السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"ما الذي تخفيه إيران بعد؟"

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

أَيّاً تكن المحصّلة الميدانيَّة في اليمن، ومهما تأخَّرت النتائج "المرجوّة" من مفاوضات لوزان، فإن "انفلاش" النفوذ الإيراني في العالم العربي لن يكون هو نفسه في المرحلة القريبة.


وقد يأخذ الطموح الأمبراطوري إجازة طويلة الأمد، مما يفسح في المجال لاعادة النظر في أزمات واستحقاقات منتشرة على امتداد مساحة المنطقة. وبينها، بل بين مواضيعها الأساسيَّة البارزة، الاستحقاق الرئاسي في لبنان الذي تحوَّل فراغاً دستورياً عطَّل المؤسَّسات الدستورية الاساسية الثلاث: رئاسة الجمهورية، مجلس النواب، مجلس الوزراء.
فهل من بشائر وبوارق تشير الى احتمالات واضحة في هذا الصدد يمكن الركون اليها، والتأسيس على معطياتها، قبل جلاء غبار المعارك والمواجهة الجويّة – البريَّة في اليمن، وأيضاً في العراق وسوريا؟
وهل يبقى زمام الأمور والأمر والنهي في قبضة طهران، التي لا تنسى أن تنفض يديها وتغسلهما من كل "تدخُّل" في الشأن اللبناني كلما طُرح على كبار مسؤوليها موضوع الفراغ الرئاسي وأخطاره على "الوطن – الرسالة"؟
قبل أن نبحث عن "جواب مستحيل" في الوقت الراهن، وقبل أن يطمئننا مجدداً هذا المرجع أو ذاك السياسي الى أنَّ الرئيس اللبناني سيكون جاهزاً وحاضراً ناضراً قبل الدخول في فصل الصيف، علينا التوقُّف طويلاً والتأمل في "الدراسة النووية" التي وضعتها جريدة "الواشنطن بوست" عن طموحات إيران وعلاقتها المباشرة بدور خفيّ لكوريا الشماليَّة.
ما الذي تخفيه إيران بعد؟
هذا هو عنوان المراجعة، أو الدراسة التي أعدَّتها الجريدة الأميركية، واستندت فيها الى كتابات بخط الرئيس الإيراني السابق علي أكبر هاشمي رفسنجاني... تدور بمجملها حول "السلعة الخاصة" التي وفَّرتها كوريا الشمالية لطهران مقابل تأمين النفط الذي كانت في حاجة ماسّة اليه، توازي حاجة إيران الى النووي.
وقد حظي رفسنجاني بموافقة آية الله علي خامنئي بعد اطمئنانه الى كل التفاصيل، خصوصاً أن "قوّة العمل" التي تضمُّ نخبة الخبراء وافقت بالإجماع والترحيب...
حتى اليوم، حتى لحظة كتابة هذا المقال، لا تعرف "السي آي إي" ما الذي حصل عليه رفسنجاني من بيونغ يانغ، وما إذا كانت إيران قد أصبحت نوويَّة حقَّاً أم على الطريق؟
تؤكِّد المراجعة "أن واشنطن لم تنجح ولو مرّة واحدة في معرفة توقيت حصول قوى أجنبيَّة على أسلحة ثقيلة، أو نووية، أو خلاف ذلك".
إذاً ماذا يفعلون في لوزان، وعم َ يبحثون؟ عن جنس الملائكة مجدداً؟
سؤال ساذج: ما تأثير هذه الوقائع الجديدة على الفراغ الرئاسي؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم