الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

السلع تتعرض لهزة بسبب البنك المركزي السويسري

السلع تتعرض لهزة بسبب البنك المركزي السويسري
السلع تتعرض لهزة بسبب البنك المركزي السويسري
A+ A-

بلغَ التقلّب ذروته بصورة إستثنائية يوم الخميس، نتيجة الحركة المفاجئة التي قام بها البنك المركزي السويسري، متمثلة في إزالة ربط الفرنك بالأورو، ما أثارَ صخباً عارماً في طلبات الشراء على العملة، دافعاً إياها بنسبة 40% مقابل الأورو، قبل الإستقرار مجدّداً عند نسبة أرباح قدرها 19%.


حقَّقَت المعادن الثمينة أكبر الأرباح خلال الأسبوع الماضي، في كل من الذهب والفضة، مغردة خارج سرب ارتفاع الدولار، إذ ينظر إلى الحركة التي قام بها المصرف المركزي السويسري على أنها نذير عن مقدمة شاملة من التيسير الكمي سيقوم بها المصرف المركزي الأوروبي. وساهم هذا، إلى جانب الهبوط المفاجئ في عائدات السندات، في تقليص التوقعات حول مدى العدوانية التي يمكن للاحتياطي الفيدرالي الأميركي القيام بها في رفع معدّلات الفائدة.
وبصورة عامة، تصدر مؤشر "بلومبرغ" للسلع الخسائر للأسبوع السادس على التوالي، مع مراوحة المؤشر في مستويات لم نشهدها خلال الـ12 سنة الماضية في حين واجهت المعادن الصناعية بدروها انهيارها المصغر بينما لم يتغير النفط الخام خلال الأسبوع، ولكن ليس قبل أن يشهد أسبوعاً آخر من التقلب المفرط.



النحاس على شفير التدهور
تدهور النحاس بنسبة 9% تقريباً يوم الخميس الماضي، بعد تلقيه ضربة مزدوجة من الأخبار السيئة تمثل أولها في حصول الاختراق التقني تحت 6000 دولار أميركي للطن في بورصة لندن للمعادن، تلاه قيام البنك الدولي بخفض الائتمان الاقتصادي العالمي، إذ عبَّر البنك صراحة عن تباطؤ في الصين بوصفه أحد أهم أسباب انخفاض التصنيف. ويسلط هذا الضوء على حساسية النحاس إذ ينتهي أكثر من 40% من الانتاج العالمي في الصين.
وبالتالي توسع هذا الاضطراب الذي شهدناه ضمن السلع الأخرى خلال الأسابيع الـ6 الماضية، لا سيما في النفط الخام، ناهيك عن خام الحديد وبعض المنتجات الزراعية-إلى المعادن الصناعية إذ شهد هذا القطاع (شأنه شأن النفط الخام) ارتفاعاً في العرض استجابة لارتفاع الأسعار التي سادت حتى سنوات قليلة خلت.


النفط الخام يشهد تقلباً مفرطاً مع استمرار البحث عن خط الأساس
بعد الهبوط إلى رقم قياسي جديد خلال 5 سنوات في كل من خام "برنت" وخام غرب تكساس الوسيط بعد تداولهما بقية الأسبوع الماضي متنرحين بنسبة 10% في كلا الاتجاهين ولم يتغير سعر الخامين العالميين مع نهاية الأسبوع.


عقود خام غرب تكساس الوسيط المستقبلية
تشير الأخبار المتضاربة والبيانات الآتية من السوق، إلى أنَّ عدم الإستقرار أبعد ما يكون عن الإنتهاء وبالتالي فإنَّ النظرة المستقبلية في الوقت الحاضر حول انتعاشٍ مستدام تبدو على بعد أسابيع أو حتى أشهر. وأشارت منظمة "أوبك" في تقريرها الشهري، إلى أنَّ المشكلة الحالية في السوق تتمثل بصورة بالغة الوضوح في انخفاض الطلب على خام "أوبك" هذه السنة، مع توقع أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط الخام إلى كبح جماح نمو العرض الأميركي.
وينظر الكارتل إلى هبوط الطلب في 2015 على خامه النفطي إلى 28.8 مليون برميل في اليوم هبوطاً بمعدل 100,000 برميل مقارنة بالشهر الماضي، ما يسلط الضوء بوضوح على الهوس الذي يسود السوق خلال هذه الآونة في التركيز على زيادة العرض من "أوبك" وحدها، حسب توقعاتها الخاصة، ما سيؤدي إلى ما لا يقل عن مليون برميل يومياً وهو ما يزيد على ما تحتاج إليه السوق العالمية.
وبالتالي تحمل تجربة وضع البيض كاملاً في سلة واحدة أملاً في انخفاض في انتاج النفط الأميركي في طياتها خطراً محدقاً في هذه المرحلة في الوقت الذي يرتفع فيه الانتاج الأميركي إلى أعلى مستوياته منذ 1983 على الأقل، إذ حدث هذا في وقت انخفض فيه انتاج منصات النفط الأميركية بنسبة 12% وبينما تظهر تضرر المنتجين الهامشيين في الوقت الحاضر بسبب الهبوط، لا نزال ننتظر رؤية تأثير كبير على قدرة منتجي النفط الصخري الأميركي على الإنتاج.



ليست كلّ الأخبار سيئة
زادت الصين، بوصفها أكبر مستورد للنفط الخام، وارداتها بمعدل مليون برميل يومياً خلال كانون الأوّل، مستمرة في الإفادة من انخفاض الأسعار لزيادة احتياطاتها الاستراتيجية، ما حدى بوكالة الطاقة الدولية إلى التعبير عن نبرة تفاؤلية في تقريرها الشهري، من خلال توقع أن التباطؤ في نمو الدول خارج منظمة "أوبك" سيؤدي إلى زيادة في الطلب من "أوبك". وقال البيان: "قد لا يكون انتعاش السعر وشيكاً، بعيداً عن أي اضطراب رئيسي، لكن الدلائل على تحول الفرصة في ازدياد".



إلى أين المسير؟
وجه أحد أكبر البنوك الاستثمارية الرئيسية نداءاً جريئاً، إذ رأى احتمال وصول سعر خام "برنت" مع نهاية الربع الأول إلى 31 دولاراً للبرميل، معللاً السبب في فشل المنتجين المستمر في الاستجابة لارتفاع التوريدات. ونوافق بأنه، وبينما يمكن للنفط الخام أن يشهد انتعاشات رئيسية، نبقى في ميل شامل للمضاربة، ما يبدو بالغ الصعوية لنتجنبه.
يركز هدف السعر الهابط الحالي في السوق على المستويات المنخفضة التي شهدناها في 2008 والتي حدثت نتيجة لإنهيار الطلب بعد أزمة إفلاس شركة ليمان في تلك السنة، إذ وصل وقتها خام غرب تكساس الوسيط إلى 32.40 دولاراً، بينما هبط خام "برنت" إلى ما فوق 36 دولاراً بقليل قبل حدوث انتعاش على شكل حرف v.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم