هل تستضيف بر الياس مخيّمات عرسال للاجئين السوريين؟

هل تكون بر الياس احدى الوجهات التي ستنقل إليها مخيمات عرسال للاجئين السوريين؟ وهل لهذا الغرض يتمّ تحضير قطعة الارض التي يملكها "اتحاد الجمعيات الاغاثية والتنموية"، على بعد عشرات الامتار من مجّمع "قرية البقاع - العودة" للاجئين السوريين التابع ايضا للاتحاد في بر الياس؟

ان التوجه الى ان تكون بلدة بر الياس، التي تتوسط البقاع الاوسط، مكان ايواء بديلا عن عرسال، خيار قائم على ما يبدو من الحديث مع النائب عاصم عراجي، لكنه "بَرَدَ" بعد ان قوبل بمعارضة، وعلى رأس المعارضين النائب عراجي، ابن بلدة بر الياس، العضو في "كتلة تيار المستقبل" وفي "كتلة نواب زحلة". وقد اعلن عراجي في حديث لـ "النهار" معه بأنه أبلغ كل من رئيس "كتلة المستقبل" ووزير الداخلية والمراجع المختصة، معارضته كممثل للمنطقة ومعارضة الاهالي لفكرة نقل كل اللاجئين السوريين من مخيمات عرسال الى البقاع الاوسط. داعيا الى ان يتمّ توزيعهم على كل المناطق اللبنانية، مضيفًا "لكن ان يأتوا بهم كلهم، فيضيفوا نحو 30 الى 40 الف نازح الى 70 الف نازح تستضيفهم بر الياس، نحن لا نقبل". مبديا تساهلاً لجهة استقبال ما بين 100 الى 300 من هؤلاء اللاجئين.

بدوره يرفض رئيس بلدية بر الياس سعد ميتا نقل مخيمات عرسال او نقل لاجئين سوريين من قرى اخرى الى بلدته، "فنحن لم يعد لدينا القدرة، ولدينا ما يكفينا من المشكلات، حيث يوجد لدينا 70 الف لاجىء". لكن في حال وجود استثناء من قبل وزارة الداخلية لاقامة مخيم جديد لا يعود ميتا حاسما في ممانعته "شرط ان تعدنا بان هذا الامر لا يشكلّ لنا مشكلات امنية". في كل حال فان رئيس بلدية بر الياس يؤكد بانه لم يتبلغ "من احد اي شيء رسمي" بالنسبة لنقل لاجئين من عرسال الى بر الياس، ولا الى العقار الذي يتم تحضيره من قبل "اتحاد الجمعيات الاغاثية والتنموية" وما يعرفه بأنه كانت هناك "نية لاقامة جامعة او مستشفى او مشاريع استثمارية على هذا العقار، اما اذا استجد امر ما فأنا لم أتبلغ اي شيء رسمي".

من جهة ثانية ينفي محمد الهبش مدير "مجمّع قرية البقاع - العودة" في بر الياس التابع لـ "اتحاد الجمعيات الاغاثية والتنموية"، بأن يكون هناك اتجاه لايواء اللاجئين السوريين القادمين من عرسال على العقار الذي يملكه الاتحاد والذي جرى تصوينه منذ شهر ونصف الشهر ويتم ردمه وتحضيره للبنى التحتية. بل انه ينفي ان يكون الاتحاد يقيم مخيما جديدا على العقار الذي يبعد بضعة عشرات من الامتار عن "مجمّع قرية البقاع - العودة" القائم ايضا على قطعة ارض يملكها الاتحاد بمساحة 30 دونما في سهل بر الياس على مقربة من طريق ديرزنون. موضحا بان ما يجري هو توسعة للمخيم / المجمّع القائم المكتظ بـ 430 وحدة سكنية. وبحسبه فإنه سيتم نقل 100 غرفة جاهزة من المجمّع الحالي، الى المخيم المستحدث، ستشغل نحو 10 دونمات من الجهة الخلفية للعقار البالغة مساحته 40 دونما، وما تبقى من الارض سيستخدم لمشاريع تنموية خاصة بالاتحاد كمثل مدرسة للايتام، ومشاغل.
يذكر بان عدد سكان بلدة بر الياس نحو 45 الف من اللبنانيين، يضاف اليهم 5 آلاف فلسطيني، في المقابل تستضيف 70 الف لاجئ سوري، ويوجد 45 مخيما للاجئين السوريين في نطاق بر الياس العقاري.

ومنذ نشؤ الازمة السورية اقام "اتحاد الجمعيات الاغاثية والتنموية" عدة مخيمات للاجئين السوريين، بتمويل خليجي بشكل رئيس الى جانب الجمعيات والمنظمات الاغاثية الاممية والاجنبية، وذلك في كامد اللوز وفي القرعون في البقاع الغربي، وواحد في الشمال، الى "مجمّع قرية البقاع - العودة" في بر الياس- قضاء زحلة، وهو "اكبر مخيم للاجئين في لبنان" على ما يؤكد الهبش. تتوزع وحدات المجمّع السكنية ما بين غرف جاهزة وغرف مبنية من الباطون، 20 من غرفه الجاهزة مخصّصة لسكن المعوقين على الكراسي المتحركة، ويضم قرية صحية، مدرسة، سوق تجارية، وفرن ليخدم نفسه بنفسه، ويقصده اللاجئون من الجوار للطبابة والدراسة. ويتميز بأنه مخيم مغلق، تحوط مساحته الممتدة على 30 دونما من الارض تصوينة، وله مداخل رئيسية بأبواب تفتح وتغلق، ويخضع لادارة الاتحاد. تجدر الاشارة الى انه خلال مرافقتنا للاتحاد خلال توزيعه لمساعدات من المازوت والملابس الشتوية خلال اولى العواصف الثلجية لهذا العام، أُفدنا بأن 250 عائلة تسكن في المخيم/المجمّع الذي صمم لاستيعاب ما بين 470 الى 500 عائلة.