الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

بالصور- كزدار في الميناء وآلة تصوير مع "كمشة ترمس"!

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
بالصور- كزدار في الميناء وآلة تصوير مع "كمشة ترمس"!
بالصور- كزدار في الميناء وآلة تصوير مع "كمشة ترمس"!
A+ A-

يبدو أن "الكزدار" (الشماليّ يُطلق على النُزهات في الشوارع اسم "كزدار") في الميناء بدأ باكراً في عطلة نهاية الأسبوع. واستغلّ العشرات الطقس "الربيعيّ" المُطعّم بـ"لفحة هوا شمالي"، ليُعطوا لمُختلف الأرصفة والشوارع الضيّقة، القديمة منها تماماً كالحديثة في إطلالتها، بعض "زهوٍ" يليق بهذه المدينة الجميلة والـ "مُسيّجة بالبحر".
وأمام مبنى بلديّة الميناء اجتمع شباب وصبايا من مُختلف الأعمار وقد "زيّنوا" العنق بآلة تصوير "غير شكل"، بدعوة من جمعيّة We Love Tripoli الشبابيّة (مؤسسها الشاب طه ناجي) ضمن نشاط Shoot As You Walk ("صوّر عالماشي"، الذي اتّخذ، في إطلالته الـ71 اسم، "الميناء عند المغيب").


بعد دقائق معدودة سيتّجهون سيراً على الأقدام نحو شوارع الميناء الضيّقة ليلتقطوا عشرات تليها عشرات من الصور، تأسر هذا المشهد أو ذاك، وتروي تالياً لحظات من يوميّات أحياء الشوارع القديمة، وسكّانها الذين يعيشون طقوس القرى وسط المدينة... و"يا أهلاً وسهلا بالزوّار...القهوة جاهزة"!
وفي انتظار أن يكتمل العدد فيبدأ "الكزدار"، فلنستغلّها، بدورنا، فرصة، لـ"نُدردش عالماشي" مع هؤلاء الشباب الذين يُعيدون صوغ إطلالة المدينة بحضورهم الحماسيّ وأحاديثهم الجانبيّة وضحكاتهم غير المكبوحة. في هذه النُزهات المطلوب أسر جمال "الأيام"، وبالتالي من غير المسموح أن "يكظم" الشباب انفعالاتهم وسعادتهم "المُعدية".


على الكورنيش، الكبار والصغار "ملهيّين" بأكل "الترمس"، وركوب الدرّاجات الهوائيّة، و"التزنطر" على الجسر الذي يصل الكورنيش الطويل بالبحر، والـ"كزدرة" في البواخر السياحيّة بالجزر المُنتشرة في بحر الميناء.
وأمام مبنى البلديّة، يروي أمين الخيّاط (21 سنة)، "جايي قبل مع الجمعيّة. بحب التصوير كهواية. بدرس الهندسة الميكانيكيّة ونحنا منعمل جوّ بطرابلس، ومنحطّ الصور على الـPage تبعنا أو تبع الجمعيّة".


نورا معصراني (21 سنة) هي حالياً رئيسة الجمعيّة، "بدايةً، كنت ألتقط الصور تماماً كالآخرين. يعني بلّشت من الـ Shoot، جيت تمشّيت معن، وكنت حابّة صوّر لأنو بحبّ شوف الآثار". وتتالت المسؤوليات بعدها في الجمعيّة، من متطوّعة إلى مسؤولة فرئيسة. تُعلّق، "في طرابلس، لدينا العديد من المواهب. ومن جهّة نُسلّط الضوء من خلال هذه النزهات على تاريخ المنطقة وأهميتها". بعضهم يخجل "بالأول"، ولكنهم سُرعان ما "بيتشجّعوا. بعضهم يُشارك من خلال الصور في مُختلف المعارض. وأحياناً نُطلق عناوين عريضة على اللقاءات بغية تسليط الضوء على أمراض مُزمنة أو قضايا إنسانيّة مُلحّة".


يحيى مراد (24 سنة) تخصّص في الإخراج السينمائي، وهي المرّة الأولى التي يُشارك فيها مع الجمعيّة. يروي، "أعمل حالياً على فيلم وثائقي تجريبي يتمحور على طرابلس. وآمل أن تندرج الصور التي سألتقطها اليوم في إطار الوثائقي".
ريم رافعي(23 سنة)، تهتف، "أدّيش صرلي بجي؟ كتير! مش عادّة المرّات. حب التصوير دفعني إلى المُشاركة. خلال هذه النزهات نبني العديد من الصداقات. وأحب المدينة أكثر بفضل نشاطات مُماثلة".
مروى خانجي(24 سنة) تُنهي حالياً شهادة الماجيستير مُتخصّصة في الهندسة، "هوايتي التصوير. وأكيد صار عندي كتير صداقات". وغالباً ما تُرافقها في هذه النشاطات وغيرها شقيقتاها جنى وسناء(توأم في الـ 16).
جنى، "بتحب تكزدر"، وتؤكّد "منتعرّف على بعض. وشقيقتي، بصفتها مُهندسة تتعرّف أكثر على المناطق القديمة وكيفيّة تحسين البلد (الطرابلسي يُطلق على مدينته اسم "البلد"). سناء تقول، "تقريباً مننزل مع مروى دايماً. ومنتعرّف على رفقة جداد. التصوير هوايتها لمروى ونحن منكزدر".
إناس(31 سنة) تُشارك للمرّة الأولى، "دعاني رفيقي طه بابا على اعتبار أنني أحبّ التصوير. عادةً أصوّر بمفردي، بس مع –الغروب- بشوف أكتر".
ها قد وصل مؤسس الجمعيّة، طه ناجي، فلتبدأ، إذاً، "النزهة رقم 71"!
مبان قديمة اتخذت أكثر من ثوب، أو أكثر من لون، مقهى قديم و"هالشباب معجوقين" بلعب الورق بين نفس نرجيلة وأخرى، ولكن هذا لا يمنع أن يلقوا التحيّة عبر الزجاج، "مع أنّو ما بيعرفونا!".


زواريب أقرب إلى متاهة، و"جيران" يحتسون "قهوة العصر" على الشرفات، ولم لا أمام المنازل القديمة. أماكن تحوّلت مقاه ومطاعم حميميّة ولها هويتها الخاصة. وهالـ"ست" اختارت "تهواية فرش التخوت" على الجدار الذي يُسيّج منزلها القديم، "بما أنّو الطقس حلو".
مُسنّ يبيع "مشهيّات شغل بيت" من على عربته القديمة، وآخر يهتف، "أكيد فيكن تصوّروني!" فيما يجلس على كرسي أمام منزله، وأولاد "مش فاضيين"، و"معجوقين" بتقاذف كرة القدم، "بس ما بيمنع" أن يقولوا: "Hi!".


وقفة سريعة في مقرّ الجمعيّة الجديد في أحد الزواريب الضيّقة، وجلسة قهوة "مُسترخية" في مقهى "الجنزرلي". أحاديث وضحكات والمزيد من الصور.
وبعد ما يُقارب الساعتين من الوقت، ترتسم على وجوه الذين قرّروا تمضية "بعد الضهر" مُتنقلين من "زاموقة لزاموقة" (زاروب) و"عم بصوّروا عالماشي"، تعابير هانئة.


وما هي سوى ساعات قليلة، حتى "ينتلي الفايسبوك" بالصور التي تأسر اللحظات الهاربة من مكان ما من شوارع الميناء القديمة!


[email protected]


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم