الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"النهار" في ناغورني كاراباخ :لا يمكن للمجتمع الدولي أن يستمر في تجاهلنا

المصدر: "النهار"
بيار عطاالله
"النهار" في ناغورني كاراباخ :لا يمكن للمجتمع الدولي أن يستمر في تجاهلنا
"النهار" في ناغورني كاراباخ :لا يمكن للمجتمع الدولي أن يستمر في تجاهلنا
A+ A-

تغيّر اقليم أو جمهورية ناغورني كاراباخ الأرمني كثيراً منذ العام 1990 تاريخ أنفصاله عن اذربيجان الجارة اللدودة، فلقد مضى 25 عاماً على الانفصال الدامي أو حرب الاستقلال التي يقول الأرمن أنهم خاضوها ضد الاذريين سعياً وراء حريتهم وأستقلالهم ومنع حدوث حرب ابادة ثانية في حقهم، لكن الحرب لم تنته ولا يكاد يمرّ يوم منذ ربع قرن من دون أن تشهد الجبهة الطويلة (300 كيلومتر) بين ارتساخ واذربيجان اشتباكات وأعمال قصف وقنص كان آخرها منذ يومين وأدت الى سقوط ثلاثة قتلى أرمن في شمال الاقليم.


ثمة دولة كاملة في كاراباخ أو أرتساخ كما يفضل الأرمن أن يطلقوا على الجمهورية التي لديها رئيس منتخب هو باكو ساهكيان، وبرلمان سوف ينتخبه الشعب نوابه لدورة جديدة في الثالث من أيار المقبل، اضافة الى حكومة تعمل بوزاراتها المختلفة وميزانية وشرطة وجيش كامل التجهيز يسانده الآلاف من الاحتياطيين، و 320 مدرسة و14 جامعة خاصة وجامعة رسمية تابعة للحكومة ومحطة تلفزيون وراديو وشبكة اتصالات خليوية وارضية وكل ما يمكن ان تحتاجه الدولة لتكون دولة، والأهم أن الاقليم لديه قضية وجود بكل ما للكلمة من معنى، فاما أن يثبت نفسه وقوته أو يتم تهجيره عن بكرة أبيه. ويقول الرئيس ساهكيان في لقاء مع الاعلاميين المشاركين في التحضير لاحتفالات "مئوية الابادة الارمنية" أن المجتمع الدولي لا يمكنه الاستمرار في تجاهل جمهورية أرتساخ وحق الأرمن في الاستقلال عن اذربيجان في الاقليم الذي شكلوا ويشكلون فيه أكثرية ساحقة ويمتد وجودهم فيه الى القرن الثالث الميلادي.


روسيا وايران أشقاء
حققت أرتساخ الكثير مما عجزت عنه مجتمعات كثيرة في دول أوروبا الشرقية السابقة، والواضح أن ثمة تخطيطاً ورؤية بعيدة المدى لدى الادارة الأرمنية التي تحسن الجمع بين القدرات الاقتصادية المختلفة للاقليم الغني بالأراضي الزراعية والامكانات السياحية الضخمة. لكن اتفاق مينسك بين الارمن والأذريين برعاية الروس والاتحاد الاوروبي يهتز بقوة والمقاطعة المزدوجة التي تفرضها تركيا من الغرب واذربيجان من الشرق على الأرمن، لا تجدي نفعاً في زحزحة خياراتهم وتحالفاتهم الاستراتيجية مع الاخ الاكبر روسيا، التي يصفها رئيس ارتساخ باكو ساهكيان "بأنها شراكة تاريخية تعود الى ايام القياصرة وزادها عمقاً وجود خمسة ملايين ارمني في موسكو". لذا لا يبدو الارمن قلقين من صفقة السلاح الروسي الاخيرة الى اذربيجان بعدما تلقوا تطمينات من موسكو بأن هذا السلاح لن يسيء الى العلاقات الارمنية – الروسية. أما العلاقة مع ايران والتي تملك حدوداً طويلة مع ارمينيا وارتساخ فيتحدث ساهكيان عن الدور الايجابي والبناء لطهران في أزمات المنطقة وأن هذا الوضع هو موضع تقدير واحترام لدى الارمن سواء في يريفان أم ستيبناكيرت (عاصمة أرتساخ).


خط النفط الى تركيا


لا تخفي أوساط أرمنية انزعاجها من مشروع مد انابيب النفط من اذربيجان الى تركيا عبر جورجيا، لكن الارمن ينسقون في هذا الأمر مع موسكو التي تنشر الفرقة التاسعة من الجيش الروسي في أرمينيا وتوفر الدعم والتدريب للجيش الأرمني الذي تطورت قدراته في موازاة تطور قدرات جيش كاراباخ.
ويحصي وزير دفاع كاراباخ (ارتساخ) موفسيس هاكوبيان الذي يتكلم الروسية بطلاقة، 4000 خرق أذري لوقف اطلاق النار على خط الجبهة خلال العام 2014 فقط، و14 "شهيداً" أرمنياً سقطوا بنيران الاذريين. ورغم نفيه أي وجود عسكري روسي في الجمهورية الصغيرة، الا أنه يفسر صمود 100 الف كاراباخي في مواجهة ملايين الاذريين بأن كل شعب أرتساخ جاهز لحمل السلاح في حال التأهب، وفي رأيه أن الحرب مع الأذريين هي حرب وجود لا مساومة فيها ولا يمكن التساهل في شأنها، وهو يشدد على أن الأموال التي يقدمها الانتشار الأرمني من أجل دعم الجمهورية الناشئة منذ 25 عاماً أنما تذهب الى التنمية الاقتصادية والاجتماعية ولا يمكن أن تذهب الى التسلح باي شكل كان.
يشرح الرئيس ساهكيان، ان ارمن أرتساخ ارادوا بداية ان ينضموا الى أرمينيا، لكن الامور تطورت وهم يعملون منذ 25 عاماً على بناء دولتهم المستقلة والحصول على الاعتراف الدولي، ويقول: "اقليم أرتساخ بالنسبة الى الارمن هو محجتهم وبيتهم مثل مكة للمسلمين ولا يمكن أن نساوم على هذا الامر".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم