السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

فرصة العيد تحولت كابوساً... كوسبا الكورة تبكي ولديها جورج وجو!

المصدر: "النهار"
فرصة العيد تحولت كابوساً... كوسبا الكورة تبكي ولديها جورج وجو!
فرصة العيد تحولت كابوساً... كوسبا الكورة تبكي ولديها جورج وجو!
A+ A-

لم يكن يعلم أن فرصة العيد ستنهي حياته، جورج خير (44 سنة) شاب متزوج ولديه ولدان وصل الى لبنان في الأيام القليلة الماضية، آتياً من دبي، ليمضي فترة العيد وعائلته في بلدة كوسبا الكورة. وطبعاً إضافة الى الوقت الذي خصصه جورج ليمضيه وعائلته، قرر الاستمتاع مع الأصدقاء، فتوجه مساء أمس الى بيروت برفقة صديقه جو رومية (42 سنة) ليمضيا بعض الوقت، بعيداً عن الأولاد والعائلة. غير أن ضحكاتهما سكتت عند الخامسة والنصف فجر اليوم وتحوّل فرح العائلة بعودة ابنها وعائلة رومية الى حزن كبير.


فقد وقع حادثٌ بين سيارة الشابين وشاحنة صباحاً على طريق اميون باتجاه شكا في بلدة كفرصارون، ما أدى الى مقتل خير ورومية واصابة سائق الشاحنة عادل طلال فاضل بجروح متوسطة.
فجر اليوم كان الشابان "مسربين" على البيت، الا ان سيارتهما اصطدمت بشاحنة يقودها قريبهما وصديقهما فاضل، فباتا جثتين مجبولتين بالدماء تاركين خلفهما عائلتين تحتاجان اليهما.
"الحادث قضاء وقدر"، هكذا وصفه مختار المنطقة أنطوان فاضل الذي قال لـ"النهار" أن الشابين كانا مسرعين أثناء القيادة. والأمر عينه أكده رئيس البلدية عقل جريج الذي قال لـ"النهار" ان "ابرة السرعة وجدت على عيار 180 كما ان في المعلومات المتداولة ان سائق الشاحنة أخذ أقصى يمنيه وأطلق الأبواق لكن الحادث المشؤوم وقع".


معايير السلامة
بطبيعة الحال العائلتان في حالة صدمة وحزن كبيرين، وفق مختار كوسبا الكورة ميشال خوري الذي يقول لـ"النهار" ان الشابين متزوجان، الأول يعمل في دبي أما الثاني ففي بيروت ويقصد لبنان من فترة الى أخرى للاطمئنان على والده المريض. الاثنان متزوجان ولكل منهما طفلان لا تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات.
ألين زوجة جو ستفتقده، كما منزله في كفرحباب الذي يضج بأصوات والديه حبيبيه، أما زوجة جورج أليس وولداه فسيفتقدون الحبيب والأب، الذي أراد أن يقضي وقتاً مع صديقه فسافرا وانتقلا الى "دنيا الحق".
يروي فاضل ان "الشابين كانا مسرعين، أما سائق الشاحنة فكان يقود على أقصى يمينه"، مضيفاً أن "سائق الشاحنة أبلغ أنه شاهد الشابين وهما في حالة لا يقظة، خير يقود السيارة وكرسيه راجع الى الوراء، أما جو فنائم الى  يمينه ورغم اطلاقه بوق الشاحنة واستخدامه الاضاءة لحضهما على الانتباه الا أن الامر لم ينجح".
ويقول فاضل أن سائق الشاحنة والشابين مقربون كثيراً " مثل الاخوة.. ربيانين مع بعضن ".
هذا التعبير لا يواسي الأهالي المفجوعين ولا يعيد ابنيهما، فالحادث لم يكن ليحصل لولا ان الشابين كانا بكامل وعيهما، وفق الحديث السائد في أروقة صالونات التعزية.


وعلمت "النهار" ان الطبيب الشرعي لم يجرِ فحص الكحول للضحيتين، وانه وفق محضر الضبط للقوى الامن الداخلي ان صاحب الشاحنة الذي كان متجهاً من أميون الى شكا قد حاول تجنب الاصطدام قدر الامكان لكنه فشل، وقد أصيب بجروح متوسطة ونقل الى مستشفى البرجي. 


وسيدفن خير يوم غد عند الساعة الثالثة بعد الظهر في بلدة كوسبا، فيما يدفن صديقه جو في البلدة المفجوعة يوم الجمعة عند الساعة الثالثة. 


يوماً بعد يومٍ، تتكرر الحوادث على طرق لبنان من دون أي تشدد من قبل المسؤولين المعنيين ولا مبالاة من المواطنين في ما يتعلق بمعايير السلامة العامة على الطرق.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم