الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تكريم العائلات المنجبة: "مصير أسود ينتظرنا إذا استمررنا هكذا"

بيار عطاالله
تكريم العائلات المنجبة: "مصير أسود ينتظرنا إذا استمررنا هكذا"
تكريم العائلات المنجبة: "مصير أسود ينتظرنا إذا استمررنا هكذا"
A+ A-

عندما يصبح معدل العنوسة في المجتمع حوالى 70 % بين الشباب والفتيات، وعندما لا يتعدى متوسط إنجاب الاولاد أيضاً في الزواج طفلين أو ثلاثة، فهذا يعني أن المجتمع المعني يسير نحو نهاية قريبة وخلال أعوام قليلة اذا استمرت الأمور على ما هي عليه...


هذه الخلاصة المثيرة للاهتمام كانت محصلة مقارنة قامت بها مجموعة من الشباب الناشطين في بلدة القبيات في شمال لبنان، حيث تبين لهم أن الامور تسير الى نهاية المجتمع المسيحي، مقارنة مع أرقام ولادات اللاجئين السوريين المرتفعة جداً، التي تجاوزت كل النسب المعروفة رغم كل الظروف الصعبة التي يعاني منها هؤلاء، وقد أثار هذا الأمر انتباههم ودفعهم الى التفكير في تشجيع الأسر على إنجاب المزيد من الاطفال ودعمهم على تحقيق ذلك آخذين في الاعتبار الأعباء الباهظة على العائلات وأرباب الاسر اللذين يجدون أنفسهم وسط دوامة لا تنتهي من الاعباء المتراكمة التي تفرض نفسها على واقع الحياة الاسرية ونمط حياتها ومدى قدرتها على إنجاب مزيد من الاولاد، حيث اشتهرت العائلات اللبنانية في الارياف سابقاً، وليس منذ زمن بعيد بكثرة الإنجاب...


الاحتفال تم في كنيسة سيدة الحبل بلا دنس في القبيات، حيث قدّمت "حركة لبنان الرسالة" مبلغاً من المال الى أرباب العائلات ودعوة الى الفرح والاحتفال رغم صعوبة التحديات المعيشية وتراكم الاعباء. الامر الذي اعتبره المطران جورج بو جودة في عظته، عيداً للعائلة في غير موعده، حيث اجتمعت 18 عائلة مع أطفالها بكل صخبهم وضجيجهم وفرحهم يستمعون الى صلاة وكلام المطران عن أهمية العائلة، وأن المسيحيين في لبنان ليسوا في أحسن حالاتهم لا اجتماعياً ولا سياسياً ولا ديموغرافياً، وأوضاعهم تتراجع في كل القطاعات، وما يزيد في الطين بلة هو انقساماتهم التي تزيد في ضعفهم. داعياً الى الوحدة والمحبة والتكاتف.


كلمة البطريرك (عكار- ميشال حلاق) 


ورعى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ممثلا برئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج ابو جودة الاحتفال الذي نظمته جمعية لبنان الرسالة والذي استهل بقداس الهي في كنيسة سيدة الحبل القبيات لتكريم العائلات المسيحية و تشجيعها على انجاب الولد الرابع وشارك في القداس النواب هادي حبيش ونضال طعمة،ماري ضاهر ممثلة النائب مخايل ضاهر، رئيس بلدية القبيات عبدو عبدو، وغيرهم من الشخصيات.


بعد الانجيل المقدس القى المطران جورج ابو جودة كلمة قال فيها:
يطيب لي أن أحتفل معكم اليوم بمبادرة جريئة ومهمّة للغاية أخذتها حركة لبنان الرسالة وهي البدء بوضع توصية من توصيات المجمع البطريركي الماروني موضع التنفيذ وهي في وضع إستراتيجيّات وبرامج محترفة لجمع التبرعات لصالح صندوق المساعدات الماليّة في المدارس، والقيام عملياً بالمساهمة في تعليم الولد الرابع في العائلة المارونيّة مجّاناً(النص السادس عشر من المجمع البطريركي المارونيّ).
اضاف: وتأتي هذه المبادرة كتعبير عن الإلتزام العملي للعلمانيّين في رسالة الكنيسة بمختلف وجوهها وبصورة خاصة في رسالتها التربويّة.فالعلمانيّون، كما يقول المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني قد أشركهم المسيح في مهمّته الكهنوتيّة والملكيّة والنبويّة وهم يقومون في الكنيسة والعالم بالدور الذي يعود لهم في رسالة شعب الله كلّه.
واعتبر ابو جودة ان التربية التي على الوالدين تأمينها لأولادهم لا تقتصر على التربية الماديّة والثقافيّة والفكريّة فقط، بل هي التربية المتكاملة، أي التربية الإنسانيّة والروحيّة معاً.
وقال: أنّ الكثيرين من عائلاتنا تبيع أملاكها وأراضيها وتتخلّى عن تراثها العائلي لتشتري لأولادها سيارات فخمة غالباً ما يخسرونها ويخسرون حياتهم بإستعمالهم الخاطئ لها.كل هذه الشروط والمتطلبات تجعل الكثير من عائلاتنا تقتصر على تحديد عدد الأولاد في العائلات على ولد أو إثنين، وبالأكثر على ثلاثة...وهذا ما يؤدّي في النهاية إلى خلل ديموغرافي في عدد السكان خاصة عندنا في لبنان.
واضاف: هنالك ظاهرة أخرى تنتشر في مناطقنا المسيحيّة وبصورة خاصة في القبيات هي عدد الشبّان والشابات غير المتزوّجين والذين يفوق عددهم، حسب إحصاء قام به الأستاذ غازي إلياس، السبعين في المائة.
وختم ابو جودة كلمته بالقول: في الختام إسمحوا لي أن أوجّه كلمة شكر وتقدير كبيرة لجماعة لبنان الرسالة وللأستاذ غازي إلياس ولجماعة أوكسيليا وكاريتاس ومار منصور دي بول للمجهود الكبير الذي يقومون به في هذا المجال. وللنائب الأستاذ هادي حبيش الذي نهنّئه على الولد الرابع وعلى تقديم المنحة المخصّصة له لعائلة أخرى هي بحاجة ماسة إليها. طالباً من الرب أن يكافأهم خيراً وأن يجعل منهم قدوة ومثالاً لغيرهم من المناطق وللذين يساهمون معهم في تمويل هذه المشاريع الحيويّة لعائلاتنا وكنيستنا وبلادنا كي تبقى رسالة للشرق والغرب وللعالم أجمع.


بدوره تحدث رئيس حركة لبنان الرسالة ريمون ناضر، الذي كان له اختبار روحي وإيماني كبير عن أهمية المبادرة وتقلص أعداد المسيحيين في دوائر النفوس والمصير الأسود الذي ينتظرهم اذا استمرت الامور على ما هي عليه، مشيراً الى أن المجتمعات لا يمكن أن تنمو من دون أجيال جديدة وتأسيس عائلات وإنجاب أطفال. وشدّد ناضر على أن رسالة المسيحيين ليست في النزوح عن القرى والبلدات الى بيروت والعيش في جونية، بل في التجذّر في الارياف، والحفاظ على القيم والعادات والتقاليد اللبنانية. وحضّ على أن يساعد الأغنياءُ الفقراء ليكونوا يداً واحدة في التضامن الاجتماعي قبل أن يسقط الهيكل على الجميع.


المشروع ذو قيمة معنوية وهو يشكل بداية بحسب القائمين عليه، والمدارس الكاثوليكية رفضت في بداية الامر تقديم لوائح بأسماء العائلات التي لديها أربعة اولاد وأكثر في مدارسها لأسباب غير معروفة، لكنها عادت وتعاونت بعدما علمت أن ثمة اتجاهاً الى مساعدة هذه العائلات مادياً، لكن المشكلة الاكبر أن هذه المدارس لا تدرك حتى الساعة أنها ما لم تبادر الى المشاركة في دعم العائلات المسيحية فلن يبقى رهبانيات ولن تبقى مدارس كاثوليكية، بدليل ما جرى في مدرسة السريان في المصيطبة في بيروت، التي أجّرتها الكنيسة بعدما نزح السريان ولم يبقَ تلك الناحية إلا قلّة قليلة من المسيحيين والسريان.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم