الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

التوطين يطل برأسه ومخيم القرعون يتحدى الدولة\r\nالتهاب الكبد الفيروسي يضرب اللاجئين في عرسال

المصدر: "النهار"
A+ A-

يتأكد كل يوم عجز الدولة عن ضبط الامن والبناء العشوائي، وهي تبدو كذلك في ملف اقامة مخيمات للاجئين السوريين تنذر ببدء توطين عدد منهم. ففي القرعون في البقاع الغربي، مخيم للاجئين بني بالاسمنت المسلح، من دون اي تراخيص، ومن دون القدرة على وقف العمل فيه، اذ صدرت مذكرات عدة عن محافظ البقاع انطوان سليمان لوقف العمل، لم تترجم على ارض الواقع، بسبب تواطؤ قوى الامن الداخلي، بارادة امنية سياسية، واستمر بناء المشروع الذي يؤوي حاليا نحو 50 عائلة سورية بعقود ايواء مدتها سنة وقابلة للتجديد. المشروع في القرعون يقوم على ارض تملكها جمعية الكشاف المسلم الذي يدير حياة اللاجئين بالتعاون مع "اتحاد الجمعيات الاغاثية في البقاع". وفي المخيم، اضافة الى البيوت، مدرسة ومسجد توقف العمل بهما موقتا. وفي التفاصيل ان جمعية الكشاف المسلم اعلنت سابقا انها في صدد بناء قرية كشفية، لكنها لم تباشر العمل الا مع وجود عدد كبير من اللاجئين السوريين في البلدة، وربما تكون افادت من توافر التمويل، فعقدت اتفاقا للبناء يفيد منه اللاجئون وتعود ملكيته الى الجمعية. لكن الواقع، ان الكشافة ايضا افادوا من وجود اللاجئين، وباشروا العمل من دون اي ترخيص، ولم تستجب القوى الامنية لطلبات توقيفهم عن العمل. وهذا الامر الذي يذكر ببداية المخيمات الفلسطينية يقلق عددا من اهالي القرعون، كما اهالي المنطقة.


واوضح رئيس بلدية القرعون، حول إنشاء مخيم جديد للنازحين السوريين في البلدة، أن "الأرض ملك لجمعية الكشاف المسلم وقد تقدم الطلب الى وزارة الداخلية والأوراق قيد الإنجاز". وأشار في حديث تلفزيوني ردا عن سؤال، الى انه "لا تنسيق مع وزارة الشؤون الإجتماعية سيما وان المخيم غير منجز وانما هناك تعاون مع الأمم المتحدة". وفي مكسة البقاع، قطع شبان طريق مكسة – قب الياس رفضاً لاقامة مخيم للاجئين السوريين في بلدتهم.
من جهة ثانية وفي انعكاس سيئ للجوء السوري، افاد مراسل "النهار" في بعلبك عن تهديد جديد يطال اهالي عرسال وهو انتشار وباء مرض التهاب الكبد الفيروسي "أ" ، بين عشرات اللاجئين السوريين المنتشرين داخل وعلى اطراف البلدة .
وسادت حال من القلق الشديد العراسلة فور علمهم بانتشار المرض في صفوف اللاجئين السوريين القاطنين في ما بينهم بعد رصد اكثر من 180 حالة مصابة بنوع من التهاب الكبد فئة "أ" معظمهم من الاطفال.
الطبيب السوري قاسم الزين دق ناقوس الخطر ولفت الى سوء الاحوال داعيا الى التدخل سريعا لمكافحة هذه العدوى التي يمكن ان تزداد خطورة يوما بعد يوم حيث تلقى حوالي 185 مريضا العلاج في مستشفى ميداني كان كشف عليهم خلال شهر واحد ما يبين سرعة انتشار الفيروس في اوساط اللاجئين.
ومساء امس، أكد وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور أن وزارة الصحة تتابع عن كثب ومنذ كانون الأول 2013 ملف انتشار حالات من مرض التهاب الكبد الفيروسي - الصفيرة "أ" في عرسال، مشيراً إلى أن بعض الأرقام المتداولة عن عدد الإصابات مبالغ فيها، إذ إن احصاءات دائرة الرصد الوبائي في الوزارة سجّلت منذ نهاية العام 2013 وحتى اليوم، 274 حالة تابعت فرق الوزارة معالجتهم منذ البداية.
وأوضح أبو فاعور أن وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية زوّدت المعنيين في عرسال كمية وفيرة من اقراص الكلور لاستعمالها بالتعاون مع مصلحة المياه والمفوضية العليا للاجئين في الامم المتحدة UNHCR في تطهير المياه المستخدمة بطرق علمية صحيحة، إضافة إلى ذلك تم إدخال لقاح الصفيرة "أ" الى الروزنامة الوطنية للتلقيح، وسيتم تأمين اللقاحات بأسرع وقت ممكن، لمباشرة حملة تلقيح واسعة، بموازاة ارسال نشرات توعية للأهالي.
يشار إلى أن نصف الحالات المصابة في عرسال تعود لمن هم دون الـ10 سنوات من العمر، و70% منهم من السوريين، 15% من اللبنانيين، والاخر غير معروف القيد، وذلك منذ شهر كانون الاول 2013، وقد تم إدخال 5% منهم إلى المستشفيات والباقون تلقوا علاجاً خارج المستشفيات.
العسكريون المخطوفون
وفي ملف العسكريين المخطوفين يتابع الوسيط القطري اتصالاته، فيما عادت هيئة العلماء المسلمين للدخول على ملف التفاوض اما جبهة النصرة فاصدرت بياناً أشارت فيه الى انه تم تسليم الموفد القطري ثلاثة مقترحات بشأن تبادل العسكريين المخطوفين بموقوفين في السجون اللبنانية والسورية. وأوضحت أن الموفد القطري أحمد الخطيب دخل الى عرسال ومعه مساعدات للاجئين السوريين، معتبرة ذلك "خطوة أولى في تقدم المفاوضات". وأضاف البيان أنه انتقل الى جرود عرسال الخميس والتقى مع اللجنة المكلفة من قبل "النصرة" وتم عرض 3 مقترحات في شأن تبادل العسكريين المخطوفين بموقوفين في السجون اللبنانية والسورية. ولفت البيان الى أنه الموفد القطري غادر الى الجهة اللبنانية المكلفة بمتابعة الملف وأبلغهم بمجريات المقابلة مع الهيئة ثم عاد يوم السبت وأبدى شبه موافقة مبدئية على اطلاق سراح الأسرى من سجون النظام اللبناني واطلاق سراح الأخوات من سجون النظام السوري وتم تسليمه لائحة بأسماء بعضهم".


التمديد
سياسيا، ينتظر ان تتبلور المواقف في انتظار جلسة الاربعاء، وتتكثف الاتصالات لبلورة الكتل المسيحية مواقفها النهائية، فيحسم حزب "الكتائب" موقفه من حضور الجلسة في اجتماع يعقده المكتب السياسي الاثنين، بعد عودة الرئيس أمين الجميل من باريس، فيما تفيد المعلومات ان قراره في التصويت ضد التمديد لا رجوع عنه.
من جهته، يتخذ تكتل "التغيير والاصلاح" قراره النهائي من "التمديد" عصر الاثنين أيضا، بدلا من الثلثاء اذ تصادف ذكرى عاشوراء. وفي مؤشر الى ان أي تعديل لم يطرأ على موقفه، أعلن رئيس "التكتل" النائب ميشال عون ان "مقولة "التمديد أو الفراغ" لتبرير التمديد غير صحيحة، فالبديل عن التمديد هو الانتخابات وليس الفراغ". أما كتلة "القوات" فتحدد خيارها من التمديد الثلثاء، في ما مشاركتها في الجلسة محسومة. وتردد في أوساط سياسية مواكبة، ان مخرجا قد يتم اعتماده من قبل بعض الاحزاب المسيحية، يقضي بـ"النأي بالنفس" عن التصويت، بمعنى "لا مع ولا ضد"، وهو موقف قد يفسّر قبولا ضمنيا بالتمديد.
ريفي يرد
وفي سياق منفصل رد وزير العدل اشرف ريفي على ما اورته احدى الصحف امس ببيان جاء فيه : قرأت صباح اليوم (أمس) ما نشرته أحدى أدوات النشر التابعة لمنظومة تحالف النفوذ الايراني وما تبقى من النظام السوري، حول توقيف مرافقي العسكري ديب اللهيب، لدى الجيش اللبناني، وعدم الافراج عنه حتى الآن، بتهمة نقل مبلغ 280 الف دولار أميركي الى خاطفي العسكريين.
لم أفاجأ بما تقوم به هذه الأداة، فهي مجرد حروف صفراء يكتبها الوصي غير الفقيه، لكن ما يستدعي التوقف فعلاً، هو اختراع قصة كاذبة من الألف الى الياء، في تزوير فاضح يدل على أن من يقف وراء هذه النشرة، فقد الاحتراف الذي اشتهر به في التزوير والتضليل والكذب.
للرأي العام اللبناني أقول: إن مرافقي ديب اللهيب في منزله الآن في طرابلس، وهو طريح الفراش بسبب "الديسك" الذي أقعده لفترة طويلة من الزمن، لم يذهب الى البقاع، لم يحمل مبلغ 280 الف دولار، لم يتم توقيفه. اما التفاوض مع الخاطفين، فيتم باشراف الحكومة ورئيسها، وأقنيته الامنية والسياسية معروفة للجميع.
للبنانيين الشرفاء أقول: حق عليي أمامكم أن أعري هذه النشرة المخابراتية، ومن وراءها، كي نفشل كما العادة أكاذيبهم، وعهد علي كما كنت وكل الشرفاء من قيادات وطنية ومواطنين، في مواجهة مشروعهم المدمر، أن ابقى كذلك، فمن واجه مؤامرات النظام السوري المملوكية، ومن تصدى لإرهابهم والاغتيالات، لن يرهبه اغتيال معنوي، تم تصنيعه في غرفهم المظلمة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم