السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

الانتظار الصعب على مسيحيي نينوى

المصدر: "النهار"
بيار عطاالله
الانتظار الصعب على مسيحيي نينوى
الانتظار الصعب على مسيحيي نينوى
A+ A-

الوحدات العراقية المسيحية التي تم تخريج الدورة الأولى منها الشهر الفائت، أو وحدات الدفاع عن سهل نينوى لا تزال قابعة في معسكراتها في شمال العراق في انتظار تحريكها على الأرض عملانياً ونشرها عند تخوم سهل نينوى الذي احتلته "داعش" الصيف الفائت وطردت المسيحيين والازيديين وكل الأقليات منه في حملة تطهير ديني وآثني غير مسبوقة في صراعات العراق الدامية.


ينتظر تحريك هذه الوحدات التي يبلغ عديدها 600 عنصر، الاتفاق بين المسؤولين عن هذه الميليشيا "الأقلوية" الناشئة والتي تضم مسيحيين وآزديين وقيادة قوات البيشمركة الكردية التي يبدو أنها تتريث في انتظار أمر ما لا يمكن تحديده وان كان الأرجح أن لا قرار لدى البيشمركة بمهاجمة مناطق نفوذ "داعش" في سهل نينوى في الوقت الذي تخوض فيه القوة العسكرية الكردية معارك طاحنة على جبهات عدة بعضها مشترك مع القوات العراقية، وبعضها الآخر يتولى الأكراد زمام المحاور العسكرية بمفردهم. ويعني فتح جبهة سهل نينوى او عملية تحرير سهل نينوى استنزاف المزيد من القوى الكردية وتشتيت جهودها في التقدم تدريجأً وخطوات ثابتة في مواجهة عدو مصمم على القتال ويتمسك بكل شبر من الارض.


والرأي لدى المتابعين لملفات المسيحيين والاقليات والحرب الدائرة في شمال العراق، أن القيادة العسكرية الكردية المحنكة تدرك جيداً أن قرار مهاجمة سهل نينوى لا يمكن تطبيقه وتحقيق النصر فيه على قوى "داعش" من دون مساندة قوات التحالف وطيرانها المتفوق، وتطبيق نظرية تنظيف الارض من الجو العسكرية.


وبرأي المتابعين أن ما يجري في انحاء محافظة صلاح الدين وتحديداً الهجوم "المتردد" أو "المتعثر" الذي شنته القوات العراقية النظامية مدعومة من ميليشيات الحشد الشعبي على المدينة والفشل في تحقيق انجاز كبير، وتردد طيران التحالف في مساندة الهجوم، ليس بالأمر السهل بل يشكل نموذجاً سيئاً للقيادة الكردية في شمال العراق والتي تسعى الى تحصين مناطقها من أي هجمات غير متوقعة لا الى الانخراط في معارك خاسرة تؤدي الى نتائج سلبية على سيادة كردستان ومشروعها في حد ذاته.
أمام جملة هذه المعطيات السالفة، يبدو الانتظار صعباً على أبناء الأقليات المهجرين من سهل نينوى، واللذين يهاجرون بوتيرة مرتفعة الى الغرب واستراليا بعدما تكاثرت الاخبار عن أن عودتهم الى بيوتهم وقراهم في سهل نينوى مسألة طويلة الامد وتحتاج الى قرار سياسي من أعلى المراجع الاقليمية والدولية والتي لها حساباتها الخاصة التي تتجاوز مشاعر وأماني بضعة آلاف من المسيحيين والآزيديين المشردين في أنحاء كردستان والعراق. 


 


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم