هبة طوجي طلة الوطن الحضاري

مرة جديدة تتزامن احداث مؤلمة يسقط فيها شهداء ابطال من جيش الوطن في مواجهة ارهاب وتكفير ودعوات دولية تحذر من السفر الى بلادنا الجميلة، تقابلها صورة حضارية موسيقية مشرفة تذهل الملايين في القارة الاوروبية يمثلها حضور لافت ومميز للنجمة اللبنانية هبة طوجي في برنامج The voice بنسخته الفرنسية. اللجنة بأفرادها الأربعة صفّقت وقوفاً لأداء هبة الاحترافي، وهي، أي اللجنة، كانت تصفق، بالتالي، للوجه الحضاري لبلد كان يُعرف في ما مضى بسويسرا الشرق.

اليوم اسماء لبنانية كثيرة تسافر الى اوروبا من اجل ابراز مواهبها في برامج عالمية. وفي ستينات وسبعينات القرن الماضي كانت اسماء اوروبية فنية حلمها الغناء في بيروت، ست الدنيا، لأن نجاحها في العاصمة اللبنانية كان جواز شهرتها الى العالم، الى ان جاء القرار بنحر بيروت وكل الوطن، وارجاعنا الى الظلمة والتخلف والتعصب. ورغم الضربات المتواصلة استمر الوطن في ضخ المواهب ولو من تحت الرماد، ومع كل الوجع الاقتصادي والجمود والركود، يصارع اصحاب المواهب الأزمات لنقل الصورة الجميلة لشعب بأغلبيته الساحقة يعشق الحياة... ما حدا مع خبريات من نوع جلد شبان لأنهم شاهدوا برامج تلفزيونية، او رجم امرأة حتى الموت، او قطع يد بالسيف. نحن ناس نعشق الفنون، مسرح وسينما وتلفزيون وموسيقى وغناء. عنا من كل شيء، من كل انواع الفنون ولا يوجد عندنا اي عقدة حتى تجاه نجمة بورنو لبنانية، منشان هيك باقيين وكل الجهل مش رح يقطع!