السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

فيليب لافيل في الـ"ميوزيك هول": الأنغام الصيفيّة الحرّة تتعالى على عواصف تشرين!

المصدر: النهار
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
A+ A-

هو التوق إلى الماضي الذي "يفشي" أسراره "الجديرة" بالمُشاهدة عبر "ألبوم صور الذكريات"، جَعَل عشرات إجتمعوا تحت سقف الـ"ميوزيك هول" الإفتراضي في عطلة نهاية الأسبوع، يترنّحون على صدى أنغام فيليب لافيل، المُغني "المُسترخي بأناقة"، والذي "تأرجَحَ" ببراعة غير مُتكلّفة ما بين جديده وقديمه.


بمُبادرة من المُنتج الموسيقي و"امبراطور" بلد "نويريستان"، ميشال الفترياديس، وال"أم. تي. في"، قدّم هذا المُغني الذي يُعرف عنه تفاؤله الدائم، أمسيتين موسيقيتين أشبه برحلة قصيرة "مُكثفة"، إلى حيث الشمس الصيفيّة "تحضن" الأجساد المُتمايلة "في عزّ" عواصف تشرين!


إلى المارتينيك، حيث وُلِدَ لافيل الذي حَدّدَ النجاح مجرى حياته بتزامن مع الفشل الذي لم يَسمَح له المُغني بأن يُعامله بإزدراء، بل واجهه وكأنه العاشق الذي يمارس دور الزائر ليس أكثر. إلى حيث الأنغام الحرّة التي تتعالى على العواصف الرعديّة التي "تُزخرف" سماء تشرين، إلى أغنيته الشهيرة Avec Les Filles Je Ne Sais Pas، فـ"الروك" والـ"ريغيه"، وصولاً إلى جذوره "هناك" حيث جُزر الهند الغربيّة. "سطور" حكاياته ونوادره الصغيرة إستخلص منها الأغاني والأنغام المُسترخية مثله تماماً. إلى " زعرنته الشيطانة" وغير المؤذية التي أضحكت الكبار ومن هم في سن التمرّد مُطولاً ما بين أغنية وأخرى. فيليب لافيل يُحاكي جمهوره الذي رَقَص وقوفاً في الشقّ الثاني من الحفلة، بحميميّة جذابة. هي زيارته الرابعة إلى لبنان، البلد الذي راقص المُغني شعبه للمرة الأولى في عام 1992. ويعتبر لافيل نفسه من "أهل البيت"، وهذا التفصيل واضح في حواراته "المرتاحة" مع العشرات الذين ألقوا التحيّة إلى صوته الذي لم تتمكّن الأيام من سلبه رونق اللقاء الأول. رَقَصَ الذين مرّ عليهم الزمن تاركاً "ذكرياته" على وجوههم، بالحريّة عينها التي توسّل بها الذين لم يكتشفوا بعد "مكيدة الوقت". أعاد فيليب لافيل للحنين "شذراته المُتلألئة"، وتمكّن لأكثر من ساعة ونصف ساعة من أن يجعل جمهوره يشعر بأن الزمن توقّف داخل "فُقاعة" الأحلام الزاهية هذه، داخل فُسحة الـ"ميوزيك هول" الثقافيّة المديدة و"حضورها الطنّان".


أنغامه الحديثة لاقت إستحسان الجمهور، فإذا به يُعبّر عن تفاعله معها من خلال تمايل الأجساد بإنسياب على الكراسي. ولكنها الأنغام "العتيقة" التي دفعت الجميع إلى تخطّي التحفّظ للرقص والغناء والتصفيق وقوفاً. ماضي فيليب لافيل الغنائي "يُرافق" حاضره الذي تُكلّله الأنغام الحديثة الطلّة بالنجاح، "وهي الغنيّة بترجعّني لشبابي!".


حركات جسده السريعة الخاطفة على المسرح رافقت عزف فرقته الموسيقيّة المؤلّفة من شباب نقلوا طاقتهم وحماستهم إلى آلاتهم التي عزفوا عليها "إتقانهم الموسيقي اليافع". آلات إيقاعيّة، غيتار، بيانو، دعمت جنون لافيل المُسترخي، إلى صوت المُغنية الفاتنة كلودين بينون الآتية هي أيضاً من المارتينيك، والتي مازحها وراقصها لافيل بفرح مُعدٍ. نصوص الأغاني تروي يوميّات لم تمرّ على المُغني الذي تعامل مع النجاح والفشل بالهدوء عينه، "مرور الكرام". آثارها واضحة على كل كلمة غنّاها، وأنغامها تعكس "شو صار" يومذاك.


القليل من السخرية، الكثير من الروح المرحة، وبعض "نوتات" ساكنة "تُربّت على كتف" المُغني الأنيق الذي يقترب يوماً فآخر من الـ70.
لم تتمكّن الأيام من أن تُلقي بظلالها على أعمال لافيل التي توحي الحياة التي يليق بها "هزّة الخصر" اللامبالية.
وهي بكل تأكيد لم تتمكّن من أن تسلبه تلك الأناقة المُسترخية التي تجسّدت ببدلة سوداء والقليل من الحزن المُبطّن حيال أوهام الشهرة بقدرتها على تسليط الضوء على الفشل المحتوم للحظات أطول من تلك التي تُهديها للنجاحات ووشاحها الحريريّ.
[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم