الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تعلّموا من كرة القدم

ناجي شربل
A+ A-

تجتهد ادارات النوادي عشية الموسم الرياضي الجديد الخاص بألعابها، لتأمين الممكن من ميزانياتها التي تخصص لفرقها. وقد تحدثت عن الممكن، لأن معظمها يدخل الموسم "على البركة"، ويتكل غالباً على دعم افراد، في غياب الرعاية المنظمة، واقدام الشركات الكبرى على الاستثمار في الرياضة.
وعلى طريقة البحث عن إبرة في كومة قش، وهي تجربة استعيدت اخيرأً في متحف عالمي كبير، يتسابق الاداريون في النوادي لجمع المال، حفاظاً على استمرار هذه النوادي، خصوصاً تلك التي باتت عريقة ولم ترزح تحت وطأة الظروف التي ابعدت فرقاً كبرى اصابت نجاحاً عن الالعاب الجماعية.
الساحة عينها في العاب كرة القدم والكرة الطائرة وكرة السلة، مع ملاحظة تراجع الاستثمار في كرة اليد بعد انتقال المحامي تميم سليمان رئيس نادي السد الى كرة القدم رئيساً لنادي العهد.
جهود للظفر بأموال في العاب تنفق فيها النوادي النفس والنفيس حفاظاً على موقعها في مصاف الدرجة الاولى، مع استبعاد اي فكرة تتناول تحقيق الارباح وتأمين فائض للآتي من المواسم.
طبعاً لا مجال هنا للكلام عن ارباح مالية، بل التحدي في الوصول الى رعاة، وغالباً ما يقتصر الامر على ممول، يدفع في معظم الاحيان التزاماً بتعهدات يقطعها على خلفيات غير رياضية.
ولعل المشكلة الكبرى تكمن في عدم دوران الاموال التي تصرف في الرياضة في حلقة رياضية، بل ان قسمأً كبيراً منها يخرج بعيداً من الهدف الاساسي، فيرتفع العجز في الميزانيات، وتزداد هموم النوادي في البحث عن ممولين، وفي أحسن الاحوال، من يقبل ان "يشيل" النادي، اي نادٍ، لموسم او اكثر.
هكذا يجهد القسم الاكبر حفاظاً على الوجود وليس بغية التنافس، ذلك ان الشق الاخير معقود للنوادي "الكبرى مالياً"، ذات اليد الطولى في تأمين الاموال والاستقرار للاعبيها، وجعلهم يعيشون من الرياضة كمحترفين حقيقيين.
الأمس افضل بكثير من اليوم، اذ عاصر جيل الأمس انطوان شويري، الذي أغرق السوق الرياضي بالمال، وجعله متوافراً بكثرة للنوادي، وقد حضها على العمل وحسن ادارة شؤونها الفنية، لتحصل على ما تريد.
ومنذ ان غاب الرجل في 9 شباط 2010، لم تعرف الساحة "انطوان شويري" جديداً، وان كان قلّة وضعوا نصب أعينهم الاقتداء بتجربة شويري في بناء فرق رياضية من خلال دعمها.
لقد أقدم عدد من اصحاب رؤوس الاموال، وبعضهم وسع عملياته الى عدد لا بأس به من الاتحادات، الا ان الحماسة خفت ربما لأن الظروف لا تشبه تلك التي كانت عليها ايام شويري.
ربما يجب البحث في تأمين الرعاية عن حلقة مفقودة، تقوم على جمع شركات كبرى خلف تلفزيون، تضخ فيه الاموال لنقل وقائع مباريات لعبة جماعية. الا ان هذا الامر مرهون اساساً بصورة اتحاد اللعبة المعنية وقدرته على التحوّل علامة للثقة، ما يساهم في اقبال المستثمرين وتشجيعهم وليس "تطفيشهم" بسبب اخطاء قاتلة تركب في ادارة البطولة، كما حصل في احدى الالعاب الكبرى، التي كشفها اركان اتحادها امام الاتحاد الدولي، بمخالفات لا يفترض بالقيم على اللعبة تغطيتها. في حين فقدت لعبة ثانية حماسة الراعي، فخفض المبلغ وقلصه نتيجة عدم التزام اللجنة الادارية للاتحاد ببنود العقد.
وحدها كرة القدم تسير بوتيرة تصاعدية، وسندق على الخشب قبل الحديث عن الارقام المالية المتداولة فيها من شركتين كبيرتين، والمرشحة للصعود نحو ارقام قياسية. في "الفوتبول" لم يهتم المعنيون بالربح السريع، بل اصروا على "لبننة" اللعبة، بعيداً من تجنيس وغيره. وهم الذين لم يحصلوا على مساعدات رسمية الا واحدة اخيراً، ويعانون اقفال ابواب الملاعب امام الجمهور. لكن "الشغل" كان سليماً، فجاءت الارقام المالية لتكرس الاستقرار.


[email protected]

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم