الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الزيارة الاستثنائيّة وسلّة الأزمات

الياس الديري
الياس الديري
A+ A-

الزيارة – الحدث التي قام بها الرئيس باراك أوباما للسعوديّة، على رأس وفد من كبار الشخصيّات الأميركيّة، لا تزال البند الأوّل في المحادثات والاجتماعات والنقاشات، وعلى أعلى المستويات في مختلف أرجاء العالم العربي.
صحيح أن العنوان الرئيسي اقتصر على تقديم التعزية بالملك عبدالله بن عبد العزيز، وتالياً تهنئة العاهل الجديد الملك سلمان بن عبد العزيز، إلا أن المخضرمين و"الخبراء" هنا وفي عواصم القرار قرأوا الكثير ممّا بين السطور، واكتشفوا أبعاداً سياسيّة صريحة تتناول الأجواء الحربيّة والمُكهربة التي تسود معظم دول المنطقة.
مثلما توقّف البعض طويلاً عند "معضلة النووي الإيراني" وما تفرزه من أزمات وخضّات وهزّات، وخصوصاً بعدما حرص الملك السعودي على التأكيد للرئيس الأميركي أنه لا ينبغي السماح لإيران بإنتاج أسلحة نووية من شأنها تهديد الاستقرار والأمن في العالم العربي، على رغم أن المملكة تبدو كحصن منيع أمام مساعي إيران لبسط نفوذها في سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين.
هنا وجد أوباما أن من المناسب الإعلان أمام الملك سلمان أن الوفد الأميركي الكبير على أعلى المستويات يظهر للملأ، ولمن لم يعلم بعد، أهميّة العلاقات الأميركيّة – السعوديّة، ومتانة الروابط القديمة التي تشكّل خصوصيّة العلاقة بين واشنطن والرياض.
لقد كان لبنان حاضراً أيضاً، وبكل وضعه المعقَّد والمأسوي. ولم يفُت خادم الحرمين أن يلفت ضيفه الكبير إلى أهميّة الدور الذي يضطلع به هذا البلد الصغير، سواءٌ بتركيبته التعدّديّة النادرة، أو بنظامه الديموقراطي البرلماني الذي تشلّه التداخلات الخارجيّة التي لا بدّ أن يكون أوباما مطلعاً على تفاصيلها ودور إيران في أزمة الفراغ الرئاسي.
تُرى، أمَا حان وقت إعادة النظر في بحور الدماء وصحارى الدمار، التي خلّفتها ولا تزال ترفدها بالمزيد الحروب الفاجرة والمتوحّشة في أربعة بلدان عربيّة على الأقل؟
وإلى متى يبقى المجتمع الدولي، ومعه الشرعيّة الدوليّة، بمنأى عمّا يُحاك ويُدَبَّر من قريب وبعيد لهذا الشرق الأوسط الذي قيل إنه قيد "النفض" و"التغيير"، تمهيداً لإعداد شرق أوسط جديد؟
مهما قيل، ومهما صدر من تصريحات وبيانات، فإن الناس هنا ليسوا على استعداد لتصديق أي كلمة ما لم تظهر في الأفق والأجواء علامات صريحة واضحة عن قرب نهاية هذه المذابح الجماعيّة المُفجعة، والتي لم يعرف التاريخ الحديث شبيهاً لها.
أما بالنسبة إلى بنيامين نتنياهو، فإنه لم يكتفِ بالصفعة التي تلقّاها من البيت الأبيض والإدارة الأميركيّة ليلملم أطراف خيبته، ويختشي... بل أراد أن يحرق الأرض في لبنان بحثاً عن انتصار في الانتخابات المقبلة، فكانت الصفعة مزدوجة. وكان الأمر بأن يفتّش عن صديقه أفيغدور ليبرمان ويتناجيا...


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم