الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

جاهزون للحرب ... وللسلم !

راجح الخوري
A+ A-

وضعت السعودية نقاطاً جديدة على حروف لغة طال إنتظارها كثيراً، تؤسس لإستراتيجيا تعيد رسم قواعد التوازن في المنطقة، على أسس من هيبة القانون وحرمة السيادة وقوة الردع، بعدما مضت ايران بعيداً في الإستفزاز لكأن الدول العربية مشاع متروك سمح لها بالقول اننا نسيطر على اربع عواصم عربية وان بغداد عاصمة امبراطوريتنا!


شعاب اليمن التي حطمت العثمانيين والبريطانيين ودمرت جيش عبد الناصر عام ١٩٦١ يمكن ان تحطم ايضاً الأحلام الايرانية، التي تحدث عنها علي يونسي مستشار حسن روحاني عشية "عاصفة الحزم"، فليس سراً ان طهران كانت تريد إكمال الطوق على السعودية ودول الخليج عبر كمّاشة فكّها الشمالي في باب المندب والفك الجنوبي في مضيق هرمز، إضافة الى إمساكها بالوضع في العراق وإستماتتها لإبقاء نظام الأسد، وصولاً الى شاطىء المتوسط .
"عاصفة الحزم" لم تكن قراراً عسكرياً فحسب هدفه إستجابة طلب الشرعية اليمنية إنقاذها من الإنقلاب الحوثي، بل كانت إنعطافاً لإعادة ضبط الواقع الإقليمي وإعادة رسم الأدوار والأوزان، بعدما طفح الكيل ليس في السعودية وحدها، بل عند مجموعة الدول العربية التي تشارك في "عاصفة الحزم" وحتى عند دول اقليمية وازنة مثل تركيا وباكستان.
القذائف التي تساقطت على مواقع الحوثيين ليست وحدها التي اوقعت ايران في مفاجأة غير منتظرة. المفاجأة كانت في إنفجار ما يشبه بركاناً من الغضب والإستياء لدى العواصم المشاركة في العملية، في وجه التمادي الإيراني في استضعاف الدول العربية.
كلام الامير سعود الفيصل أمس جاء واضحاً وصريحاً معناه كفى ثلاثون عاماً من العربدة في المنطقة نحن لسنا دعاة حرب لكننا جاهزون لها، لن نسمح لإيران بأن تعبث باليمن، و"عاصفة الحزم" مستمرة للدفاع عن الشرعية"... الأهم انه أسقط الرهان الإيراني على تحويل العملية حرباً استنزافية بالقول "ان السعودية ليست بصدد الزج بقواتها داخل الأراضي اليمنية فاليمنيون قادرون على القيام بمسؤوليتهم ومواجهة الحوثي"!
ولأن "عاصفة الحزم" السعودية لا تنسى حكمة الحلم قال سعود الفيصل: "توقعنا عند قيام الثورة الإيرانية ان تكون عوناً لقضايانا لكننا فوجئنا بسياسة تصدير الثورة والتدخل السافر في شؤون المنطقة، ولا ندين ايران ولا نبرّئها لكننا نختبر نياتها بأن نمد لها أيدينا كبلد جار ومسلم لفتح صفحة جديدة ومن واجبها ان تكون بانية حضارة ترتقي بالأمن والسلم في المنطقة".
اذاً، انه خيار واضح بين الحزم المتصاعد ضد الحوثي وما بعد الحوثي، والحلم الذي يمهّد لصفحة جديدة لا مكان فيها لتلاعب بشؤون المنطقة، واللافت ان يقترن هذا الكلام بإعلان عادل الجبير ان السعودية بصدد إنتاج قنبلتها النووية ... فهل ينهي هذا حقبة غرور الإستقواء الإيرانية لإكتشاف محاسن الهدوء والواقعية؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم