الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حَدَثان، لا حدثٌ واحد؟

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

حدثان مدوّيان لا بدّ أن يتطرطش لبنان بذيولهما تسابقا خلال اليومين الأخيرين إلى صدارة الاهتمام دولياً وإقليمياً وعربياً، وسيبقيان حتماً مع تداعياتهما قيد التداول فترة طويلة:


الحرب ضد دولة "داعش" انطلاقاً من تكريت والمتوقّع اتساع رقعتها جغرافياً وعسكرياً وسياسياً لتشمل كل العراق وكل سوريا وكل ليبيا، وربما كل اليمن... إنما على المدى البعيد، ولأسباب من السابق لأوانه التحدّث عن دوافعها وأهدافها.
ثم "غزوة" بنيامين نتنياهو للولايات المتحدة الأميركية ومن خلف ظهر البيت الأبيض وبتجاهل غير مسبوق لرئيس "الستايتس"، حيث قامت الدنيا ولم تقعد بعد. وحيث سال حبر كثير على ورق الصحافة الدوليّة، كما احتشدت رؤوس وقامات وأسماء على شاشات الفضائيّات في القارات الخمس.
لأسباب شتّى، ولمعطيات قد تبدأ عواملها بالظهور تباعاً، تعمّد الكبار في الكونغرس الأميركي إعداد استقبال لرئيس الحكومة الإسرائيلية من النادر أن يحظى بمثله الرئيس الأميركي نفسه حين يقصد الكونغرس ويدخل القاعة ذاتها التي دخلها نتنياهو لمخاطبة الشعب الأميركي في قضيّة استثنائيّة الأهميّة.
فماذا وراء هذه الزيارة الخاطفة، ووراء الخطاب الذي لم يأت بأي جديد "ولم يقدّم أي بدائل قابلة للتطبيق" كما جاء في تصريح للرئيس باراك أوباما، ووراء التجاهل، الذي يحصل للمرة الأولى في تاريخ أميركا، للبيت الأبيض والرئيس الأميركي والإدارة الأميركيّة؟
وماذا تعني حماسة أكثرية الكونغرس للزيارة – المشكلة وامتناع أربعين عضواً ديموقراطياً عن حضور هذه الجلسة مع تسجيل اعتراض صريح على الزيارة بالشكل الذي تمّت به، وعلى تحدّي الداعين للبيت الأبيض وتجاهل الرئيس ومقامه ودوره؟
الردّ جاء مباشرة من الصحافي الإسرائيلي أوري أفنيري وسخر فيه من كل هذه الورشة الفاشلة: "رئيس وزراء بلد صغير يعتمد على الولايات المتحدة في كل شيء تقريباً، يأتي الى الولايات المتحدة لتحدّي رئيسها علناً. إنه غشّاش وكاذب. نتنياهو مستعدّ للتضحية بالمصالح الأكثر حيويّة لإسرائيل من أجل فوز انتخابي".
أما "النيويورك تايمس" فقد رأت أن كل هذه الجلبة التي أثارها نتنياهو، "لن يبقى منها ومن نتائجها سوى خطر إلحاق الضرر الفادح بالعلاقات الأميركية – الاسرائيلية".
تعليق طهران كان موجزاً جداً، وعبر وكالة للأنباء، ورد فيه "أن كلمة رئيس وزراء النظام الصهيوني كانت مملّة ومكرّرة. وهي جزء من الحملة الانتخابيّة للمتشدّدين في تل أبيب"...
ولكن، ماذا عن الحرب المضادة لـ"داعش"، والتي بدأت تجذب إليها حماسة دوليّة وعربيّة وإقليميّة، ويُقال إن ضباطاً إيرانيين كباراً يقودونها بالتعاون مع "غرفة عربيّة ودوليّة"؟
فهل نسمع بعد قليل كلاماً جديداً عن "هلالين" في المنطقة لا هلال واحد؟


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم