لافتة الى ان "الوزارة ستتابع هذا الموضوع حتى النهاية، وسيكون ملفاً جديداً تفتحه ليس فقط في زحلة حيث جرت الحادثة انما على مستوى لبنان".


وبعد هذه الحادثة يظهر ان الحيوان كما المربي كما الطفل ضحايا الجشع، فالطفل فقد حياته والمربي فقد ابنه ولم يستطع حتى المجاهرة والاعتراف بخطأ ارتكبه ودفع ثمنه اغلى ما يملك، اضافة الى الحيوان الذي تحوّل بفضل العذاب الذي تلاقاه الى وحش كاسر بعكس طبيعته، علّ هذه الحادثة  تحرك المعنيين وتكون درساً لمن قدموا المال على اي شيئ آخر.


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم