الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كيف أثّرت ضربة القنيطرة والرد على حوار "المستقبل"-"حزب الله"؟

المصدر: "النهار"
هدى شديد
كيف أثّرت ضربة القنيطرة والرد على حوار "المستقبل"-"حزب الله"؟
كيف أثّرت ضربة القنيطرة والرد على حوار "المستقبل"-"حزب الله"؟
A+ A-

ما قبل حادثة القنيطرة والرد في "مزارع شبعا" ليس كما بعدهما. معادلة جديدة فرضت بقوة النار والشهادة من قبل "حزب الله" على فريق الرابع عشر من آذار وعلى طاولة حوار عين التينة بين "حزب الله" و"تيار المستقبل". فجدول أعمال الحوار الذي خلا أصلاً من مسألة الاستراتيجية الدفاعية وتدخل حزب الله في سوريا، واقتصر على ازالة الاحتقان في النفوس، وفي الصور والشعارات، يسجّل عليه أيضاً انه اطاح بـ"إعلان بعبدا"، وكرّس قرار السلم والحرب لـ"حزب المقاومة".


فمن داخل "تيار المستقبل" يقول النائب احمد فتفت "ان جدول اعمال الحوار من الأساس ليس فيه استراتيجية دفاعية ولا ملف السلاح ولا المحكمة الدولية، وفي الباقي من البنود كالخطة الأمنية وازالة الصور والشعارات واليافطات، اذا لم يكن معمماً على كل لبنان فيكون الحوار مناورة من قبل الحزب وسنرى الى أين ستؤدي. فالخطة الأمنية كما ازالة الصور من المفترض ان تبدأ وإذا لم تعمّم فيكون حزب الله غير معني وملتزماً بأجندة خارجية وما احتفاله في الضاحية في حضور إيراني رسمي، سوى رسالة من ايران بأن " الأمر لي".
ومع ذلك يعتبر النائب فتفت كما كثيرين داخل "التيار الأزرق"، ان المضي بالحوار هو خيار لا بد منه لحماية البلد ومنع انهياره في متاهات إضافية.
وفي الموازاة، يؤكد المنخرطون منهم في الحوار اقتناعهم بأنه مستمر ولن يتوقف. فالنائب سمير الجسر مثلاً يعتبر انه "حاجة ولا شيء سيعطله. فمنذ انطلاقته حقق استرخاء سياسياً وتهدئة وأدى الى استيعاب الكثير من الأمور، حتى وان حصر بموضوعين أساسيين كإزالة الاحتقان المذهبي والطائفي، ورئاسة الجمهورية."


طابع اقليمي
ويقول الجسر لـ "النهار": "من البداية تمّ الاتفاق على تجميد كل المواضيع التي لها طابع إقليمي مع تمسكنا بثوابت أساسية ابرزها رفض التدخل في سوريا لما له من ارتدادات على البلد، و" اعلان بعبدا" الذي تجعلنا الخروقات الحاصلة له أكثر تمسكاً به، لجهة تحييد لبنان عن سياسة المحاور، ومع علمنا بأنه ليس من السهل تطبيقه، فهو كان وما زال مطلبنا ولم يتبدّل".


وَعَن رئاسة الجمهورية التي لا يمكن التوصّل فيها الى قواسم مشتركة طالما "حزب الله "متمسك بترشيح العماد ميشال عون، يوضح  الجسر انه "منذ الجلسة التمهيدية تمّ الاتفاق على ان لا دخول في الأسماء بل وضع معايير تساعد على اختيار رئيس، وحتى ان التفاوض على معايير يحتاج بدوره الى موافقة الحلفاء من الجهتين، بحيث تصبح المحاولة مع الحلفاء اسهل لجهة مطابقة الاسم على معايير ، فيكون اما مطابقاً او غير مطابق."
وأشار الى "ان الخطة الأمنية ستكون لكل لبنان وليس فقط للبقاع ووزير الداخلية والبلديات مع قيادة الجيش هم من يقرر الظرف المناسب للخوض بها، كما ان ازالة الصور والشعارات والأعلام ستبدأ بقرار من وزير الداخلية ما ان يراها مناسبة."
هل هو الحوار للحوار، ولا أفق ولا جدوى منه من الأساس؟ ام هو ربط نزاع الى حين تتبدّل المعادلة اقليمياً فداخلياً؟
من وجهة نظر القيّمين على أجندة هذا الحوار انه ومن البداية حتى الآن كان واضحاً ببنوده. فقد وضعت جانباً النقاط الخلافية وهي تدخل الحزب في سوريا والمحكمة الدولية والاستراتيجية الدفاعية، وتقرُر المضي بأربعة او خمسة عناوين أبرزها: مكافحة الاٍرهاب، تنفيس الاحتقان، رئاسة الجمهورية وقانون الانتخاب، اضافة الى تفعيل عمل المؤسسات الدستورية.
يمكن القول ان الحوار ولمجرد انعقاده قد حقٰق التهدئة الداخلية المطلوبة، وأراح الجوّ العام في البلد سياسياً ومعنوياً ونفسياً، وانعكس ذلك في الخطاب المتبادل بين الفريقين، حتى وان مع استمرار بعض الأصوات المنتقدة، فتخفيف الاحتقان بدأ فعلاً وان احتاج الى وقت لترجمته على الأرض، خصوصاً وان نقاشاً جدياً ومسؤولاً وعملياً قد التزم به الطرفان اللذان يملكان مع الرئيس نبيه بري الشريك الأساسي في هذا الحوار التمثيل الفعلي للشارعين السني والشيعي في البلد. والكلام عن انطلاق حملة إزالة الشعارات والأعلام والصور الحزبية والمذهبية من بيروت ما هو الا ترجمة لهذا التوجٰه الذي يسهم في تنفيس الاحتقان.
كما أن الجانبين التزما دعم الخطة الأمنية في البقاع، وهي تحظى من هذا الحوار بكل غطاء مطلوب للقوى الأمنية كي تنفّذ. وقد تأكد ان لا غطاء في الأمن على أحد.
ووفق المراقبين ان هذا الحوار قد انعكس أيضاً في البيئة الحاضنة للحوار الذي انطلق بين "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر". كما ان حواراً مماثلاً يجري بين الحزب والكتائب اللبنانية. وقد أصبح للحوار سقف وقنوات اتصال بعدما كانت مقطوعة كلياً قبل ان تعود خجولة في المؤسسات. فالأبواب فتحت بين اللبنانيين وعادوا يتكلمون مع بعض في السياسة وهذه عملية تحتاج الى وقت لتأتي ثمارها في الواقع السياسي. ويؤكد الجانبان  مواصلة النقاش في ما قد يطرأ من ملفات طالما أنهما التزما بالتواصل المباشر وبأن حوارهما عملية متواصلة.


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم