الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تساؤلات بعد انفجار الصاروخ "انتاريس"...

المصدر: "أ ف ب"
A+ A-

انفجار الصاروخ انتاريس من صنع شركة "اوربيتال ساينسيز" اثار تساؤلات حول قدرة وكالة الفضاء الاميركية  "ناسا" على القيام بمهمات شحن الى محطة الفضاء الدولية وتبيعتها المتزايدة تجاه روسيا والقطاع الخاص. ومنذ سحب المكوكات الأميركية من الخدمة في تموز 2011، باتت الناسا تلجأ إلى خدمات شركتي "سبايس إكس" و"أوربيتال ساينسيز" الخاصتين لشحن المؤن إلى محطة الفضاء الدولية، وإلى روسيا أيضا لنقل الرواد بواسطة صواريخ "سويوز"، في مقابل 70 مليون دولار للشخص الواحد.


وحتى لو كانت الحادثة التي وقعت الثلثاء هي الأولى من نوعها منذ بدء تعاون الناسا مع الشركات الخاصة، فقد ارتفعت أصوات للتنديد بالوضع الهش للوكالة التي تضطر إلى تلزيم هذه المهمات الرئيسية، لا سيما أنها ستبدأ قريبا بإرسال الرواد في هذه المركبات الخاصة.
وقال ماركو كاسيريس وهو محلل لدى مجموعة "تيل غروب" إنه "لا شك في أن بعض اعضاء الكونغرس والمتخصصين في صناعات الفضاء يعتبرون أن إدارة أوباما أخطأت في عدم إبقاء الناسا القوة الكبرى في مجال الرحلات الفضائية. وبالنسبة إلى هؤلاء، إن التعاون مع الشركات الخاصة هو فكرة سيئة أو حتى خطيرة".
وفي ظل القيود الشديدة المفروضة على الميزانية، بدأ باراك أوباما في ولايته الأولى بتطبيق هذا النهج الجديد الذي أطلقه سلفه جورج بوش.
وقد أبرمت الناسا في العام 2011 اتفاقين لشحن المؤن إلى محطة الفضاء الدولية، أولها مع "أوربيتال ساينسيز" (1,9 مليار دولار) وثانيهما مع "سبايس إكس" (1,6 مليار دولار). وقامت الشركتان في المجموع بثماني رحلات، من بينها ست مهمات شحن.
وفي أيلول، كلفت أيضا وكالة الفضاء الأميركية شركتي "سبايس إكس" و"بوينغ" بصنع أول مركبتين فضائيتين من انتاج القطاع الخاص لنقل الرواد إلى محطة الفضاء الدولية. وتبلغ قيمة هذا العقد 6,8 مليارات دولار.
لكن بانتظار هذه الرحلات التي لن تطلق قبل العام 2017، تتكل الولايات المتحدة على مركبات "سويوز" الروسية. وليس هذا الوضع بالسهل، خصوصا في ظل المستجدات على الساحة الدولية، أبرزها الأزمة الأوكرانية التي ألقت بظلالها على العلاقات بين البلدين خلال الأشهر الاخيرة.
وكان بيل غيرستنماير مدير قسم الرحلات المأهولة في الناسا قد أكد منذ مساء الثلثاء أن حادثة انفجار صاروخ "أنتاريس" لا تعيد النظر بخطط الناسا.
وهو صرح أن خسارة "أنتاريس" ومركبة "سيغنس" التي كان ينقلها الصاروخ "ليس لها أي أثر" على الرواد الستة في محطة الفضاء الدولية.
وشرح مايك سوفريديني أحد المسؤولين في الناسا أن المحطة تحتوي على مؤن كافية لحوالى أربعة إلى ستة أشهر. كما أن مركبة الشحن الروسية "بروغرس" وصلت إلى المحطة الأربعاء ومن المفترض إطلاق مركبة "دراغن" التابعة ل "سبايس إكس" في التاسع من كانون الأول.
وبالنسبة إلى جون لوغسدن، المدير السابق لمعهد السياسات الفضائية في واشنطن، لن يؤدي انفجار الصاروخ "على الأرجح إلى تداعيات طويلة الأمد" على العقود التي أبرمتها الناسا مع القطاع الخاص.
وقال ان "أوربيتال أنجزت مهمتي شحن إلى محطة الفضاء الدولية وسبايس إكس أتمت بنجاح كل مهماتها".
لكن هذه الحادثة ستدفع الناسا إلى مراجعة تصاميم الصاروخ انتاريس الذي يستخدم في الطابق الأول منه محركا روسي الصنع تعود تصاميمه إلى البرنامج القمري في روسيا قبل 50 عاما.
وكانت شركة "أوربيتال ساينسيز" قد طالبت بتغييره.
وتوقع جون لوغسدن أن تتمكن الشركة من أن تحدد بسرعة سبب هذا العطل. ويبدو أن المسؤول عن أمن موقع إطلاق الصاروخ قد أطلق عمدا عميلة تدمير الصاروخ بسبب مشكلة يرجح أن تكون خطرة.
وتمتلك الشركة جميع بيانات الرحلة ولن يطول الانتظار، بحسب لوغسدن، علما أن الرحلة المقبلة لـ"سيغنس" حددت في نيسان 2015.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم