السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

محادثات مينسك فشلت... ولا اتفاق على وقف اطلاق النار في شرق اوكرانيا

المصدر: "أ ف ب"
محادثات مينسك فشلت... ولا اتفاق على وقف اطلاق النار في شرق اوكرانيا
محادثات مينسك فشلت... ولا اتفاق على وقف اطلاق النار في شرق اوكرانيا
A+ A-

فشلت محادثات السلام في مينسك لتسوية النزاع في شرق اوكرانيا مساء اليوم ولم يتم التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار كما كانت تأمل الدول الغربية، في حين اتهمت كييف الانفصاليين بنسف هذه المحادثات بالتزامن مع تصاعد العنف في شرق البلاد.
وقال الرئيس الاوكراني الاسبق ليونيد كوتشما ممثل اوكرانيا الى هذه المفاوضات لوكالة انترفاكس الاوكرانية ان "مباحثات مينسك انتهت الى الفشل".
واوضح ان زعيمي "الجمهوريتين" الانفصاليتين اللذين وقعا الاتفاقات السابقة لم يحضرا الى مينسك في حين ان "مبعوثيهما رفضا مناقشة اجراءات وقف فوري لاطلاق النار وسحب الاسلحة الثقيلة".
من جهته، قال دنيس بوشيلين موفد "جمهورية" دونيتسك المعلنة من جانب واحد شرق اوكرانيا الى هذه المحادثات ان كييف اعلنت "تمسكها بالخط الفاصل الذي وضع في ايلول" عبر اتفاقات مينسك، مع العلم بان الانفصاليين حسنوا مواقعهم كثيرا منذ تلك الفترة.
وكانت منظمة الامن والتعاون في اوروبا وكذلك روسيا اعربتا قبل افتتاح المفاوضات عن الامل بالتوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار "يكون ملزما".
وشارك في لقاء مينسك الذي عقد في مقر حكومي في العاصمة البيلاروسية، كل من الرئيس الاوكراني الاسبق ليونيد كوتشما ممثلا سلطات كييف، والسفير الروسي ميخايل زورابوف، وممثلة منظمة الامن والتعاون في اوروبا هايدي تاغليافيني وموفدين عن "جمهوريتي" دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في شرق اوكرانيا.
وكانت اتفاقات السلام الاولى بشان اوكرانيا وقعت في مينسك ايضا في ايلول الماضي.
كما وصل الى مكان الاجتماع مستقلا سيارة تابعة للسفارة الروسية فيكتور مدفيدتشوك الذي كان مسؤولا في عهد الرئيس السابق كوتشما ويعتبر من المقربين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولم يعرف دوره في هذه المحادثات .
وتزامنا مع اطلاق هذه المحادثات دعا الرئيس الروسي بوتين والفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل خلال مكالمة هاتفية ثلاثية بينهما جرت اليوم، الاطراف المتحاربة في اوكرانيا الى الاتفاق في مينسك على وقف لاطلاق النار.
وجاء في بيان للكرملين عن هذا الاتصال "تم الاعراب عن الامل بان يتم التركيز على مسالتي التوصل الى وقف عاجل لاطلاق النار وسحب الاسلحة الثقيلة" خلال محادثات مينسك.
وكان المتمردون الاوكرانيون هددوا أمس انه في حال فشل المفاوضات فانهم سيعمدون الى توسيع هجومهم "حتى التحرير الكامل لمنطقتي دونيتسك ولوغانسك" لان القوات الاوكرانية التابعة لكييف لا تزال تسيطر على مساحات واسعة من هاتين المنطقتين.


في كييف


اعلن وزير الدفاع الاوكراني ستيبان بولتوراك مقتل 15 جنديا اوكرانيا واصابة 30 بجروح في خلال 24 ساعة في الشرق الانفصالي الموالي لروسيا.
وقال الوزير في مؤتمر صحافي "ان 15 جنديا قتلوا في خلال الـ24 ساعة الاخيرة على طول خط الجبهة"، موضحا ان الخسائر وقعت خصوصا في منطقة لوغانسك الانفصالية وقرب مدينة ماريوبول المرفأ الاستراتيجي الخاضع لسيطرة حكومة كييف حيث قتل 30 مدنيا في عمليات قصف نسبت الى المتمردين قبل اسبوع.
واوضح من جهة ثانية ان مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية الواقعة ايضا شرق اوكرانيا "سقطت جزئيا بايدي المجموعات المتمردة".
الا ان وزارة الدفاع عادت ونشرت بيانا اوضحت فيه ان "ديبالتسيفي لا تزال تحت سيطرة الاوكرانيين" وان المتمردين "يقصفون ضواحيها".
من جهته اعلن المسؤول العسكري الانفصالي ادوارد باسورين ان المتمردين "حاصروا" القوات الاوكرانية الموجودة داخل ديبالتسيفي والتي يبلغ عددها نحو ثمانية الاف رجل.
وبات العديد من وسائل الاعلام الاوكرانية يقارن معركة ديبالتسيفي بمأساة ايلوفايسك حيث تمكن المتمردون من محاصرة القوات الاوكرانية في هذه المدينة ما ادى الى مقتل مئة جندي منهم في آب الماضي.
وكان الجيش الاوكراني اعلن اليوم عن معارك في فوغليغيرسك وفي حال سقوطها فهذا يعني فرض حصار كامل على ديبالتسيفي.
وحسب رئيس الشرطة الاقليمية فياتشيسلاف ابروسكين فان الكهرباء قطعت عن مدينتي ديبالتسيفي وفوغليغيرسك وكذلك التدفئة المركزية والاتصالات.
واوضح ان 12 مدنيا قتلوا خلال الـ24 ساعة الماضية في ديبالتسيفي حيث "يقوم متطوعون باجلاء عائلات باكملها".
وامام هذا التصاعد في اعمال العنف خلال الايام القليلة الماضية اعلنت منظمة الامن والتعاون في اوروبا انها تتوقع التوصل الى التوقيع على "اتفاق ملزم لوقف فوري لاطلاق النار وسحب الاسلحة الثقيلة من خط التماس" اليوم في مينسك، حيث تم التوصل الى اتفاقات السلام الاولى لشرق اوكرانيا في ايلول الماضي.


على الجبهة الديبلوماسية


ستستقبل اوكرانيا في الخامس من شباط وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي سيؤكد لكييف "دعما كليا" في النزاع في شرق البلاد قبل ان يتوجه الى ميونيخ للمشاركة في المؤتمر حول الامن وحيث يتوقع ان يلتقي نظيره الروسي سيرغي لافروف.
وتعود اخر زيارة له الى اوكرانيا الى الرابع من اذار 2014 بعيد سقوط النظام الموالي لروسيا وقبل ضم روسيا لشبه جزيرة القرم.
وقد شدد الاتحاد الاوروبي من جهته هذا الاسبوع الضغط على روسيا لدورها في الازمة الاوكرانية، من خلال تمديد العقوبات التي تستهدف شخصيات انفصالية موالية لموسكو وروسية ستة اشهر في اذار، وتوسيع اللائحة السوداء التي تشمل اصلا 132 شخصا جمدت ارصدتهم ومنعوا من السفر في الاتحاد الاوروبي.
اما روسيا المتهمة بتسليح التمرد الموالي لها في شرق اوكرانيا ونشر قوات فيها، فنفت من ناحيتها اي تورط في النزاع الذي اسفر حتى الان عن سقوط اكثر من خمسة الاف قتيل في خلال تسعة اشهر وتطرح نفسها كوسيط.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم