السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

باسيل يطالب من نيويورك بقرار دولي لحماية الأقليات

خليل فليحان
A+ A-

حضر لبنان وغابت الدول العربية عن الاجتماع الوزاري الذي دعا اليه وزير خارجية فرنسا لوران فابيوس، المجلس على مستوى وزراء الخارجية لمناقشة المشكلة التي اختارها بصفة بلاده الرئيسة الدورية له، وهي بعنوان: "ضحايا هجمات وابتزاز العرقيات والأديان في الشرق الاوسط".


اللافت ان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي مثّل لبنان هو الوزير العربي الوحيد الذي حضر الاجتماع، ووزير خارجية اسبانيا هو الوحيد من دول الاتحاد الاوروبي، وغاب وزراء خارجية الدول الدائمة العضوية لدى المجلس اميركا وروسيا بريطانيا والصين وتسع دول اخرى من الدول غير دائمة العضوية. وعزا مصدر ديبلوماسي لـ"النهار" غياب وزراء الخارجية العرب الى ان توقيت اجتماع نيويورك أتى بعد يوم من افتتاح اعمال مجلس وزراء الخارجية العرب التمهيدي للقمة العربية التي ستبدأ أعمالها اليوم السبت في شرم الشيخ. ولم يعط اي تفسير للغياب الاميركي البريطاني والروسي والصيني.
وافاد انه لن يصدر عن الاجتماع مشروع قرار ولا بيان رئاسي، وتاليا سيقتصر مفعول الاجتماع على الاعلام. وفي السابعة من مساء امس بتوقيت بيروت، عاد فابيوس الى مقعد رئاسة المجلس بعد خروجه من قاعة المجلس بعض الوقت، ثم أعطى الكلام لباسيل الذي ألقى كلمة مما قال فيها: "أتيت إليكم من اجتماع جامعة الدول العربية التي قطعت أعمالها، وحيداً من بين زملائي الوزراء، لنبحث معا عن طريقة لوقف الإبادة الثقافية التي تتعرّض لها منطقتنا، وسأعود إليها فور انتهاء اجتماعنا".
وأضاف: "لقد أوصانا الإرشاد الرسولي بألا نسأل عن امتيازات، ولسنا هنا في وارد ذلك، لكننا نتساءل عمّا حلّ بميزات منطقتنا؟ ماذا حلّ بالعراق، بلاد ما بين النهرين، وماذا حلّ بسوريا بلاد ما بين الخلافتين، وماذا حلّ بلبنان بلاد ما بين الحضارتين؟
لماذا يضحّى بمبادئنا على مذبح المصالح ونذبح على يد داعش وإسرائيل، تحت سمع العالم وبصره؟
ولفت الى انه "في حديثنا عن الأقليات اليوم، نسأل ماذا تبقّى من قيمة للأقلية إذا كانت تعيش تحت رحمة أيديولوجية الأكثرية؟ وإذا كان تناقص عددها يؤدّي بها إلى ثقافة الانعزال الأقلوي؟ وإذا ما أصبح وجودها للوجود، أقصر طريق لها إلى الزوال؟
ماذا بقي من قيمة للأقلية إذا انخفضت في العراق من مليونين إلى أقلّ من 300 ألف؟ وفي تركيا من 15% إلى 1%، وفي بيت لحم من 85% إلى 12%، وفي القدس من 53% إلى 2%؟
ألا يستحق كل هذا تحريك الآلة العسكرية بما هو أكثر من طلعات جوية ودعم الجيوش الشرعية التي تقاتل على الأرض وتقدّم الشهداء كجيشنا اللبناني البطل؟
ألا يستحق كل هذا تحريك آلة العدالة الدولية بما هو أكثر من بيان، ودعم مسعى لبنان لدى المحكمة الجنائية الدولية؟
ألا يستحق كلّ هذا قراراً من مجلس الأمن بما هو أكثر من اجتماع، مشكورةٌ عليه فرنسا، إلا أنّ مستوى الحضور فيه يعكس مستوى الاهتمام الدولي ببقاء الأقليات وحوار الحضارات (...)؟
وأكد: "اننا جئنا اليوم لنطالب أوّلاً، بأكثر من بيان، بل بتحضيرٍ لقرار دوليّ يحمي الأقليات في الشرق ويضع الخطوط الحمر الجغرافية والمعنوية لها، على أن تكون آلية التنفيذ جامعة لكلّ دولة ورادعة لكلّ مجموعة. ولنطالب ثانياً بأكثر من وقف تشجيع هجرة المجموعات المكوّنة للمشرق من أرمن وكرد وتركمان وآشوريين وكلدان وسريان وأيزيديين وشبك وصابئة مندائيين ودروز، بل بإعادة من هجّر على يد الدواعش منذ القرن التاسع عشر،
ولنطالب ثالثاً بأكثر من تبرّع لمنظمة اللاجئين وبأكثر من صندوق ائتماني لإعادة إعمار الحجر، بل بصندوق أممي لإعادة إعمار حضارات هدمت، وشعوب هجّرت، وثقافات شوّهت في مختبرت الـrealpolitic".


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم