الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

قمة مينسك تخرج باتفاق الحد الأدنى \r\nعُقَد أساسية تعوق حلاً نهائياً ودائماً

موسى عاصي
قمة مينسك تخرج باتفاق الحد الأدنى \r\nعُقَد أساسية تعوق حلاً نهائياً ودائماً
قمة مينسك تخرج باتفاق الحد الأدنى \r\nعُقَد أساسية تعوق حلاً نهائياً ودائماً
A+ A-

لأن اعلان الفشل سينقل الأزمة الاوكرانية الى مربع جديد وخطر بين روسيا والغرب، فضل الزعماء في المحادثات الرباعية في مينسك الخروج بما يحافظ على الوضع الراهن في شرق اوكرانيا، ويبعد عن الاوروبيين أزمة ترجمة شعار "قمة الفرصة الأخيرة" الذي رفعوه عشية القمة، ورددوه طوال الساعات الـ16 التي استغرقها الحوار، علماً أنه لم تكن لهذا الشعار أية ترجمة عملية للخيارات الاخرى ، الا فرض مزيد من العقوبات على موسكو.
ولم يخرج عن قمة مينسك سوى بيان من دون توقيع، عن الزعماء الاربعة، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل والرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو يشجع على تطبيق الوثيقة التي صدرت عن مجموعة الاتصال التي اجتمعت في مينسك أيضاً.
وتحدد الوثيقة، وهي من 11 بنداً ، الساعة الصفر من 15 شباط الجاري موعداً لوقف النار وسحب الاسلحة الثقيلة من جانبي خط التماس، وتوسيع المنطقة المنزوعة السلاح على جانبي خطوط المواجهة من 40 كيلومتراً الى 70 كيلومتراً، وهي تشمل الخط الحالي بالنسبة الى القوات الاوكرانية والخط الذي رسم خلال قمة مينسك الاولى في 19 ايلول الماضي (القوات الانفصالية سيطرت على مساحة 500 كيلومتر مربع مذذاك).
أما في الجانب السياسي، فتضمنت الوثيقة بنودا تتعلق بالاصلاح الدستوري "الذي يجب أن يأخذ في الاعتبار الحقوق الشرعية للأوكرانيين الذين يعيشون في مناطق دونباس" على حد قول الرئيس الروسي الذي حمّل كييف مسؤولية اطالة أمد العملية التفاوضية " بسبب رفضها حتى الآن اجراء اتصال مباشر مع ممثلي جمهوريتي لوغانسك ودونتسك".
وفي الاستنتاج، لم تحمل هذه الوثيقة أي جديد عما خلصت اليه قمة مينسك 1 في ايلول الماضي. وبعد 16 ساعة من الحوار، لم يتفق الزعماء الاربعة على العقد الاساسية التي تمنع التوصل الى حل نهائي ودائم، ويمكن اختصار هذه العقد بثلاث نقاط:
1- المساحة الجغرافية لمناطق الانفصاليين، هل هي كما كانت عندما وقّع اتفاق مينسك الاول في ايلول الماضي أم على أساس الخط الجديد الذي أضاف الانفصاليون اليه 500 كيلومتر مربع، بحيث بات ما مجموعه 7 في المئة من اراضي اوكرانيا خاضعا لسيطرتهم؟
2 - مستقبل "جمهوريتي" لوغانسك ودونتسك، إذ ترى كييف امكان منحهما نوعاً من الادارة الذاتية على أن تبقيا من ضمن الاراضي الاوكرانية وتحت سيطرة كييف، أما الانفصاليون فيريدون تحويلهما جمهوريتين مستقلتين حتى من حيث السياسة الخارجية.
3 - مصير الحدود مع روسيا وهي تمتد الى 400 كيلومتر، كيف ستراقب هذه الحدود ومن يتولى ذلك، ومن يستطيع منع الروس من ادخال الاسلحة وربما العسكر الروس الى المناطق الشرقية؟
يمكن الاتفاق على هذه النقاط الثلاث ان يمهد لحل أوكراني - أوكرني، لكن الأزمة الاوكرانية لم تكن يوما أزمة داخلية، وأي اتفاق لا يمكن أن يجد طريقه الى التنفيذ من دون حلٍ شامل للعلاقة بين موسكو والغرب. وهنا يكمن الفشل الحقيقي لقمة مينسك، ذلك أن ميركل وهولاند لم يذهبا الى العاصمة البيلاروسية بحثا عن اتفاق لوقف النار لن يكون مصيره في أحسن الأحوال أفضل من مصير اتفاق الخامس من أيلول الماضي. وبحسب أوساط روسية في جنيف فإن الهوة كبيرة جدا بين الغرب وموسكو والحل الشامل مستحيل في هذه المرحلة من الأزمة.
ومن وجهة نظر موسكو، تستند أية مبادرة للحل الى أمرين، الأول بالنسبة الى الانفصاليين الاوكرانيين، اذ يوافق الروس على ابقاء المناطق الخاضعة لسيطرتهم ضمن دولة أوكرانيا ولكن مع حكم ذاتي موسع يسمح لهم بادارتها بأنفسهم، على أن تتعهد كييف اتباع سياسة عدم الانحياز وعدم الدخول في أي حلف عسكري، مع عدم اثارة ملف شبه جزيرة القرم التي باتت جزءاً من الأراضي الروسية.
أما الأمر الثاني فيرتبط بعلاقة روسيا مع الاتحاد الاوروبي، ومطلب روسيا هنا رفع كل أنواع العقوبات المفروضة عليها منذ بدء الأزمة في شباط 2014.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم