الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

هرطقة انتخاب الرئيس... ماذا عن حوار عون- جعجع؟

المصدر: "النهار"
سابين عويس
سابين عويس
A+ A-

مع انقضاء هذا اليوم، يكون الشغور في موقع رئاسة الجمهورية قد طوى شهره السادس، فيما الاهتمامات السياسية موزعة على أكثر من جبهة، منها ما هو سياسي يتعلق بقانون الانتخاب، ومنها ما هو امني يتابع ملف العسكريين المختطفين في ظل معطيات جديدة ان لجهة استمرار الوساطة القطرية وعدم توقفها كما تردد سابقاً، او لجهة دخول سوريا على خط المفاوضات. ومن الاهتمامات أيضاً ما له علاقة بملف الأمن الغذائي مع انطلاق اول جلسات اللجان النيابية المشتركة قبل ظهر اليوم للبحث في قانون سلامة الغذاء إنطلاقاً من اقتراحين قدمهما النائب عاطف مجدلاني مستندا على مشروع سابق أعده الوزير الشهيد باسل فليحان، وآخر قدمه الرئيس نجيب ميقاتي كان أعده وزير الاقتصاد والتجارة في حكومته نقولا نحاس.


وفيما استجد ملف الحوار بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" بناء على مناخ إيجابي من عين التينة يدفع في هذا الاتجاه، بدا ان التعامل مع الاستحقاق الرئاسي قد اصبح في آخر الاهتمامات خصوصا وان المواقف الصادرة عن مختلف القوى السياسية لا تشي بأي حظوظ لتعامل جدي مع هذا الموضوع.
فملء الشغور الرئاسي المفترض ان يتم دستوريا بموجب الانتخاب، تحول الى ما يشبه المهزلة او الهرطقة الدستورية مع صدور مواقف عن "حزب الله" تعلن ان النزول الى المجلس النيابي والمشاركة في جلسة الانتخاب يتم بعد التوافق على اسم الرئيس، علما ان الحزب نفسه اعلن على لسان أمينه العام ان مرشحه هو العماد ميشال عون ، ما يعني عمليا ان النزول الى البرلمان سيكون لتعيين عون، وليس انتخابه بما ان فوزه سيكون عمليا محسوما بغياب المرشحين قسراً عن الترشح.


أما عون فلم تكن مبادرته بعيدة من هذا الطرح عندما اعلن ان الانتخابات يجب ان تتم بتعهد مسبق من رؤساء الكتل بعدم الاقتراع لأي مرشح ثالث من خارج ترشحه وسمير جعجع خلال الجلسة.


رئيس القوات تلقف المبادرة وقبل التحدي داعيا عون الى المنازلة، ومن دون شروط مسبقة.
أي من هذه المواقف لا يؤشر الى نضوج قرار إعطاء لبنان رئيساً جديدا بالانتخاب او التوافق على التسمية بالتسوية.


والواضح ان الفراغ الرئاسي سيملأ راهنا بالحوار "المستقبلي- حزب الله." ولكن أسئلة بديهية تفرض نفسها في ظروف مماثلة: ماذا عن الحوار المسيحي بين القطبين المسيحيين الأبرز عون وجعجع؟ إلا تنسحب المخاطر الوجودية التي تقلق "حزب الله" و"المستقبل" على الموقع المسيحي، وإلا تتطلب هذه الأخطار نقاشا مسيحيا عميقا حيال موقع المسيحيين في معادلة الحكم القائمة والمستقبلية؟


ليس من مؤشرات تدل على ان لمثل هذا الحوار خطوطا بأن يرى النور في طل المنافسة الحادة التي يعيشها القبطان المسيحيان على الرئاسة، علما ان عدم الوصول الى اقتناعات مشتركة وموقف مسيحي موحد من القضايا والاستحقاقات المصيرية سيجعل الرئاسة المسيحية في مرحلة لاحقة مجرد تفصيل!


 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم