الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

عشية الخطاب امام الكونغرس.. نتنياهو يحاول تخفيف التوتر مع واشنطن

هشام ملحم
هشام ملحم
عشية الخطاب امام الكونغرس.. نتنياهو يحاول تخفيف التوتر مع واشنطن
عشية الخطاب امام الكونغرس.. نتنياهو يحاول تخفيف التوتر مع واشنطن
A+ A-

عشية خطابه امام مجلسي الكونغرس صباح الغد (الثلثاء) لتعبئة اعضائه ضد أي اتفاق نووي مع ايران والذي اثار جدلا داخليا وعمق الهوة بينه وبين الرئيس الاميركي باراك اوباما، حاول رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو التخفيف من حدة التوتر مع البيت الابيض والقول بان العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل تتخطى الصداقة، فهي علاقة عائلية "والخلافات العائلية مزعجة دوماً، لكن يجب ان نتذكر باننا عائلة" واحدة.


واضاف في خطاب القاه امام 16 الف مؤيد صاخب لاسرائيل في المؤتمر السنوي للجنة الاميركية-الاسرائيلية للشؤون العامة (ايباك) وهي الذراع الاساسي لقوى الضغط (اللوبي) المؤيد لاسرائيل ان "التقارير التي تتحدث عن نهاية العلاقات الاسرائيلية-الاميركية ليست فقط سابقة لاوانها، بل هي خاطئة".


وعكس المسؤولون الاميركيون ايضا مواقف وفاقية اكثر حين اكدوا صلابة ومتانة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين ورفض "تسييسها" او تحولها " لعبة فوتبول سياسية" كما قال وزير الخارجية جون كيري قبل خطاب نتنياهو. واضاف لشبكة "آي بي أس" الاميركية للتلفزيون الاحد ان نتنياهو مرحب به في الولايات المتحدة، واشار الى انه يتحدث معه دورياً، وشدد على ان العلاقة الاستراتيجية مع اسرائيل خلال ولاية اوباما هي افضل من أي وقت سابق، وان كرر بان البيت الابيض قد انزعج من الطريقة "الغريبة" التي علم فيها البيت الابيض بالزيارة من رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بوينير الذي وجه الدعوة (وقبلها نتنياهو) دون اعلام اوباما بها الا بعد ان صارت امراً واقعاً.


وقبل خطاب نتنياهو، قالت المندوبة الاميركية في الامم المتحدة السفيرة سامنثا باور للمؤتمرين ان "الولايات المتحدة لن تسمح لايران بالحصول على الاسلحة النووية. هذا موقف واضح". وكانت مستشارة الامن القومي سوزان رايس قالت الاسبوع الماضي ان خطاب نتنياهو في الكونغرس قبل اسبوعين من موعد الانتخابات الاسرائيلية وبدعوة من رئيس مجلس النواب الجمهوري، " قد اقحم درجة من الحزبية في العلاقة وهي مسألة ليست مؤسفة فحسب بل مدمرة لنسيج العلاقة" بين البلدين.


واثارت الدعوة جدلا واسعا وحادا بين البيت الابيض والجمهوريين، كما اثارت استياء بعض المشرعين الديموقراطيين،حيث سيقاطع العشرات منهم خطاب نتنياهو، كما تسببت بخلافات في اوساط اليهود حيث اعرب بعضهم عن قلقهم من ان يؤدي الخلاف الحالي في شأن ايران، الذي يأتي بعد خلافات بين نتنياهو واوباما حول المفاوضات مع الفلسطينيين الى احداث شرخ دائم في العلاقات. وكان هناك انزعاج من ادعاء نتنياهو بانه لا يتحدث فقط باسم اسرائيل بل باسم اليهود، وقالت عضو مجلس الشيوخ دايان فاينستاين وهي يهودية ومن ابرز القيادات الديموقراطية ان نتنياهو " لا يتحدث باسمي، وانا اعتقد انه كلام متغطرس، واليهود مثلهم مثل غيرهم لديهم مواقف مختلفة، وانا لا اعتقد ان مثل هذه الغطرسة هي من مصلحة اسرائيل".
ووصلت الخلافات في الاوساط اليهودية بين مؤيدي ومعارضي خطة نتنياهو الى المواجهات الاعلانية في الصحف، حيث نشرت مؤسسة "جي ستريت" اليهودية التي تطرح نفسها بديلا من "ايباك" اعلانا بصفحة كاملة في صحيفة "النيويورك تايمس" بعنوان : رئيس الوزراء نتنياهو: الكونغرس ليس مسرحا لمعركتك الانتخابية".


والسبت نشرت الصحيفة ذاتها اعلانا بصفحة كاملة من منظمة يودية هاجمت فيه بعنف المستشارة رايس وجاء في الاعلان : "سوزان رايس لا تريد الاعتراف بالابادة" أي انها لا تريد الاعتراف بان اسرائيل مهددة، ودفع الاعلان بمسؤولين في البليت الابيض للقول بانه "مقزز". ويذكر الخلاف بين نتنياهو والبيت الابيض، بالخلاف الحاد والعلني بين ادارة الرئيس الاسيبق جورج بوش الاب ووزير خارجيته جيمس بايكر ورئيس وزراء اسرائيل الراحل اسحاق شامير حيث كان هناك تراشق علني وحاد بين المسؤولين في البلدين، بما في ذلك تحذيرات من بايكر لمؤتمر "ايباك" قال فيه بيكر ان على الاسرائيليين ان ينسوا شيئا اسمه "اسرائيل الكبرى" او عندما خاطب شامير من احدى قاعات الكونغرس قائلا انه اذا اراد شامير التعاون مع الرئيس الاميركي في عملية السلام فعليه ان يتصل به، ثم اعطاه رقم الهاتف العام للبيت الابيض.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم