السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

هدوء حذر على الحدود... واسرائيل: تلقّينا رسالة من "حزب الله"

المصدر: رام الله - "النهار"
محمد هواش
هدوء حذر على الحدود... واسرائيل: تلقّينا رسالة من "حزب الله"
هدوء حذر على الحدود... واسرائيل: تلقّينا رسالة من "حزب الله"
A+ A-

مع استيعاب اسرائيل ردّ حزب الله على عملية القنيطرة واكتفاء ردودها على عمليات القصف الروتينية عقب العملية لمواقع جنوب لبنان، ساد هدوء حذر على جانبي الحدود اللبنانية، وعادت الحياة الطبيعية الى شمال اسرائيل وواصل الجيش الاسرائيلي حالة التأهب في صفوفه، فيما اكد وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون ان "اسرائيل تلقت رسالة من حزب الله عبر قوات اليونيفيل الدولية مفادها ان الحزب غير معني بتصعيد الموقف بعد الهجوم على القافلة العسكرية في منطقة شبعا الاربعاء".


وأشار يعلون في حديث إذاعي الى ان "حزب الله تكبّد ضربة استراتيجية عندما تمّت تصفية قيادة الوحدة التي أقامها في هضبة الجولان السورية الاسبوع الماضي".
وشدّد على ان "اسرائيل لن تسمح لأي منظمة بالاعتداء على مواطني الدولة والمس بأمنها".


وبدأ الجيش الاسرائيلي وضع مكعبات اسمنتية كبيرة على امتداد الطريق الذي تعرض للهجوم من حزب الله لحماية السيارات المارة عليه. وذكرت تقارير إسرائيلية "أن الجيش الاسرائيلي عاود، عمليات الحفر على الحدود مع لبنان بحثاً عن أنفاق قد يكون حزب الله اللبناني حفرها عبر الحدود.
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" ان "الجيش أعلن ان عمليات الحفر ستستمرّ اسبوعا.


وأضافت ان "الجيش أكد عدم وجود معلومات استخباراتية تشير الى وجود مثل هذه الانفاق، الا ان السكان أبلغوا عن سماع أصوات مريبة لشاحنات نقل وخلاطات اسمنت في المنطقة".


نتنياهو


وصرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن "ايران تقف وراء الاعتداء على القافلة العسكرية الاسرائيلية الاربعاء". وأضاف نتنياهو خلال مراسم إحياء ذكرى وفاة رئيس الوزراء الاسرائيلي سابقاً ارييل شارون أن "اسرائيل ستواصل الدفاع عن نفسها بوجه التهديد النووي الايراني، ولن توافق على الاتفاق ذي الطابع التسامحي الآخذ بالتبلور بين طهران والدول الكبرى الست".


وكان وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعالون صرح عقب جلسة مشاورات أجراها نتنياهو مع قادة الاجهزة الامنية مساء الاربعاء بأن" إيران وحزب الله تسعيان لاستهداف إسرائيل بشتى الطرق"، مشدداً على ان "إسرائيل ستتصدّى لكل من يسعى لتشويش مجرى حياة مواطنيها".


وانتقدت عضو الكنيست تسيبي ليفني من "المعسكر الصهيوني" أداء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وسياسته، ورأت انه "بالردّ على هذه العملية أضعف رئيس الوزراء قوة الردع الاسرائيلية".


وقالت "انه يجب العمل بقوة ضد حزب الله وحركة "حماس" وان الجيش الاسرائيلي يعرف القيام بذلك في حالة الضرورة ".


الصحف


كرست كافة الصحف الاسرائيلية عناوينها الرئيسية، لما سمّته "عملية الانتقام" التي نفّذها حزب الله.
وكتبت صحيفة "هآرتس" انه "رغم حادث الاربعاء، الا ان اسرائيل و"حزب الله" لا ينويان مواصلة تصعيد التوتر". وأضافت "يسود الانطباع في الجهاز الامني الاسرائيلي بأن حزب الله يعتبر إطلاق الصواريخ ردًّا كافياً على اغتيال 6 من نشطائه والجنرال الايراني في سوريا، في 18 كانون الثاني الجاري. وبعث حزب الله الاربعاء، رسالة الى اسرائيل، بواسطة القوات الدولية، تفيد بأنه ليس معنيا باستمرار الصدام. ولكن اسرائيل لا تزال تحتفظ بحقّ الردّ على الهجوم، باستثناء عمليات القصف المدفعي والهجوم المركز لسلاح الجو فور وقوع العملية، الا انه يبدو انها هي ايضا، ستسعى للامتناع عن التصعيد الواضح. وفي المقابل من المحتمل ان يستأنف اطلاق الصواريخ من هضبة الجولان السورية، كما حدث الثلثاء".


إعادة شيطان الحرب الى الزجاجة


وكتب اري شبيط، في "هآرتس" يقول "ثلاث حقائق، اولها ان اسرائيل معرضة للحروب، وهذا ليس بسبب الاحتلال والاستيطان وانما بسبب الصراع الوجودي مع الفلسطينيين والمواجهة المباشرة. فمع التطرّف العربي والتزمّت الاسلامي تحدث الحرب هنا بين الحين والآخر وهذا هو مصيرنا. ولا يمكن في كل مرة اتهام انفسنا او توجيه الانتقاد الى رئيس الحكومة ووزراء الدفاع. فالبركان الذي اقمنا دولتنا تحته ينفجر مرة كل عدة سنوات، وعلينا ان نتعايش مع هذه المأساة".
واضاف "الحقيقة الثانية هي ان "حزب الله هو تنظيم فاشي، قوي، خطير وعدائي. واذا كانت لدى الكثير من الإسرائيليين مشاعر الذنب المفهومة بالنسبة للحركة القومية الفلسطينية، فان الامر ليس كذلك بالنسبة لحزب الله. اذا فرضت علينا الحرب ضد حزب الله، فستكون بين أبناء النور وأبناء الظلام، بين مجتمع حرّ وتنظيم متزمّت يهدّد الحرية".
اما الحقيقة الثالثة فهي ان "إسرائيل ليست معنية بالحرب. المصلحة الاسرائيلية العليا هي الحفاظ قدر الامكان على الهدوء وزيادة الفارق الزمني بين جولات العنف. اسرائيل تملك مصلحة في الامتناع عن الحرب بفعل معايير استراتيجية. الاستنتاج الحتمي من هذه الحقائق بالغ الوضوح، وهو انه عاجلاً ام آجلاً، ستندلع حرب لبنان الثالثة، وعندما يحدث ذلك، سيتحتّم التجنّد الكامل والانتصار بشكل حاسم، لكنه يتحتّم بشكل لا يقل عن ذلك، بذل كل جهد لتأجيل اندلاع الحرب".


وكتب البروفيسور ايال زيسر في صحيفة "يسرائيل هيوم" المقربة من نتنياهو انه "من الصعب معرفة ما الذي يريده نصرالله بالضبط. لكنه من السهل الإجابة على السؤال ما الذي لا يريده: نصرالله لا يريد التصعيد، بل وأكثر من ذلك، لا يريد الدخول في حرب شاملة".


ويضيف" ليس صدفة انه اختار موقع الهجوم بعناية. منطقة الغجر على سفح مزارع شبعا، وهي المنطقة المثيرة للجدل بين اسرائيل وسوريا ولبنان، والتي ينفّذ فيها هجماته وعملياته منذ عدة سنوات. وهذا يعني أن نصرالله يحذّر من إصابة الجيش الإسرائيلي في مرتفعات الجولان كي لا يفتح صراعا على هذه الجبهة يمكن ان يدفع ثمنه حليفه بشار الأسد، لا سيما ان نصرالله وأسياده الإيرانيين استثمروا خلال السنوات الأخيرة، كل قوتهم وجهودهم من اجل الحفاظ على قوة نظام الأسد في سوريا.


والأهم من ذلك، ان نصرالله يحذّر من تنفيذ هجوم من الأراضي اللبنانية نفسها، كي يتجنّب قدر الإمكان جرّ النار الى جنوب لبنان. فهو يلتزم أولا وقبل كل شيء لأبناء طائفته الشيعية في لبنان. وآخر شيء يريدونه الآن، هو السماح لنصرالله بإشعال لبنان بسبب الضربة التي تلقاها نشطاء المنظمة على الاراضي السورية".


رغم الألم: يجب اختيار الهدوء


وكتب دان مرغليت، في "يسرائيل هيوم" ان "القضاء على مسؤولي حزب الله والجنرال الايراني في مرتفعات الجولان قبل 11 يوما، كان خطوة استراتيجية تهدف إلى تنفيذ قرار إسرائيل منع أعدائها من إنشاء قواعد إرهابية على مقربة منها.


لقد تغذّى ذلك القرار من حاجة حقيقية، وليس من اعتبارات انتخابية. وعندما سيتم كشف المعطيات المتعلقة بالقرار، سيتضح أن الطريقة المستخدمة لقتل ركاب القافلة في الأراضي السورية كانت الوحيدة المتاحة للمهاجمين في ذلك الوقت.


عند اتخاذ قرار مهاجمتها تحتم على المهاجمين أن يأخذوا في الاعتبار أن إسرائيل ستكون هدفاً لهجمات انتقامية. لقد كان انتقام حزب الله من إسرائيل مدروساً وبقوة معقولة. ولكن، من ناحية أخرى، يثقل مقتل الجنديين وجرح رفاقهم على الحكومة، الاكتفاء بهزّ الاكتاف. قبل 48 يوماً من انتخابات الكنيست. في الاختيار بين الردع والهيبة وبين الفائدة من إعادة الوضع الى سابق عهده، من المناسب اختيار استمرار الهدوء على الحدود الشمالية".


استراتيجية المعجزات


المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" اليكس فيشمان كتب يقول "انه منذ اندلاع الربيع العربي، حرصت اسرائيل على عدم الوقوع داخل هذا "الثقب الأسود": لا في سوريا ولا في مصر، وبالتأكيد ليس بشكل علني. وقد صمدت هذه السياسة حتى الأسبوع الماضي، حيث قرّر عندها من قرّر تغيير التوجّه، وحشر الأنف في المواجهة السورية.


من اتخذ القرار بمهاجمة الخلية في شمال هضبة الجولان، افترض ان حزب الله وايران لا يملكان مصلحة في توسيع المواجهة مع اسرائيل وفتح جبهة اضافية ضدها، في الوقت الذي تغوصان فيه في الحرب داخل سوريا، ولبنان وحتى في العراق. وباستثناء ذلك، فقداعتقد من فكر، بأن الردع الاسرائيلي قوي بما يكفي كي يجعل ايران وحزب الله يكبحان ردهما على العملية.


بعد قتل الجنديين على الحدود الشمالية، وضع حزب الله اسرائيل امام المأزق ذاته: هل تردّ بقوة وتخاطر بتوسيع المواجهة، رغم انه ليست لديها مصلحة واضحة في التصعيد؟


بالنسبة لحزب الله فقد تمّت تصفية الحساب، لكنه ليس من الواضح ما اذا تمّ إغلاق الحساب مع ايران. وستضطر إسرائيل هنا الى النظر الى ما يحدث في الخارج. وفي هذه الاثناء، تجد اسرائيل التشجيع في حقيقة طلب حزب الله من اليونيفيل التدخّل لوقف جولة النار الحالية دون ان يجرف إنجازاً كبيراً. هنا يقولون ان حزب الله لا يزال مرتدعاً، والدليل على ذلك انه تلقى ضربة استراتيجية وردّ بشكل تكتيكي. والآن ستتعقب إسرائيل سلوكه في مرتفعات الجولان كي ترى ما اذا كان قد خفض فعلاً من مستوى العمل".


الهدف: لبنان


ودعا الجنرال (احتياط) غيورا ايلاند في مقال له في صحيفة "يديعوت احرونوت" الى "ضرب لبنان وعدم الاكتفاء بضرب حزب الله".


ويسأل: لماذا يعتبر حزب الله غير معني بالتصعيد؟ هذا يرجع في الأساس الى عدم تمتّعه بالشرعية الكاملة في لبنان. صحيح ان في لبنان شرعية كاملة لمهاجمة اسرائيل – من جهة سوريا او من جهة لبنان – ولكنه لا توجد شرعية لعمل سينزل دماراً هائلاً بالدولة، او بكلمات اخرى: ان الردع امام حزب الله يعتبر فاعلاً كلّما فهم الجانب الثاني ان الحرب ستؤدي الى تدمير لبنان وليس المسّ بحزب الله فقط".


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم