الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لبنان الرسمي والسياسي في الرياض معزيا\r\nوجبهة رأس بعلبك المفتوحة تثير القلق

لبنان الرسمي والسياسي في الرياض معزيا\r\nوجبهة رأس بعلبك المفتوحة تثير القلق
لبنان الرسمي والسياسي في الرياض معزيا\r\nوجبهة رأس بعلبك المفتوحة تثير القلق
A+ A-

مع توجه وفد رسمي وآخر سياسي الى المملكة العربية السعودية للتعزية بوفاة الملك عبد الله، بدا المشهد السياسي الداخلي أمس باردا على رغم السخونة التي احدثتها المواجهات الحادة بين الجيش اللبناني والتنظيمات الإرهابية المسلحة في جرود رأس بعلبك، على اثر الهجوم الذي شنته هذه المجموعات على احد المواقع الاستراتيجية للجيش في تلة الحمرا والذي كان الارهابيون يسعون الى احتلاله لما يمثله من معبر آمن لهم.
وقد ترافقت البرودة السياسية مع غياب أهل السلطة ومجموعة كبيرة من السياسيين عن البلاد مع أجواء حزن وغضب في آن. وبدا الحزن كبيرا على التضحيات التي يقدمها الجيش في معركته وحيدا ضد الاٍرهاب من خلال باقة جديدة من الشهداء الذين سقطوا على ارض المعركة في رأس بعلبك وقد بلغ عددهم ثمانية تم تشييعهم أمس. فيما برزت ملامح الغضب والاستياء نتيجة عجز السلطة السياسية عن مواكبة تضحيات الجيش والاستهدافات المتكررة لعناصره من خلال تحصين الساحة الداخلية وتفعيل الجهود السياسية والتحرك الدبلوماسي من اجل تحييد لبنان فعلا لا قولا عن الصراعات المذهبية المشتعلة في المنطقة و تسريع وصول التجهيزات العسكرية للجيش ليتمكن من تحصين خطوطه الدفاعية وحماية عناصره من الكمائن والاستهدافات، خصوصا وان التنظيمات الإرهابية قد انتقلت من مرحلة نصب الكمائن لدوريات الجيش الى مرحلة خوض مواجهات مباشرة معه تهدف الى الاستيلاء على مواقع استراتيجية تؤمن المعابر الآمنة للمسلحين.
ورغم استعادة الجيش سيطرته الكاملة على الموقع، واستكماله أمس عملية تمشيط المنطقة وملاحقة فلول المسلحين،وبينما كان الصليب الأحمر اللبناني يعمل على رفع ٧ جثث عائدة للمسلحين ونقلها الى مستشفيات البقاع وتردد ان من بينها جثث لقياديين في التنظيمات الإرهابية، طل الهدوء الحذر مسيطرا فيما افادت معلومات أمنية ان الاشتباكات تجددت لبعض الوقت مساء في تلة الصليب ، مما يعزز الانطباع بأن هذه المنطقة تحولت الى جبهة مفتوحة ليس في الأفق السياسي او العسكري ما يشي بإمكانية حسمها قريبا.
وكانت برزت أمس مواقف سياسية ابرزها لرئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري ولحزب الله دانت الاعتداء على الجيش وعكست المناخ الإيجابي الذي بدأ يتبلور منذ انطلاق الحوار بين الجانبين، فيما طرح الحزب تساؤلات حول تسليح الجيش.
فقد جدد الحريري في بيان له أمس "دعمه الثابت للجيش والقوى الأمنية في مهامها لمكافحة الإرهاب بمختلف أشكاله"، مشيدا "بتصديه البطولي لمحاولات التنظيمات الإرهابية المتطرفة الاعتداء على مواقعه وعلى الأراضي اللبنانية". وقال ان "الجيش أثبت مرة جديدة قدرته على مواجهة الاعتداءات التي تقوم بها العناصر المتطرفة وجرائم التفجير الإرهابية"، داعيا "اللبنانيين إلى الالتفاف والوقوف صفا واحدا وراء الجيش والقوى الأمنية لتتمكن من القيام بمهامها في مواجهة الاعتداءات التي يتعرض لها لبنان، وقطع الطريق على كل محاولات استهداف الأمن والاستقرار في البلاد".
أما "حزب الله" فأسف على لسان رئيس مجلسه السياسي السيد ابراهيم أمين السيد لان "الجيش لم يتلق حتى الساعة اياً من المساعدات التي خصصت له"، مؤكدا ان "العدو واحد بمحورين، الاسرائيلي والتكفيري"، ومضيفا "نحن والجيش محور واحد وتحول الثالوث الذهبي الجيش والشعب والمقاومة الى دم الجيش والمقاومة".
على خط آخر، استقطبت المملكة العربية السعودية أمس زعماء العالم الذين توافدوا لتقديم واجب التعزية الى الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الامير مقرن بن عبد العزيز وولي ولي العهد الامير محمد بن نايف بوفاة الملك عبد الله،
وفيما كان السفير السعودي علي العواض عسيري يتقبل التعازي في جامع محمد الأمين في وسط بيروت، ومن ابرز المعزّين، رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط على رأس وفد، اكد ان "كلام الملك سلمان مطمئن والسعودية وقفت دائما مع لبنان عسكريا واقتصاديا ودعمت المحكمة الدولية ولا خوف على العلاقات الثنائية"، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، وعدد من النواب والوزراء وفاعليات، غادر بيروت عند الاولى من بعد الظهر وفد لبنان الرسمي متوجها الى المملكة وقد ضم الوفد رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء تمام سلام ونواب ووزراء لتقديم واجب العزاء باسم الجمهورية اللبنانية إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز.
كما توجه الى الرياض وفد كبير من قوى 14 آذار بدعوة من الرئيس سعد الحريري على ما افاد بيان اصدره مكتبه الإعلامي مساء. وقد ضم الوفد رئيس حزب "الكتائب" الرئيس امين الجميل، الرئيس ميشال سليمان ورئيس "كتلة المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع والنائب بهية الحريري الى جانب عدد كبير من النواب والشخصيات السياسية من قوى ١٤ آذار وقيادات روحية.
وقد قدم الوفد الى جانب الحريري التعزية في الديوان الملكي ثم انتقل الى دارة الحريري الذي أولم لأعضائه وكان بحث في المواضيع السياسية الداخلية والاستحقاقات التي تواجهها البلاد في ظل المواجهة المفتوحة مع الاٍرهاب والاستهداف المتكرر للجيش في ظل الشغور في سدة الرئاسة.
وبدا من المشاركة الرفيعة للوفد اللبناني الرسمي كما الوفد السياسي حرص لبنان الرسمي كما فريق الرابع عشر من إذار على الوقوف الى جانب القيادة السعودية في مصابها تعبيرا عن المشاعر التي يكنها اللبنانيون للمملكة وشكرها على الدعم السياسي والمالي الذي تمده به.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم