السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

نداء السفراء وخاطِفو الرئاسة!

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

ما دام لبنان لا يزال للشهر الثاني عشر بلا رئيس جمهوريّة، سيبقى اللوم يلقى على كبار المسؤولين والمرجعيّات السياسيّة. وستبقى المسؤوليّة من حصة أكتافهم ومواقفهم.


فمن واجب هؤلاء التكرُّم بإبلاغ الشعوب اللبنانية، وعبْرهم أشقاء لبنان وأصدقائه، أين وصلت المساعي، وهل ثمة مساع وسعاة خير في هذا الموضوع، أم تُراه متروكاً في "حمى القدر"؟
ما سرُّ هذا الاستحقاق الممنوع من الإنجاز كالممنوع من الصرف؟ ومَنْ هي الجهة، أو الدولة التي تملك هذا القدر من السلطان والنفوذ في بلد كلبنان، ازاء الاستحقاق الرئاسي؟
إذا حصلنا على جواب بعد طول إلحاح، يأتينا بما قد أصبح من تحصيل الحاصل. أي، إن مشكلة الفراغ الرئاسي في لبنان مربوطة بمشكلة طموح إيران النووي.
لقد انتهى الموضوع النووي تقريباً. على الأقل، اجتازت المفاوضات كل العقبات، وبلغت مرحلة الكلام عن "طريقة" رفع العقوبات، وما إذا كانت ستتمّ دفعة واحدة أم بالتقسيط...
وهذا يعني أن "أسباب" احتجاز الاستحقاق الرئاسي في أحد صناديق طهران الحديد قد زالت، ومن الطبيعي والبديهي أن يُطلق هذا الأسير اليتيم.
حتى اللحظة يصرّ البعض على القول إن مدة الفراغ الرئاسي ستُمدّد فترة إضافية. خير إن شاء الله، ماذا عدا مما بدا؟
كباش اليمن الذي تدخل فيه إيران طرفاً مباشراً. ومن الآن إلى أن يظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود في هذا "الكباش الحربي"، لا فائدة من طرح هذا السؤال في هذا الموضوع الشائك.
حلو كتير كتير.
قبل "عاصفة الحزم" في اليمن وشرود طموح الهيمنة الإيرانيّة في هذا الاتجاه الخطير للغاية، كان "النووي" هو علة الفراغ الرئاسي في لبنان. الآن أضيفت إليه علل فائقة التعقيد.
وقد يتطلّب جلاء الوضع اليمني واتجاهات الريح بين عدن وصنعاء المزيد من الأشهر والوقت الإضافي والانتظار، فهل يبقى لبنان بلا رئيس؟ وهل يبقى الاستقرار النسبي محافظاً على حاله؟ وهل يتحمّل الوضع الاقتصادي "الممنوع من الصرف" بدوره كل هذا الركود والجفاف والتعطيل؟
بيان اجتماع سفراء الدول الكبرى في بكركي لا يختلف بمضمونه عمّن فسّر الماء بعد الجهد بالماء.
فـ"الشباب" سيوجّهون "نداء صريحاً إلى النواب لحثّهم على التزام الدستور والتصرّف بمسؤوليّة"، مع "الإعراب عن القلق الشديد من استمرار الفراغ في سدّة الرئاسة"، الخ الخ الخ...
عدم المؤاخذة، ومع توجيه الشكر للسفراء، فالمشكلة الحقيقية ليست مشكلة نواب، بل هي مشكلة تدخُّل إيران السافر في الشأن اللبناني. وجّهوا ما هو أشد من النداء صوب الممانعين ومانعي المجلس من انتخاب الرئيس.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم