الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

"منتدى الاتصال الحكومي" في الشارقة:ترميم الثقة بين الحكومات والمواطنين

الشارقة - سلوى بعلبكي
"منتدى الاتصال الحكومي" في الشارقة:ترميم الثقة بين الحكومات والمواطنين
"منتدى الاتصال الحكومي" في الشارقة:ترميم الثقة بين الحكومات والمواطنين
A+ A-

في معزل عن طبيعة البلد ووضعه الاقتصادي والمعيشي، "بإمكان الاتصال الحكومي أن يؤدي دوراً مهماً في رسم مستقبل واعد ومبشر على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، شرط توافر عاملي الصدق والشفافية. فالشعوب تثق في الحكومة الصادقة، وفي المقابل على الحكومات أن تدرك بأن المستقبل لن يحمل معه أي تغيير إيجابي من دون إشراك شعوبها في خططها وسياساتها شرط اكتساب ثقتهم واقتناعهم بنياتها ونزاهتها. لذا آن الأوان لإطلاع الشعوب على الوضع الحقيقي للبلد ومن ثم طرح ما تحتاجه للنهوض واشراكها في صنع هذه النهضة".
هذا الكلام الذي قاله رئيس مركز الشارقة الإعلامي الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي لـ "النهار"، يفسر اهتمام امارة الشارقة في الامارات العربية المتحدة ببناء الثقة مع مواطنيها واشراك الدول بهذه التجربة عبر سعيها إلى تعزيز الحوار بين مختلف الأطراف في مفهوم الدولة. من هنا يأتي تنظيمها السنوي لـ"المنتدى الدولي للاتصال الحكومي" في دورته الرابعة تحت شعار "خطوات محددة... نتائج أفضل"، كونه يساهم على نحو فعال في طرح معلومات متطورة في مجال الاتصال الحكومي لتصبح في متناول الباحثين، فتزودهم المعرفة في مجال الإعلام في المؤسسات الحكومية.
ولأن الاتصال الحكومي برأي القاسمي، "لا يعني إرسال الرسائل من طرف واحد إلى الطرف الآخر المتلقي، بل يعني الحوار الغني والبناء والتفاعل حول القضايا الراهنة بين مختلف الأطراف في الدولة وبمختلف مستوياتهم واهتماماتهم"، لذا من الاهمية أن تلمس الحكومات نبض شعوبها وتعي همومهم ومشكلاتهم وطموحاتهم وتتبادل الأفكار معهم حول أفضل السبل لحل هذه المشكلات وتحقيق الطموحات المشتركة".
وفي الافتتاح الذي شارك فيه متحدثين وضيوف من دول عدة من بينها الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وليبيريا وأسبانيا وأوستراليا ودول عربية وخليجية، ميّز حاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، بين التواصل العمومي الذي يبدأ من عامة الناس ويصل إلى السلطة، والتواصل الحكومي، الذي يأخذ اتجاها معاكسا ويتسم بمنزلقات كثيرة منها الخلط بين التواصل الانتخابي ونظيره السياسي، والدعاية للسلطة التي أطلقته.
وتوقف عند أهداف التواصل العمومي، من خلال برنامج "الخط المباشر" على قناة الشارقة، ودوره في دفع المواطنين إلى خدمة العموم والمجتمع المدني، ومرافقة تغير السلوك في الميادين الكبرى كالصحة والأمن وإنشاء الطرق، وإعلام المواطنين ووسائل الإعلام والجمعيات الأهلية بإنجازات المؤسسات الحكومية، والتعريف بالخدمات التي تقدمها السلطات العمومية للمواطنين، ثم الإخبار بالقرارات الحكومية من قوانين ومراسيم.
وأكد الرئيس السابق ميشال سليمان الذي حل ضيف شرف في المنتدى أن تحقيق الاتصال الناجح والمفيد بين الحكومة والشعب لا يجد سبيلاً إلّا عبر ممارسة مميزة عصرية تعتمد على اللامركزية "المشاركة والاتصال". وأشار إلى أن المركزية في الحكم ترهق الحكومات والقيادات وتبعدهم عن الواقع الذي يعيشه الشعب، وتاليا عن تكوين رؤية شاملة للأهداف فيما تتيح اللامركزية الاتصال اللصيق بالشعب وحاجاته وآرائه. وقال إنه "لم يعد هناك دور للوسيط كي يطلع الناس على مجريات الأمور والمستجدات وأصبح الفرد مجبراً على اتخاذ موقف معين بين طرفي نزاع حتى من دون معرفة أي طرف منهما".
الى ذلك، اعتبر القاسمي أن "العصر الذي كانت الحكومات تسيطر فيه على المعلومات قد ولى، وأن السرعة في نقل الأخبار والتأثير على الشعوب يطرحان تحديات كبرى على الحكومات التي يتصف عملها أساساً بالبطء، الأمر الذي يجعل استراتيجية التواصل الحكومي أكثر أهمية من أي وقت مضى".
وركزت موضوعات جلسات المنتدى على التحديات التي تواجه عمل الاتصال الحكومي والإجراءات الفورية والمطلوبة اليوم لضمان أفضل النتائج على صعيد العلاقة بين الحكومة والجمهور عبر آليات الاتصال الحكومي الفعال. وناقشت كذلك التحديات التي تواجه أداء الاتصال الحكومي كبيئة حاضنة للحوار والتفاعل مع الجمهور، والخطوات الواجب اتخاذها لإعداد إدارات الاتصال الحكومي.
والقى المشاركون من اوروبا الضوء على تجارب دولهم والتحديات في هذا المجال، فبعد أن كانت قنوات الحكومة تحتكر المعلومة، باتت هنالك حالياً مئات القنوات الخاصة، وتاليا وجب على الحكومات تبني فكر متطور وحديث يواكب التطور التكنولوجي ويواكب تدفق المعلومات، وفق ما قال رئيس وزراء البرتغال الأسبق والرئيس السابق للمفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروس.
وفيما قدمت رئيسة دولة ليبيريا ألين جونسون سيرليف تجربة بلادها في التعامل مع تفشي وباء إيبولا ودور الاتصال الحكومي في الأزمة التي عصفت بليبيرها وشعبها وحكومتها، تحدث المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة (2004- 2005) الأخضر الابرهيمي عن التحديات التي تواجه عملية الاتصال بين الحكومات والجمهور على الصعيدين العالمي والعربي في ظل الأحداث المتتالية والتغيرات الجيوسياسية التي يشهدها العالم اليوم، وقال "أن التحدي الأكبر يتجسد في تنمية القدرات والوسائل التي تتيح للحكومات والمؤسسات الإعلامية التعاطي مع المستجدات وللدلالة على ذلك تحدث الإبراهيمي عن تنامي المواقف المؤيدة لحقوق الشعب الفلسطيني في الشارع الأوروبي".
ويتطلع المعنيون أن تتضمّن الدورة المقبلة للمنتدى رسالة أبعد من مجرد تبادل الخبرات والمعارف وممارسات متميزة في مجال الإعلام والاتصال الحكومي، إذ قال القاسمي "نتطلع إلى إيجاد حلول عملية وفعالة لترميم الثقة والعلاقات بين مكونات البلدان التي تعاني من عدم الاستقرار والصراعات، هذه مسؤولية أخلاقية تجاه كل ما يجري في العالم تمليها علينا أخلاقياتنا وإنسانيتنا وثقافاتنا الأصيلة".
[email protected]


 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم