الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أوباما لسلمان: ترميم التحالف!

راجح الخوري
A+ A-

منذ أعلن أوباما عن قطع زيارته للهند ليزور السعودية معزياً ويعقد قمة أولى مع خادم الحرمين الشريفين الجديد سلمان بن عبد العزيز، بدا واضحاً مدى حرص البيت الأبيض على الاستمرارية في العلاقة التاريخية المميزة بين البلدين، التي ترقى من التعاون الى التحالف، وخصوصاً الآن في مواجهة الارهاب والتطورات الإقليمية العاصفة.


الاستمرارية لا تكون من طرف واحد، واذا كانت ثابتة من جانب السعودية فهي لم تكن كذلك من الجانب الأميركي، وليس سراً أن أوباما خرج عنها كثيراً بما يتنافى وقواعد التحالف، سواء بتغاضيه عن أزمة سوريا، أو بتهافته على الاتفاق النووي مع ايران ولو على حساب مستلزمات الأمانة لقواعد العلاقة التاريخية مع الدول الخليحية، أو بانحيازه في البداية الى الإسلام السياسي في مصر، أو بتعاميه عن القضية الفلسطينية التي تبقى من اولويات السعودية.
ليس سراً أن هذا أوجد نوعاً من العتب والمرارة لدى الرياض، ولهذا أراد أوباما ان يستتبع قطع زيارته للهند، بترؤس وفد أميركي كبير ضمّ وزراء ومسؤولين سابقين، يدلّ تاريخهم على انه حريص على استمرار علاقات التحالف المميزة مع السعودية والملك سلمان.
أميركا تعمّدت الاعلان "ان الوفد الكبير والمتنوّع دليل على متانة العلاقات الثنائية وأهميتها"، فور وصول أوباما الى الرياض، إضافة الى كلام المسؤول الاميركي عن حتمية التوافق على التحديات المشتركة التي تتطلب معالجتها التعاون والتنسيق الثنائي.
لكن المؤشّر الأهم هو هبوط السيناتور جون ماكين وجيمس بايكر وكوندوليزا رايس وبرنت سكو كروفت وستيفن هادلي وجون كيري وجون برينان مع أوباما في الرياض، بما يشكّل إعلاناً سياسياً صريحاً عن حرص أوباما على العودة الى القواعد التي تضمن استمرارية التحالف ومستلزماته.
وإذا كانت ملفات الإرهاب والتطورات اليمنية الملتهبة والأزمة السورية والقضية الفلسطينية والعلاقات الثنائية شكّلت جدول أعمال القمة الأولى بين سلمان وأوباما، فمن الضروري التوقف أمام مؤشرات صارخة، لأن التصريحات المدوّية لم تأت من أوباما بل من جون ماكين الذي قال "ان السعودية تبدو كحصن أمان منيع أمام مساعي ايران لبسط نفوذها في سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين".
أما جيمس بايكر وزير خارجية جورج بوش الأب فبدا كأنه يعلن حركة تصحيحية على سياسات أوباما عندما قال: "اعتقد ان من المهم ان نظهر للسعوديين الأهمية التي نوليهم إياها... انها مرحلة حسّاسة في شكل استثنائي في الشرق الاوسط ويبدو ان كل شيء ينهار وفي الوقت عينه تصبح السعودية واحة استقرار"!
هل قيل هذا الكلام من دون تنسيق مع أوباما، قطعاً لا... وهل تم الاتفاق على قوله تأكيداً لتمسك واشنطن باستمرارية علاقة التحالف مع الرياض، قطعاً نعم.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم