اشترِك في نشرتنا الإخبارية
ثبت للوسط السياسي ان الرئيس سعد الحريري جاد في حواره مع "حزب الله" ، واضعا الكثير من خلافاته معه خارج طاولة التفاوض منها على سبيل المثال لا الحصر استمرار قتاله في سوريا وتداعياته السلبية على لبنان . اما النهج الذي يعتمده رئيس الحكومة الاسبق فهو الترفع عن الخلافات العديدة والجوهرية بين تياره وبين الحزب ومن الناحية التطبيقية وضع مجموعة الخلافات بين قوسين اي بقائها قائمة والانصراف الى مناقشة القضايا الوطنية الملحةالتي لا تنتظر وأي مزيد من التأجيل لها يلحق الأذى بالمصلحة العليا للبلاد و بالاستقرار السياسي والامني والاقتصادي. هذا النهج المعتمد من ناحية الشكل هو الأسلم في علم التفاوض و جرى اعتماده في اكثر من مناسبة تفاوضية رسمية مع دولة عربية او غربية سواء في الخارج او في الداخل مع مسؤولين يفوضونهم بهذه المهمة .
وبرهن الحريري امس على مدى ساعتين انه يتمتع بصفات رجل دولة قادر ان يكبح أهوائه الشخصية صونا لمصلحة البلاد.وبدا انه قادر على التجرد والتعالي عن خلافاته العديدة مع الحزب والمباشرة بالجلوس الى طاولة الحوار على الرغم من محاولات تذكيره بمواقف كان أطلقها وكانت تشكل أسبابا لتوجيه الانتقادات العديدة والشديدة اللهجة للحزب .وهذا ما جعل رئيس "اللقاء الديموقراطي "وليد جنبلاط الى التعليق بسرعة على صفات الحريري التي شاهدها على التلفزيون فاقتنع بها وغّرد ليلا على حسابه ، على ال "توتير" ولم ينتظر الصباح ليصف الحريري بانه" رجل دولة بامتياز " من جراء المواقف العديدة التي أطلقها أمس وتؤكد رغبته في التحاور من اجل تحسين الاحوال السيئة والمليئة بالمخاطر التي تمر بها البلاد والعمل على تحصينها في وجه الأزمةالسورية التي دخلت عامها الخامس وتركت حتى الان أسوأ النتائج ما يزيد على وجود مليون ونصف مليون سوري من شباب وأطفال وكبار السن ومقاتلين ظهروا في الثاني من أب وقاتلوا الجيش اللبناني بعد ان شهروا أسلحتهم وخرجوا من المخيمات .
وقد تجلى ذلك في المقابلة التلفزيونية التي اجريت معه مباشرة من منزله في باريس ليل امس وشاهدها وفقا لمعلومات الموقع كل من الرئيس نبيه بري و مرشحي الرئاسة النتئب ميشال عون ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وجنبلاط وعدد كبير من الوزراء والنواب ليس من "تيار المستقبل "بل ايضا من باقي القوى السياسية .
لم يشأ ان يستبق الإتصالات المفترض ان تبدأ لوضع مشروع جدول اعمال للمحادثات التي ستتوسع وأوحى رئيس تيار"المستقبل" ان همه الاول تنفيس الاحتقان المذهبي السني - الشيعي لان بقائه من دون معالجة ينطوي على مخاطر يمكن ان تنفجر في اي وقت . ومن أولويات الحريري ايضا انتخاب رئيس جديد للجمهورية غير المرشحين عون وجعجع والمطلوب من الحزب ان يلعب دورا في إقناع الجنرال بالتخلي عن ترشحه وان يكون الرئيس المنتظر هو رئيس تسوية ، مقبولا اولا من القوى السياسية المسيحية الرئيسية اولا .التركيز على عمل المؤسسات والتوازنات التي تمثل .
