الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

مخاوف من تدمير آثار الحضرة ونمرود بعد مجزرة متحف الموصل دار الإفتاء المصرية: الهدم مضلّل ولا يستند إلى أسانيد شرعية

المصدر: (و ص ف، رويترز، أ ب)
مخاوف من تدمير آثار الحضرة ونمرود بعد مجزرة متحف الموصل دار الإفتاء المصرية: الهدم مضلّل ولا يستند إلى أسانيد شرعية
مخاوف من تدمير آثار الحضرة ونمرود بعد مجزرة متحف الموصل دار الإفتاء المصرية: الهدم مضلّل ولا يستند إلى أسانيد شرعية
A+ A-

بينما لا يزال العالم تحت صدمة تدمير متحف الموصل وكنوزه الأثرية وسط مخاوف من مصير مماثل قد تتعرض له آثار أخرى لا تقل عن هذه أهمية، أفادت دار الإفتاء المصرية أن ما قام به تنظيم "الدولة الاسلامية"، "داعش" سابقاً، يعود الى حقب تاريخية سبقت الاسلام ويفتقد الى "أسانيد شرعية"، ذلك أن الحفاظ على التراث "أمر لا يحرّمه الدين".


بث التنظيم المتشدد شريطاً يظهر بعض أفراده وهم يحطمون تماثيل ومنحوتات تعود الى حقب آشورية وأكادية في متحف الموصل، مستخدمين مطارق وآلات ثقب كهربائية. وكان هذا المتحف يضم تماثيل وآثاراً من الحضارات الآشورية والهلنستية والاكادية تعود إلى قرون عدة قبل الميلاد. وجاء تدمير الآثار بعد نحو أسبوعين من تبني مجلس الأمن قراراً يهدف إلى تجفيف مصادر تمويل "الدولة الاسلامية"، بما فيها تهريب القطع الآثرية.
وتخوف خبراء على مصير مواقع أثرية عراقية أخرى مثل مدينتي الحضرة ونمرود. وقال موظف سابق في دائرة الآثار العراقية إن أفراد التنظيم الذين دمروا تمثالاً ضخماً لثور مجنح، "أبلغوا الحراس انهم سيدمرون نمرود"، و"هذه واحدة من أهم العواصم الآشورية، ثمة نقوش وثيران مجنحة هناك، ستكون كارثة حقيقية".
وتقع الحضرة ضمن مناطق سيطرة "داعش" في محافظة نينوى على مسافة مئة كيلومتر جنوب غرب الموصل.


الإفتاء المصرية
وأكدت دار الافتاء المصرية في بيان أن "الآراء الشاذة التي اعتمد عليها "داعش" في هدم الآثار واهية ومضللة ولا تستند إلى أسانيد شرعية"، ذلك أن "تلك الآثار كانت موجودة في جميع البلدان التي فتحها المسلمون ولم يأمر الصحابة الكرام بهدمها أو حتى سمحوا بالاقتراب منها". وأضافت أن "الصحابة جاؤوا إلى مصر إبان الفتح الإسلامي ووجدوا الأهرامات وأبو الهول وغيرها ولم يصدروا فتوى أو رأياً شرعياً يمس هذه الآثار التي تعد قيمة تاريخية عظيمة"، فهي "من القيم والأشياء التاريخية التي لها أثر في حياة المجتمع، وتالياً فإن من تسول له نفسه ويتجرأ ويدعو للمساس بأثر تاريخي بحجة أن الإسلام يحرم وجود مثل هذه الأشياء في بلاده، فإن ذلك يعكس توجهات متطرفة تنم عن جهل بالدين الإسلامي".
وشددت على أن "الحفاظ على هذا التراث ومشاهدته أمر مشروع ولا يحرمه الدين".


"الأونيسكو"
وفي باريس رأت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "الأونيسكو" ايرينا بوكوفا في مؤتمر صحافي أن "المأساة أبعد من أن تكون مجرد مسألة ثقافية، إنها مسألة أمن كبرى. ويمكننا أن نرى أن الارهابيين يستخدمون تدمير التراث الإنساني في إطار استراتيجية ترويع لزعزعة استقرار الشعب وتضليله وضمان الهيمنة عليه". وقالت: "يريدون ان يظهروا أنهم بداية جديدة. لم يكن هناك شيء قبلهم، لا شيء يهم، لا ثقافة ولا تاريخ ولا شيء كان موجوداً من قبل، وفكرة انهم يسعون إلى إظهار ذلك بشكل فج وصادم تشير إلى أن هدفهم إحداث انقسامات عميقة".
وإذ أقرت بوكوفا بأن قدرة "الأونيسكو" على العمل على الأرض محدودة، دعت إلى جلسة طارئة لمجلس الأمن للبحث في سبل حماية التراث الثقافي العراقي. وأوضحت أنه "ليس في امكاننا القيام بالكثير من أجل الذهاب الى الموقع، فالأونيسكو لا تملك جيشاً. نحن نميل إلى العمل عن كثب مع هيئات الأمم المتحدة التي لها وحدات لها القدرة والامكان على التأقلم والتكامل في الاستجابات الأمنية".
وأشارت إلى قرارات سابقة لمجلس الأمن عملت على حماية التراث الثقافي في سوريا والعراق وتبني إجراءات لمنع تهريب الآثار. وكشفت أنها وجهت رسالة الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، و"ننتظر رد فعل منها. هذا مهم جداً لأنه سيسمح بتعبئة جزء كبير من الأسرة الدولية". وخلصت الى أن رسالتها الى رئيس المحكمة "تطلق تحالفاً دولياً ضد تهريب القطع الاثرية".
وفي الرباط، ندد المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" عبد العزيز بن عثمان التويجري بتدمير القطع الأثرية واقتحام مكتبة الموصل وإحراق عدد كبير من الكتب والمخطوطات النادرة. ودعا إلى حشد الدعم الدولي لحماية التراث والتنوع الثقافي في العراق وسوريا وإنزال أقصى العقوبات في الأفراد والجهات التي تتاجر بطرق غير مشروعة بالتحف والقطع الأثرية والمخطوطات المسلوبة.
وفي مانيلا استنكر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند التدمير "الهمجي" للآثار في الموصل. وقال إن "الهمجية تطاول الأشخاص والتاريخ والذاكرة والثقافة"، وان "ما يريده هؤلاء الارهابيون هو تدمير كل أوجه الإنسانية"، مشيراً إلى أن "السعي إلى تدمير التراث يعني السعي الى تدمير كل الذين يحملون رسالة ثقافة".
ورأى رئيس الوزراء الفرنسي ايمانويل فالس في عملية التدمير "زوالاً لجزء من الفكر البشري والعالمي".
ووصف الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي تدمير الآثار بـ"الجريمة الوحشية التي تفوق الوصف بهمجيتها وبربريتها"، وقال إن "هذا الاعتداء الوحشي على التراث الحضاري لشعب العراق يمثل واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبت في هذا العصر بحق تراث الإنسانية جمعاء".


الأمن
إلى ذلك، تحدثت مصادر طبية وأمنية عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل في هجمات بقنابل وصواريخ في العاصمة العراقية بغداد.
وكان 37 شخصاً على الأقل قتلوا في سلسلة هجمات الثلثاء.
وطالب نائب الرئيس العراقي مسؤول ملف المصالحة الوطنية أياد علاوي، المنظمات الدولية باتخاذ موقف قوي من جماعات "التطرّف والإرهاب التي تتوسع وتستبيح القتل والتخريب وتستهدف الإنسانية".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم